الروم في سياستهم وحضارتهم ودينهم وثقافتهم وصلاتهم بالعرب
(0)    
المرتبة: 10,050
تاريخ النشر: 01/01/1988
الناشر: المكتبة البولسية لبنان
نبذة نيل وفرات:الروم عند العرب قبل الإسلام وبعده هم الرومان وخلفاؤهم البيزنطيون. والبيزنطيون عند أنفسهم روم، أي رومان، وعاصمتهم "رومة الجديدة"، أي القسطنطينية. ولا يزال الروم الأرثوذكس يدعون القسطنطينية مركز البطريك المسكوني "رومة الجديدة" حتى العصر الحاضر. هذا وإن أنفع التواريخ تاريخ الفكر، وألمع فصل في تاريخ الفكر البشري تاريخ الفكر ...عند اليونان الأقدمين. وأفضل فضائل هؤلاء عنايتهم بالإنسان وسعيهم لإسعاده سعادة حقيقية. وأكبر خدمة قدمها الرومان أنهم تبنوا ثقافة اليونان وقالوا بها. وفضل الروم على البشرية أنهم حملوا هذه الثقافة وحموها في عصر الظلمات فحفظوها في نصوصها الأصلية وأضافوا إليها، ولا سبيل لفهم تاريخ العرب فهماً كاملاً إلا بالاطلاع على تاريخ اليوم. فما جرى في سوريا والعراق ومصر في السياسة والحرب والحضارة والثقافة تأثير كثيراً بما كان يجري في القسطنطينية وغيرها من أمهات مدن الروم. والمراجع الأولية لتاريخ الروم متنوعة منها التواريخ التي صنفت في الأزمنة المعاصرة لوقوع الحوادث أو بعدها بقليل، ومنها الرسائل الدبلوماسية التي تمّ تبادلها في تلك العصور بين الروم وغيرهم من الشعوب والدول، ومنها القوانين التي اشترعت والنقوش الكتابية التي نصبت والنقود التي سكت، ومنها كذلك ما صنف خصوصاً للبحث في أخبار الكنيسة. ولا بد للباحث في تاريخ الكنيسة من الرجوع دائماً إلى مجموعة منسي في المجامع، وأما بالنسبة للنقوش الرومانية فليس هناك منها مجموعة كاملة، وأفضل ما يرجع إليه مصنف ميله في نقوش جبل آتوس وكتاب ليغفر في نقوش مصر المسيحية، ومجموعة غرنيوار في نقوش آسية الصغرى المسيحية.
وأخدم المصنفات العصرية في النقود البيزنطية كتاب سباتييه الإفرنسي الذي ظهر في باريس في مجلدين، وليس هناك في الأختام البيزنطية سوى مؤلف شلومبرجه. والمؤلفات الحديثة التي تبحث في تاريخ الروم كثيرة متنوعة تعدّ بالمئات. والمقالات التي دبجت في نواحي معينة من تاريخ الروم وحضارتهم ونظمهم كثيرة أيضاً. وأولاها بعناية الباحث مؤلف كارل كرومباخر الألماني في تاريخ آداب الروم. فإنه على الرغم من قدم عمر هذا المصنف لا يزال مفيداً جداً في كمية معلوماته ودقتها، ولا يزال تاريخ سقوط الإمبراطورية الرومانية لإدوارد غيبون مفيد جداً موقظاً لأنه تاريخ كبير لمؤرخ عظيم، وللباحث في كتاب تاريخ الروم حتى نهاية القرن العاشر الذي صنفه المؤرخ الفرنسي غوستاف شلومبرجه قصة مفصلة جذابة ظهرت في مجلدات ثلاثة في باريس ما بين السنة 1896 والسنة 1905. على أن أفضل المصنفات في تاريخ الروم أربعة: أولها العالم الشرقي ثم أوربة الشرقية للعلماء الفرنسيين شارل ديل وجورج مارسه ورنيه غروسه وغيرهم وقد ظهرت في مجموعة غلوتز في السنتين 1944 و1945. وثانيها "العالم البيزنطي" للمؤرخ الفرنسي لويس براهيه. وقد جاء هذا في مجلدات ثلاثة في مجموعة تطور الإنسانية التي يشرف عليها المؤرخ هنري بر. وثالثها كتاب البحاثة أوسترغورسكي الذي ظهر في ميونيخ سنة 1940. ورابعها وأحدثها جميعاً من حيث إعادة النظر والتنقيح كتاب العلامة الروسي الكسي فزيليبف الذي ظهر أولاً بالروسية ثم نقل إلى الإنكليزية والفرنسية وقد أعيد طبعه بالإنكليزية بإشراف مؤلفه الذي يجيد هذه اللغة في السنة 1952، بالإضافة إلى أبحاث عديدة هامة في مواضيع خصوصية متنوعة تناولها الباحث في كتابه هذا الذي بحث في سياسة الروم وحضارتهم ودينهم وثقافتهم وكذلك في صلاتهم بالعرب. إقرأ المزيد