فاطمة الزهراء الحجة والقدوة
(0)    
المرتبة: 53,660
تاريخ النشر: 28/07/2021
الناشر: دار المحجة البيضاء للطباعة والنشر والتوزيع، دار الواحة للخدمات الثقافية
نبذة نيل وفرات:الحديث عن الزهراء عليها السلام حديث ذو شجون لأنه حديث عن الحق المضيّع، وحديث عن الأمة المتقلبة على أعقابها؛ والتي لم تحفظ فيها صلى الله عليه وسلم في بضعته التي طالما أوصى بها.
كما أن الحديث عن الزهراء حديث لذيذ وممتع؛ لأنه حديث عن القيم العليا والمُثُل السامية، حديث عن ...المرأة التي جعلت الإسلام أكبر همها، فكان بكاؤها للرسالة لا للذات، وفرحها للرسالة لا للعبث؛ وغضبها للحق لا للقرابة والنسب.
حديث فاطمة الزهراء ضيعة أبيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وروحه التي بين جنبيه، فمن هي فاطمة الزهراء عليها السلام؟ وهل صحيح أن الناس فطموا عن معرفتها؟ فمهما حلقت بهم أوهام الفِكر، فإنهم لن يستطيعوا معرفتها، وهل صحيح أنها سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين؟ حتى أن مريم ابنة عمران تلك التي أحصنت فرجها وصدّقت بكلمات ربها وكتبه وكانت من القانتين... تكون واحدة من جواريها في الجنة، وما الذي تميزت به الزهراء عليها السلام؟ وما الذي عندها ولم يكن عند سائر النساء حتى مريم ابنة عمران، وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون، وخديجة بنت خويلد أمها - سيدة أمهات المؤمنين - حتى كانت السيادة عليهنّ وعلى سائر نساء العالمين من الأولين والآخرين؟ وهل صحيح أن الزهراء عليها السلام لا تحيد عن الحق قيد أنملة؟ وهل صحيح ما تواتر في السنة الشريفة أنه ما تكاملت النبوة لنبي في الأرض حتى عرضت عليه ولاية فاطمة وطاعتها فأقرّ بذلك؟ وهل في القرآن المحكم ما يثبت ذلك؟ وهل صحيح أن الزهراء عليها السلام تمسّ حقيقة القرآن المكنونة وتدرك معارفه وأسراره؟ وليست هناك امرأة على وجه الدنيا تدرك ما تدركه الزهراء من هذه المعارف والأسرار؟.
وهل صحيح أن الزهراء تمثل النقاء كل النقاء، والطهارة كل الطهارة، طهارة الروح والبدن - ليس في شخصيتها شائعة فكر، أو انحراف منهج؟ وهل صحيح أن الزهراء قد سجلت الرقم القياسي - بل الرقم الذي يستحيل على غيرها الوصول إليه عجزاً - في تمثل السجايا العالية والأخلاق السامية، في حسن العشرة مع الأب والروح والأولاد والأرحام وسائر الناس، وفي التضحية والفداء، والشجاعة والإماء، والإيثار والعطاء...؟!.
هذه الأسئلة وأمثالها بالعشرات يجد القارئ الإجابة الشافية عليها في ثنايا هذا البحث، مستلّة من صميم القرآن الكريم، متجليّة في صريح آياته.
وإلى هذا، فإن المؤلف لم يعمد إلى استلال الإجابة عن تلكم الأسئلة من الآيات المتشابهات في القرآن الكريم، إذ ربما، وكما يذكر، يخفى وجه دلالتها على الكثير من الناس، خصوصاً وأن القرآن حمّال ذو وجوه، كما أن الآيات المتشابهات تحتاج مع التفسير إلى تأويل، وتأويل القرآن الكريم لا يعلمه إلا الله والراسخون في العلم.
وأما لماذا كان الإستدلال بالدرجة الأولى من القرآن الكريم، فذلك لأن القرآن الكريم هو الكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وهو الكتاب الوحيد الذي اتفق جميع أهل القبلة، مع اختلاف ومذاهبهم، على صحته وسلامته من الزيادة والنقصان... فليس بعد كلام الله كلام، ولا بعد شهادته شهادة، وليس فوق كتابه كتاب.
وأخيراً، فإن الهدف من هذا الكتاب جعله بمثابة الجسر للعبور عليه وصولاً إلى الهدف المطلوب؛ وهو اتخاذ الزهراء عليه السلام أسوة وقدوة في مسيرة حياة المؤمن في كل المجالات العقائدية والعبادية والمعاملانية.
هذا وقد اشتمل هذا البحث على خمسة فصول، الأولى (1- 2- 3) منها تم تخصيصها لذكر مقامات الزهراء عليها السلام وبعض جوانب عظمتها، في حين تم التركيز في الفصل الرابع على ضرورة الإقتداء والتأسي بالزهراء، ومقارنة سلوك المسلم بصورة عامة، وسلوك المرأة على وجه الخصوص، بالسلوك الذي ينبغي أن يكون متوافقاً مع سلوك الزهراء في الحياة.
وأخيراً، فقد اشتمل الفصل الخامس على خطبة الزهراء في نساء المهاجرين والأنصار والذي كان بمثابة استعداد للرحيل، رحيل الزهراء وكيفية احتضانها لأولادها، وعليّ رضي الله عنه وتوسيد الزهراء في قبرها، ثم ندبه لها.
ليتم من ثم إيراء ما جاء حول الزهراء عليها السلام في لسان الشعر، والذي ضم مجموعة من القصائد التي نظمت فيها. إقرأ المزيد