تاريخ النشر: 29/07/2021
الناشر: دار الوفاق للنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:هدف الفلسفة تأمّل معاني الحياة بغية متابعة ما هو جيد من معانٍ والتخلي عما هو غير جيد، مع الفلسفة تولي عناية بتجديد الأسس التي انبثقت منها العلوم المختلفة، وهذا يستلزم التعامل المباشر، مع الحياة لا اعتزال الحياة؛ لأن العلوم هي ثمار التعامل الحسّي: الملاحظات والتجارب المختبرية، مع مختلف أوجه.
وهدف ...الفلسفة ما يلي: - تحديد الأسباب التي تدفع الناس إلى العمل وإلى التطور العلمي والإجتماعي، - البحث عن الأسس الكامنة في حياة الإنسان العقلية والسلوكية التي تمكنه من التطور... ربط أفكارنا بالواقع، من أجل تطوير أفكارنا أولاً، ومن أجل تغيير الواقع ثانياً في عملية مترابطة، فلا الأفكار تتطور بعيداً عن الواقع، ولا الواقع يتطور دون أفكار؛ وعلى هذا فالربط بين الفكر والواقع هو الذي يمكننا من التطور باستمرار نحو الأحسن، في مجال الصناعة والزراعة ونظم الحياة الإجتماعية والتربوية والسياسية، وعلى هذا فتطور الأفكار يرتبط بالتعامل مع الواقع وأن أي معالجة نظرية للواقع ستبوء بالفشل.
تقييم كل فكرة وكل ممارسة: دينية، إجتماعية، سياسية إلخ بما تعكسه من تغيير إيجابي في مجال الحياة وأن تبعد كل ما يسيء إلى حياتنا الإجتماعية والسياسية والإقتصادية مهما كان مصدره: ديني، إجتماعي، تقديس الفكر لا المفكر: أن يكون تقديساً للفكر لا لأشخاص الفكر، لأن الفكر في تطور والمفكرون يمثلون مراحل تطور الفكر، والوقوف عند مفكر معين، يعني الجمود والتخلف والعيش في عصر من نُقَلّوه لا في عصرنا الراهن.
وبهذا فتقديسنا للأشخاص يجعلنا في عزلة عن الواقع... تقديسنا لزعامات دينية... يفوق تقديس عبدة الأصنام ممن عاشوا قبل آلاف السنين معرفة ما زال مجهولاً... نتبادر إلى أذهاننا أسئلة كبيرة تهزنا من الأعماق وتخلق في نفوسنا حالات من الشك والحيرة والقلق من قبيل: ما الذي يمكننا أن نتعلمه؟ لماذا نركز على هذا النوع من التعليم دون غيره؟ ما الذي ينفعنا في حياتنا، هذا الذي نمضي العمر في تعلمه وفي الدفاع عنه؟ ما الذي يجب علينا عمله كي نتجنب الشعور بالندم والعار أمام ضمائرنا وأمام أبنائنا في زحمة هذا التنافس العالمي في ميادين العلوم التي مكنت شعوباً من غزو الفضاء ومن تحقيق الإنجازات العلمية العملاقة؟ كيف يمكننا تجنب الأفعال والنتائج التي قد تدمرنا ماديّاً ومعنويّاً واجتماعياً؟ ما هي المقاييس التي نحكم بها على الآخرين؟... إلى آخر ذلك من التساؤلات التي تضطلع بها الفلسفة [...].
ضمن هذه المقاربات يأتي البحث في هذا الكتاب، والذي يمضي في رحلة بحثية وراء معرفة ما زال مجهولاً في ميادين العلوم المختلفة... ومعرفة منطلقات سلوك الإنسان، فقد ظهر الفكر الفلسفي بعد تطور العلوم لكي يقدم لنا الأجوبة على مشكلات الحياة الكبيرة، مثل: مشكلة التفاوت الطبقي على الصعيد الإجتماعي وعلى الصعيد المالي، كما اهتمت الفلسفة بمشكلة أصل الوجود: من أين أتى الإنسان وما هو مصيره بعد هذه الحياة؟ ومشكلات الظواهر الطبيعية والإختلافات الفردية وغيرها من المشكلات.
فالفلسفة إذن تهتم بدراسة المشكلات الكبيرة الخاصة بمصيرنا في هذه الحياة وبمصيرنا في الحياة الآخرة... ومن جانب آخر يتأثر موضوع الفلسفة بوجهات النظر ويتأثر بالثقافة وأصولها، فالأصول الثقافية المختلفة هي التي تبنى عليها وجهات النظر الفلسفية المختلفة إزاء الإنسان والكون والله.
من هنا، فإن للأصول الثقافية دور كبير في إختلاف الفلسفات، وكل إنسان مؤهل لأن يدلو بدلوه وأن يقدم آراءه وتصوراته في ذلك، وعليه فإن منجزات المفكرين ملك البشرية جمعاء... فأفكار ابن رشد، وابن خلدون، وديكارت وغاليلو وهيجل هي ملك البشرية كل البشرية، وكل مجتمع يمكنه الإستفادة منها ويمكنه أن يبني عليها نظريات وآراء وأن يستنتج منها حلولاً لمشكلاته الخاصة.
وأخيراً، فإن الفلسفة تعني الصعود في سلم التعميمات من مستوى القوانين العلمية إلى مستوى يجمع القوانين العلمية في مبدأ واحد... ومن أجل ذلك كله تأتي هذه الموسوعة الفلسفية التي تقدم للقارئ النتائج والأفكار الخالدة التي قدمها للإنسانية جمعاء عمالقة الفكر الفلسفي منذ القدم حتى العصر الراهن، والتي تمت صياغتها بما يمكّن كل إنسان مهما كان اختصاصه من فهمها والإستفادة منها، وهي الأفكار الأكثر وضوحاً والأكثر فهماً والتي ستساعد الطالب والدارس والباحث على مواصلة الدراسة المعمقة في هذه الميادين التي تشمل الحياة وما بعد الحياة والتي لا غنى لأي إنسان عنها، والتي عبرها كان لنا تصوراتنا ومعتقداتنا ومن ثم آراؤنا الخاصة. إقرأ المزيد