التكامل المعرفي بين العلوم الإجتماعية ؛ نحو طرح إبستيمولوجي بديل
(0)    
المرتبة: 206,513
تاريخ النشر: 18/05/2021
الناشر: منتدى المعارف
نبذة الناشر:تعاني العلوم الإجتماعية في عالمنا المعاصر أزمة بنيوية حادة، حيث أصبحت العلوم الإجتماعية عبارة عن علوم إمبريقية، يُنظّر لها العقل المؤسساتي ذو الطباع البرغماتي، الذي تحركه رغبة المؤسسات السياسية في السيطرة على الإنسان، عكس العقل النقدي الذي تحركه الرغبة في تعرية وفضح الواقع الإجتماعي والثقافي الذي يعيشه الإنسان المعاصر.
في هذا ...السياق، نجد العديد من المحاولات البحثية في العالم العربي والإسلامي، التي بذلت لإخراج العلوم الإجتماعية من أزماتها الإبستيمية.
ونعتقد أن أزماتها مضاعفة ومعقدة في العالم العربي والإسلامي، لسبب أن الأزمة ليست من طبيعة ذاتية خالصة، وإنما صدرت الأزمة إليها من المجال التداولي الغربي، فمعظم المقولات والمفاهيم والنظريات والمناهج التي يُرددها العقل العربي، صاغها العقل الغربي في رحله تفسيره وفهمه للإنسان الغربي.
فطرحت محاولات ومشاريع فكرية عديدة لإخراجها من هذه الأزمة، تحت مسمّيات مختلفة؛ تبيئة العلوم الإجتماعية، تأصيل العلوم الإجتماعية، أسلمة العلوم الإجتماعية...
فمن الباحثين من دعا إلى ضرورة إدخال المتغيرات الثقافية والتاريخية عند دراسة الظواهر الإجتماعية والإنسانية في المجتمعات العربية، ومن الباحثين من طرح بدائل نظرية ومنهجية لها في شكل علم النفس الإسلامي، علم الإجتماع العربي وغيرها.
ومن هذه الزاوية، نجد من أقوى المحاولات وأمتنها منهجياً تأسيس علوم إجتماعية إنطلاقاً من الرؤية الإسلامية للعالم التي لا يزال الجدل المعرفي دائراً حولها، إلا أنها راكمت العديد من المكتسبات المعرفية والمنهجية والمفهومية، التي تمكّننا من بناء نموذج معرفي للعلوم الإجتماعية إنطلاقاً من الرؤية الإسلامية إلى العالم، فكما نعلم، امتدت رؤية العالم المادية - العلمانية كمجموعة من التصورات والتمثلات لعالم الوجود في صياغة الأسس والمبادئ التي نهضت عليها العلوم الإجتماعية الغربية.
من هذا المنطلق، يسهم التكامل المعرفي إنطلاقاً من رؤية العالم الإسلامية في بلورة إطار إبستيمولوجي بديل للعلوم الإجتماعية، ويؤسس لتفكير منهجي مغاير لذلك الذي عرفته العلوم الإجتماعية في ظل المنهجية الوضعية، فيعيد الوصل المعرفي بين مختلف فروع العلوم الإجتماعية: علم الإجتماع، علم الإقتصاد، وعلم النفس، العلوم السياسية...
لذلك، تتنزل فصول هذا الكتاب في هذا المنحى التأسيسي للتكامل المعرفي بين العلوم الإجتماعية، ضمن شروط وممارسات المجال التداولي الإسلامي، وهي عبارة عن محاولة معرفية، نتمنى أن تعقبها محاولات معرفية أخرى، لتثبيت البعد التكاملي بين العلوم الإجتماعية. إقرأ المزيد