تاريخ النشر: 12/10/2021
الناشر: دار خطوط وظلال للنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة الناشر:أيمن حسن شاعر وأديب ومترجم من تونس، ولد بحمّام سوسة في 24 أوت 1981، يُدرّسُ الآداب الفرنسيّة في الجامعة التونسيّة، له أكثر من ثلاثين مصنّفاً أدبيّاً ولقد تحصّل على جوائز عديدة من بينها جائزة روجي كوفالسكي للشّعر التي تمنحها مدينة ليون الفرنسيّة لسنة 2017 عن ديوان "تونسة".
هاجمت مجموعة من السّلفيّين ...ليلتي السّبت والأحد 26-25 فيفري 2012 دار الثّقافة علي الدّوعاجي بحمّام سوسة، من بين الأضرار، هذه اللّوحة الجداريّة الّتي تحمل توقيع سالم بورخيص، وهو فنّان أصيل المدينة.
ما الّذي يصدم في هذه اللّوحة الّتي نرى فيها من الخلف امرأة من حمّام سوسة ترتدي التّخليلة التّقليديّة؟ هل يُسبّبُ كاحلاها العاريان الكثير من الإحراج؟ أم لأنّها لا ترتدي الحجاب الكامل، ذلك البرقع الذي يدّعي السّلفيّون أنّه الزيّ المُلْزَمْ لكلّ مسلمة؟ أم أنّ الثّقافة الوطنيّة هي الّتي تُسبّبُ الأرق بقدر ما تثيرُ استياءهم؟...
أَقْصِدُ هنا الثّقافة بالمعنى الكبير للكلمة، لأنّه يجب أن نُذكّرَ بهويّتنا التونسية الّتي تبدو من خلال هذه الصّورة غنيّة: ففيها شيء من أندريه مالرو، الكاتب العظيم والوزير الّذي يعتبر أبا لمنظومة دور الثّقافة، وفيها الزّعيم الحبيب بورقيبة، أوّل رئيس ومؤسّس الدّولة التونسيّة الحديثة، وأيضاً تقاليد الأجداد الّتي يحملها ويعزّزها هذا النوع من المؤسسات، ويُطالب الفنّانون بتراث وفير ومتطوّر يُمكنُ إكتشافه بإستمرار.
فهم لا يُحبّون كلّ هذه الأشياء، فنحن اللّذين لا نروق لهم، لأنّنا، كلّ على طريقته، مرتبطون بهذا التنوّع، ولكنّهم أصحابُ الفكر الواحد، تُعْميهم تلك الفكرة الّتي هي من صلاحيّات الكُليانيّة الأشد شراسة، فهم الأيدي الّتي تضربُ وتحرقُ وتدمّر.
هم الأفواه التي تهدّد وتشتم، وهم أجساد بلا روح وبلا فكر وبلا حياة تزرع الكراهيّة والرّعب بدلاً من الحبّ والفرح، لكنّنا سنواجههم بإيماننا الخاصّ وحبّ تونس ولن نغمض أعيننا ولن نخفض أذرعنا.
لدينا إيماننا الخاصّ الّذي نرفض تبريره أو تغييره أو التّضحية به، ستكون أسلحتنا اليوم وغداً، الثّقافة والحبّ والحياة. إقرأ المزيد