حنظلة الراكض على حافة البحر
تاريخ النشر: 01/01/2021
الناشر: دار خطوط وظلال للنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة الناشر:تعريش حنظلة سفوح الجليل وكأنه يتعربش عرق دالية يصعد للسماء، سار بين أشجار الزيتون على مهل، أحياناً كان يقف ويداعب الشجيرات البرية فيما تحوم حوله فراشات عابثة، الجنادب تتقافز بين الأشواك، هنا وهناك، عصافير تعبر الفضاء وتمضي، جلس تحت إحدى الأشجار وأسند ظهره على ساقها وسافر في ذاته، فحين يكون ...بين أشجار الزيتون تندلع في داخله أنهار البهجة والشجن الرهيف، حالة لم تتشكل صدفة، بل تكونت على مساحة العمر، فما بينه وبين أشجار الزيتون عابر للوعي وآلاف السنين.
عاد إلى أيام الطفولة، إلى ذاكرته المتوقدة التي راحت تتجلى كتلالٍ غسلها المطر للتوّ.
يتذكّر ويحكى: "كان والدي يتهيأ لحراثة الأرض كما يتهيأ للصلاة، يستقيظ مع الفجر ويتوضأ، ينظر نحو الأفق الشرقي وهو يتضرج بلون البرتقال، أتخيله يبتسم، لا بد وأنه كان يبتسم أمام ذلك الجلال الصباحي، بعد أن ينهي الصلاة يمضي وهو ينظر نحو الأفق، يقترب من المحراث ويتفحصه ليتأكد، ثم يذهب إلى الحصان فيمسد وجهه ويداعب أذنيه، يضع الشعير في "المِخلاة" ويعلقها على عنقه ليأكل وجبة الصباح.
يتأكد من البذار، ثم ينادي: يا ولد... يلّا إنهض!.. لهجة حاسمة واضحة وأليفة كتحية الصباح، لا أجد أمامها خياراً سوى النهوض، فأنتزع نفسي من دفء الطفولة والفِراش والصباح.
لحظتها كان يداهمني النعاس ورغبة عارمة لمواصلة النوم، لكن لا خيار سوى النهوض. إقرأ المزيد