تاريخ النشر: 17/02/2021
الناشر: الدار العربية للموسوعات
نبذة نيل وفرات:يقول المؤلف في مقدمة كتابه : " عثرت بعد البحث والتنقيب الدقيق على رحلات قديمة لبعض السياح الإفرنج الذين زاروا مصر في القرون المتوسطة ، وكتبوا عنها الأسفار المطوّلة مما لم يرد ذكر كثير من أخباره في كتب مؤرخي العرب . فآثرت نشر خلاصة هذه الرحلات في هذه المقالة ...الأولى . ثم أتبعها بأهم ما كتب السيّاح عن مصر وأحكامها وسلاطينها وغرائبها ، وما جرى فيها من الحوادث والإتفاقات والمعاهدات بين سلاطين مصر وملوك الإفرنج ، وعن قناصلهم وسفرائهم ومعاهداتهم السياسية والتجارية مما لم يُنشر في الكتب العربية [ . . . ] هذا وقد توترت العلاقات السلمية بين مصر وبلاد الإفرنج منذ القرن الثالث عشر ، بعد أن تغلّب توران شاه على الملك " لويس التاسع " في المنصورة ، وأخذه أسيراً ، ثم قام خلفاؤه من بعده : السلطان " بيبرس " ، والملك " المنصور قلاوون " ، والملك " الأشرف خليل " سنة 1290 م [ 689 ه ] ، وطردوا الصليبيين من كل البلاد السورية ، حتى أن الملك " الناصر محمداً " طرد كل التجار الإفرنج وقناصلهم من سورية ومصر سنة 1340 م / 740 ه ، فانقطعت العلائق بين مصر وأوروبا انقطاعاً تاماً ، ولم يعد أحد من الإفرنج يجرؤ على المجيء إلى مصر للتجارة ، أو فلسطين لزيارة الأماكن المقدسة فيها ؛ إلا أنه من حين إلى آخر كان ينسلّ بعض الإفرنج خفية ؛ طمعاً في الإتجار أو رغبة في السياحة والإستطلاع . وقد دخل إلى مصر من السياح الإفرنج بين أواسط القرن الرابع عشر والقرن السابع عشر نحو تسعين سائحاً ، وأكثرهم فرنسيون وإيطاليون ، وبنادقة وإسبانيون وجَنَويون وجرمان ، وكلهم كتبوا رحلاتهم في أسفار مطوّلة أو موجزة ، محفوظة في مكاتب أوروبا ، ذاكرين فيها عن أحوال مصر وأحكامها وملوكها وتجارتها وعادات أهلها وتقاليدهم ، وعن حوادث لها خصوصيتها جمعت فيها في تلك القرون المتأخرة ما لم يكتبه أحد من مؤرخي العرب . وسيأتي المؤلف في هذه المقالات على ذكر أخبار تلك الرحلات التي قام بها هؤلاء السائحون ، وتسليط الضوء على أشهرها . وعليه يذكر المحقق بأن أصل هذا الكتاب هو تلك المقالات التي كان ينشرها صاحبها ديمتري نقولا في مجلة المقتطف ، ابتداءً من شهر ربيع الثاني عام [ 1335 / شباط ( فبراير ) 1917 م ) تحت عنوان : مصر منذ 400 سنة ، مشيراً إلى أنّه وفي هذا الكتاب أبقى العنوان كما هو على الرغم من عدم تناسبه والدقة في يومنا هذا . وتكمن أهمية هذه المقالات في كون المؤلف عمد فيها أن يستعرض فيها للمتلقي صوراً كثيرةً عن حياة الدول الإسلامية وعلاقاتها بالدول الأخرى بما يماثل في الكثير فيها أحوال العرب في يومهم هذا ، بل أحياناً يحضر إلى الذهن بشكل تلقائي مقولة : " إن التاريخ يعيد نفسه " ، وقد نقلها المؤلف من كتب ورحلات طُبعت ونُشرت في ذلك الوقت . وقد أغنى المحقق هذه المجموعة من المقالات بالإعتناء بها ، وذلك على النحو التالي : 1- ترتيب ونقل المقالات كما هي من المصدر ، وكان له بعض الإضافات ميّزها بوضعها بين [ ] . 2- توضيح المبهم من الكلمات والعبارات . 3- تصحيح الكلمات التي جاءت نتيجة لخطأ مطبعي . 4- إضافة المحقق هامشاً ، إضافة على هامش المؤلف . 5- كانت هناك عبارات تحت إضافتها في المتن من قِبل المترجم ، عمد المؤلف إلى مكانها الطبيعي في الهامش ، مع الإشارة إلى ذلك . إقرأ المزيد