تاريخ النشر: 11/01/2021
الناشر: دار البراق
نبذة الناشر:البحر يغدو قائماً شيئاً فشيئاً، وصوت الأمواج كخطاب شاعر مرتجف على منبر يملكه، القارب يقترب كالخيال، وكأنه اللفظة الأخيرة من قصيدة نالت التصفيق وانتهت.
بينما خليل يخرج سلال صيده، ناديته فانتبه مدهشاً من وجودي في هذه العتمة:
- خليل!!...
- ماذا تفعلين هنا؟!!... هل أنت مجنونة؟؟!!...
- أتعلم، سأكون يوماً ما مثلك.
- وكيف؟؟...
- ...أنت تشبه البحر، هادئ وعمقك غادر...
جميل وجاذبيتك تغري فتقتل...
واسع وأمواجك ضيقة...
- لا أفهم... ماذا تريدين؟؟...
- هل تحب أمي؟؟...
- ومن قال لك ذلك؟؟...
- أهل القرية... كلهم يتحدثون عنكما...
- نعم... أحبها... وسأتزوجها...
- كيف؟؟... ولكنك وعدتني، داعبتني، ألهبت أنوثتي بهذه اليد، ابتلعت أنفاسي... كيف؟؟ كيف؟؟...
- عندما تصبحين مثل هذا البحر، ستفهمين... عودي قبل أن يفضحك هواكِ وجنونكِ... عودي... عودي...
صراخه في وجهي أخبرني المصير...
عدت أدراجي متسللةً من نافذة البيت إلى فراشي في الحال... كي لا تشعر أمي بتأخري...
غابت دموعي في صوف الوسادة المنبثق مع خيطان اهترأت مع الزمن كما اهترأ القماش، كما اهترأ قلبي.
لم أنم تلك الليلة، تفكيري كله انحصر في شيء واحد.
(كيف سأشبه البحر؟؟)... إقرأ المزيد