أحكام الذميين والمستأمنين في دار الإسلام
(0)    
المرتبة: 74,145
تاريخ النشر: 01/01/1988
الناشر: مؤسسة الرسالة ناشرون
نبذة نيل وفرات:إن المجتمع الإسلامي لم يخل قط من غير المسلمين في أي عصر من العصور. ولا عجب في هذا، فإن الإسلام لا يكره الناس حتى يكونوا مسلمين، ولا يمنع المسلمين من العيش مع مخالفيهم في العقيدة والدين، فهم جميعاً عباد الله، وليس من لوازم الإيمان بهذا الدين القطيعة مع غير ...المسلمين في دار الإسلام سواء أكانت هذه العلاقات مع المسلمين أو فيما بينهم خاصة... وهكذا كان غير المسلمين محل نظر الشارع وهو يشرّع الأحكام وينظم أمور المسلمين.
وجاء الفقهاء فتناولوا هذا الموضوع، فمنهم المقل فيه ومنهم المكثر وجاءت كتاباتهم منشورة في أبواب الفقه المختلفة. إلا أنه لم يتم تأليف كتاب واحد جامع في هذا الباب. من هذا المنطلق جاء هذا الكتاب، الذي هو في أصله موضوع رسالة الباحث من "أحكام الذميين والمستأمنين في دار السلام" وغاية الباحث، بيان أن الشريعة إذا كانت بالنسبة للمسلمين ديناً وقانوناً، فهي بالنسبة لغير المسلمين قانون ما داموا يعيشون في دار الإسلام، لذا من الخير لهؤلاء أن يحيطوا بهذه الأحكام فيعرفوا هذا الجانب من جوانب التشريع الإسلامي.
وقد التزم الباحث في بحثه أن يكون وراء الشريعة دائماً، يستخلص أحكامها كما هي، فلا يطوّ بها لما تهوى نفسه، ولا يحملها ما لا تحتمل، ولا يقولها ما لم تقل. ذاكراً في المسائل التي تناد لها أقوال المجتهدين التي تم له الوقوف عليها، لأن أقوالهم، فيما عدا المستندة إلى إجماع أو نصوص قطيعة الثبوت والدلالة، تعتبر بحق من وجوه تفسر النصوص ومنهم الشريعة واستنباط الأحكام من أدلتها، فه، لهذا، تدخل في دائرة الاجتهاد السائغ المقبول الذي يجوز الاحتجاج به، كما يجوز فيه الترجيح عند الاختلاف، لذا قام الباحث تترجح ما بدا له الراجح من الأقوال، وسكت وفيما لم يظهر له رجحانه مبيناً الخلاف وذاكراً الأقوال في تلك الحال، مبدياً رأيه في بعض المسائل الجديدة التي لها صلة في بحثه. وقد رأى أنه من المفيد مقارنة الأحكام الفقهية، التي تم له استخلاصها على الوجه المذكور، بما هو مطبق في الوقت الحاضر في البلاد الإسلامية، وقد اختار لهذه المقارنة نماذج: الجمهورية العربية المتحدة، والجمهورية العراقية، والمملكة العربية السعودية. إقرأ المزيد