تاريخ النشر: 01/01/2017
الناشر: مكتبة الفلاح للنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة الناشر:نشأ البحث النوعي في حقل علم الإجتماع، لدراسة الظواهر الإجتماعية، ولم يدخل في مجال الدراسات التربوية وبشكل واضح - إلا في العقود الثلاثة الأخيرة من القرن العشرين، حيث نادى التربويون ببديل عن البحوث الكمية، لأنها - من وجهة نظرهم - تعتمد إعتماداً كاملاً على الباحث أكثر من البحوث الذي يفترض ...أن يجري البحث من أجله.
واعتمد عالم التربية "دولر" على المقابلات، والسيرة الذاتية، فضلاً عن الملاحظة، والمشاركة، ودراسة الحالة، والمفكرات، والرسائل، والوثائق، الشخصية، لوصف عالم المعلمين والطلاب، حيث كان يعتقد أن الأطفال والمعلمين مخلوقات ذكية غير محررة من الجسد، وليست آلات موجهة، وليست آلات تعليم أيضاً، ولكنها كائنات بشرية كلية مرتبطة مع بعضها في متاهة معقدة من التشابك الإجتماعي.
ورأت الباحثة ليتشمان Lichtman أن هناك ثلاثة أسباب رئيسية لشيوع البحوث النوعية في مجال التربية بعد عام 1990، وهي إنفتاح مجال البحث التربوي لكافة الفئات في المجتمع، حيث لا يقتصر على جنس معين أو عمر معين، وعدم الرضا عن نتائج البحوث الكمية؛ فضلاً عن عدم قدرتها على التعامل مع تنوع الظواهر التربوية، ورغبة المعلمين في الحصول على دور أكبر في البحث التربوي، وأداء دوراً إستكشافي أكبر في مجال بحث الظاهرة، والتعامل معها، بالإضافة إلى أن البحث النوعي له عديد من السمات، والمميزات التي دفعت كثيراً من الباحثين إلى إعتماده كمنهجية في جمع البيانات منها: 1- تعدد الأطر النظرية التي ينطلق منها الباحث (بنائية، نقدية... إلخ) - المرونة الكبيرة المتاحة للباحث في تصميم البحث - المرونة، والتنوع في أساليب جمع المعلومات - تعدد طرق التحليل؛ من خلال المزاوجة بين عدة طرق وأساليب.
من هذا المنطلق، تأتي أهمية هذه الدراسة التي تناول الباحثون من خلال موضوع البحوث النوعية في الدراسات البحثية، مركزين، بصورة خاصة، على تطبيقاتها في الميدان التربوي والتعليمي؛ حيث أن المنهجية النوعية في جمع وتحليل المعلومات والبيانات أصبحت من الشهرة بمكان في معظم الجامعات والمؤتمرات والمجلات العلمية، حيث تزايد الإهتمام بها في العقود الثلاث الماضية، وتجاوزت الكتب التي صدرت ولا تزال حول موضوع طرق البحث النوعية المئات؛ إن لم تكن آلالاف حول العالم.
بالإضافة إلى ذلك، هناك العديد من المؤتمرات العلمية والمتخصصة في نشر الدراسات ذات الطابع النوعي التي تجاوز عمرها أكثر من ربع قرن، كما أن هناك ثقافة في العديد من الجامعات حول العالم أخذت تترسخ وتتوسع في فهم طبيعة البحوث النوعية وأهميتها وتطبيقاتها، فيأتى هذا الكتاب كمحاولة لإيجاد أرضية لإنشاء نشر هذه الثقافة في البيئة البحثية في العالم العربي والذي لا يزال يهتم ويركز على بحث ودراسة وتناول القضايا البحثية من منظور كمي.
هذا تضمن الكتاب أربعة عشر فصلاً، يفتتح الأول منها بالحديث عن الإطار المفهومي للبحث النوعي وهو ما يعتبر تمهيد مهم قبيل الدخول في تفاصيل قضايا البحث النوعي، أما الفصول الست التي تليه، فقد تم التركيز فيها على بيان أنواع منهجيات البحث النوعي، ثم تحدث الفصلان الثاني والثالث عن المنهج الأثنوجرافي بينما تم التطرق في الفصل الرابع إلى منهج دراسة الحالة.
بينما كان محور إهتمام الفصل الخامس دراسة الظواهر، وتلا ذلك، في الفصلين السادس والسابع تسليط الضوء على مناهج البحث النوعي وهو النظرية المؤسسة، بينما تركز الحديث في الفصول التالية: الثامن إلى الفصل الثالث عشر على أهم أدوات وطرق جمع المعلومات في البحث النوعي، إذ تناول الفصل التاسع موضوع تحليل الوثائق، وحول التاريخ الشفهي جاء الفصل العاشر، بينما كان محور الحديث في الفصل العاشر حول البحث النوعي.
وتم التركيز في الفصل الثاني عشر على المقابلات الجماعية المركزة، بينما تم في الفصل الثالث عشر تناول مسألة الملاحظة النوعية، ولينتهي الكتاب بحديث حول بعض القضايا الجديدة في البحوث النوعية وذلك في الفصل الرابع عشر. إقرأ المزيد