تاريخ النشر: 01/01/2018
الناشر: منشورات دار التوحيدي
نبذة الناشر:منذ إندلاع ثورة الياسمين، وتحديداً في ندوة "المثقفون والإنتفاضات العربية"، بمدينة الحمامات، بتونس (أيام 12، 13، 14 يوليوز 2011).
قلتُ هذا الكلام بالتمام:
".. تقنية الكاسيت، على منهاج الخميني وعبد الحميد كشك وغيرهما، هي تقنية مركزية الصوت، والتمركز حول الذات العارفة والإنصات للعقل الكاشف لأسرار العرفان، إنها تقنية التواصل أحادي الإتجاه، ...حيث ينطلق الخطاب عمودياً من المرسل والذي هو الخطيب المفوّه نحن المتلقي المُنصت والمطيع لسلطان الكلمة؛ في حين أن تقنية الفايسبوك والتويتر هي تقنية التواصل التفاعلي بين كافة الأطراف، والتي يشارك فيها الجميع في صناعة الخطاب وبلورة القرار وإنتاج السلطة.
لقد فاقمت آليات التواصل العمودي من إحدى أهم المعضلات المعرفية القروسطية، حيث كرست إنقسام العقل بين عقل فاعل هو سليل العقل الفعال بالمعنى الأرسطي، وبين عقل منفعل هو سليل العقل الإيماني، أي بين عقل النخبة وعقل الجمهور، بين عقل الشيخ وعقل المريد، بين عقل الدولة وعقل الشعب، غير أن آليات التواصل الأفقي اليوم قد أعادت اللحمة إلى وحدة العقل الإنساني تحت ما يمكننا أن نصطلح عليه بالعقل المتفاعل.
المثقف اليوم ليس من يخير الناس بالحقيقة التي يؤمن بها، ليس من ينقل إليهم المعرفة التي علمها أو نعلمها، وبالأحرى ليس المثقف كاشفاً لأي سر من الأسرار.
وإنما هو فقط من يستنفر حدس الحرية لدى الناس ويساعدهم على الإستعمال الحر والعمومي للعقل والمساهمة في تدبير إنعدام اليقين، تعبداً عن أوهام الإحاطة بالفهم وكشف السر وإهتلاك مفاتيح التفسير. إقرأ المزيد