تاريخ النشر: 05/10/2020
الناشر: مؤسسة الإنتشار العربي
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:يقول الباحث في مقدمة كتابه هذا "تشومسكي في عبادة سيبويه": حول المناخات التي دعته إلى وضع هذا الكتاب: "قبل أكثر من عشر سنوات ترجم الأستاذ القدير حمزة بن قبلان المزيني كتاب تشومسكي (آفاق جديدة في دراسة اللغة والذهن) والمطبوع عام 2005م / 1426هـ، فقرأت ما سطره في مقدمة هذه ...الترجمة من كلام طويل يتركز حول مسألة تأثر تشومسكي بالنحو العربي، وهو إعادة لمقال مكون من سبع حلقات - كما يقول المزيني، وحقيقة لم يستطع المزيني، على إقناعه الشديد بنفي الفكرة وإستغرابه من أولئك المتحمسين المرددين لما لا يقوم على دليل! إقناعي كقارئ بنفيها، مع أني أود أن أنوه على أنه ليس لدي أي حماسة لنفي الفكرة أو إثباتها بقدر ما يمليه البحث العلمي، لسبب بسيط وهو أن النحو العربي لن يزيده تأثر تشومسكي به، كما لن ينقص تشومسكي تأثره بالنحو العربي، ثم أطلعت - أيضاً - على ما أثير في تويتر حول الموضوع نفسه، وكان المزيني - أيضاً متزعماً المنافحة عن تشومسكي، ولم أجد - أيضاً - ما يقنعني فيما ذكر، على الرغم من مراسلته لتشومسكي ونشره الرسائل في حسابه في تويتر...
مضيفاً بأنه كان قد اطلع عام 2017م/ 1438هـ على ما أوره المزيني في مقدمة ترجمته كتاب تشومسكي (أي نوع من المخلوقات نحن؟) نوجده يكرر المسألة مرة أخرى، دون أن يزيد على ما ذكره سابقاً سوى المراسلات لتشومسكي، وكانت ردّة فعله إستنكاره أو تعجبه من إصراره على ذلك، وزاد من تعجبه أو استنكاره لما اطلع عليه هذا العام على ما سطره - أيضاً - حول هذه القضية في مقدمة ترجمة لمقدمة كتاب تشومسكي (البنية المنقطية للنظرية اللسانية)، ذلك أن توقع أنه - قطعاً - سيأتي بشيء جديد بعد كل هذا التكرار، وبأنه سيقوم بتأجيل المسألة، ويطل النظر في النصوص محل النقاش ويوازن ويتدبر مثبتاً رؤيته، وبخاصة أنه نشره تحت عنوان (أصول النحو التوليدي كما يراها تشومسكي مقدمة كتاب البنية المنطقية للنظرية اللسانية)، حيث رأى أنه المزيني أطال في الحديث - أيضاً - عن هذه القضية في مقدمة الترجمة... دون أن يزيد عما سبق شيئاً ذا بال سوى إظهار إصراره في تكرار القضية، وإعادة ما ذكر فيها مع إضافة بعض التنسيقات والإستشهادات، والتأكيد على منافحته عن تشومسكي!...
إنطلاقاً من هذه الإشكالية... أو الإشكاليات بادر الباحث وعندما طُلب منه إلقاء محاضرة في نادي الحدود الشمالية الأدبي، وكان ذلك بالتزامن مع نشر المزيني ترجمته لمقدمة كتاب تشومسكي، رأى أن تكون هذه المحاضرة حول مقدمة هذه الترجمة، مشيراً بأنه ولما كان الدكتور المزيني يصف الذين يرون تأثر تشومسكي بالنحو العربي بالثرثارين رأى أن يكون موضوع هذه المحاضرة: تأثر عالم اللسانيات الأمريكي (تشومسكي) بالنحو العربي بين المزيني والثرثارين.
وهكذا كانت هذه المحاضرة هي الأصل لهذا الكتاب المعنون بـ (تشومسكي في عبادة سيبويه قراءة في ردود حمزة المزيني على من وضعهم بالثرثارين في قضية تأثر النحو التوليدي بالنحو العربي) والذي أسسه على هذه المقدمة التي تلاها تمهيد ثم مباحث أربعة، تناول في الأول منها نظرية تشومسكي وتحدث في الثاني من أهم مواطن التشابه بين نظرية تشومسكي والنحو العربي وموقف اللسانيين، ودار المبحث الثالث حول ردود المزيني على من يرى تأثر تشومسكي بالنحو العربي، وأخيراً تم تخصيص المبحث الرابع لعرض ومناقشة مراسلات تشومسكي التي أجراها مع الدكتور المزيني ومع المباحث مؤلف هذا الكتاب.
أما النظرية التي هي مثار الجدل، نظرية تشومسكي الأمريكي اليهودي الذي نشر كتاباً له تحت عنوان (البنى التركيبية) عام 1957م فملأ دنيا البحث العلمي وأشغل الناس به منذ ذلك الحين إلى يومنا هذا بنظريته الجديدة التي تسمى النظرية التحويلية التوليدية، وهي - لا شك - نظرية ذات شأن أحدثت ثورة حقيقية أخرى في الدرس اللغوي، فاقت الثورة السابقة وتوخت الدعائم الناشئة عن نظرية (الوصفية البنيوية) والتي تعدّ ثورة آنذاك في عالم الدراسات اللغوية وهي نظرية نكتفي بالجمع والوصف وتبتعد عن الخوض في تفسير ما وراء الظواهر اللغوية، ولذلك شنوا حينها حركهم على النحو العربي، ومصدرها أساتذة عائدون من البعثات الخارجية والذين كانوا قد درسوا اللسانيات وفق تلك النظرية (الوصفية البنيوية).
لقد كانت الثورة الناشئة عن نظرية تشومسكي "التحويلية التوليدية" وفوضت الأسس القائمة على النظرية السابقة والتي كانت قد أهلتها للسيطرة على الدرس اللساني الحديث، وأعادت علم اللغة إلى الفلسفة والعقل وتفسير الظاهرة وتعليلها. إقرأ المزيد