تاريخ النشر: 01/01/2017
الناشر: دار وحي القلم للطباعة والنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:يقولون: "ما أبقيت للعين عبرة... فقلت جوَّى لو تعلمون أليم... أيسمح جفني بالدموع وأغتدي... ضنيناً بها؟... إني إذن لَلَئيم... ولو بَخَلتْ عيني إذن لعتبتُها... فكيف ودمع الناظرين كريم؟ [...].
حياة العاشق لا تخلو من أرقٍ وسهاوٍ، وبوحٍ ونوحٍ، وحنين وشوق، تجد المحبّ أرَقّ ما يكون حينما يزوره طيف المحبوب، أو ...يحظى بنظرةٍ يختلسها إليه، وتجده منكسراً أشدّ الإنكسار إذا ما سنح له خاطر البعد والإختراق، أو محبه عن محبوبه قولٌ واشٍ يتبع العشاق نظره مما يلبث أن يرديهم بشواك وشايته وغيمته، ولا يتّبع دين الحبّ إلا من ألف قلبه الرّقة، وغامره الحنين، وأخفقه الشوق، دموعه سجال تفيض لفقد محبوبٍ، وتندرف إذا شطح مزاره.
وما هذا الكتاب "مدامع العشاق" إلا كتاب يصور وهج الحب الذي يعصف في القلوب، ولا سبيل إلى إخماد ناره إلا ذرف الدموع تجري، فلا حبّ من غير دمعٍ يسيل، وكأن الحبّ محكومٌ عليه أن يبكي أبد الدهر من الشوق، والوجد والفراق، والحنين، والتذكر...
وتلك الدموع التي يذرفها المحبّ في محراب محبوبه، هي آية الحب والوحد.
وفي هذا الكتاب يودع الكاتب مكنونات نفسه التي خاضت تجربة حبٍّ موجع... مستهلاً بكلمات موجهة إلى معذبته: "قضي الأمر، وأصبحت حيّاً كميّت، وموجوداً كمعدوم! فحاضرني لو أذعت هذا الحب، وما أبقى هواك مني ما أسمع به ملاماً أو أرى وجه عذول! على أن قلبي يحدثني بأن الإشارة ما بيننا من هوى قد تزيد حقد الحاقدين، وما إلى ردعهم سبيل! وأنت المعنية بهذا الإشفاق، أما أنا فما كنت لأرهب قوماً لا سلاح لهم غير القيل والقال: "فليت رجالاً فيك قد نذروا دمي... وهمّوا بقتلي يابُثَيْنُ لقوتي... إذا ما أني طالعاً من ثنية... يقولون: من هذا وقد عرفوني [...].
وبعد فإنه لم يبق ما أسكن إليه في هذا الوجود غير حديث الحب، وبلايا المحبين [...].
وقد رأى أن يساير شعراء العرب في أعذب ما جرى على ألسنتهم، وهو النسيب.
من خلال هذا الكتاب، وان يبدأ ذلك بما انتهوا إليه، وهو الحديث عن الدموع، وما لها من سبب قريب أو بعيد، حتى إذا هدأت ثورة القلب بعد هذا الدمع المسفوح، عاد الكاتب ليصاحب الشعراء، ذاكراً كيف فتلت بهم النظرة الأولى، مبيناً فهوى عيونهم، ومصرع قلوبهم، بين الخدود الفواتن، والعيون الغراتك... حيث يقول: "ولن أتخرج من ذكر ما كان من الوقائع بين الخصر النحيل، والردف الثقيل، وعليّ وحدي إثم الفتنة التي ستقيمها هذه الأبحاث الشائقة في صدور الشباب والكهول، ولمن شاء السلامة من القرّاء أن يكفّ منذ الآن عن قراءة هذا الحديث: "نصحتك علماً بالهوى، والذي أرى... مخالفتي، فاختر لنفسك ما يحلو [...].
وعليه، فالكتاب يقف من خلاله على ألوان من الخواطر، مرت بخاطر شاب يهم بالتمرد على ما ألف الناس... شاب هو بصريح القول: موكل بالحسن فيتبعه، ومغرم بالتغريد على أفتان المجال، ويقول: أشماك ما خلف الستار وإنما... خلف الستار لؤلؤ مكتوب، والناس في غفلاتهم لم يعلموا... أني بكل حسانهم مفتون [...].
ويسلم القارئ أن هذا العمل أي كتاب مدامع العشاق كان قد ألفه الكاتب زكي مبارك، وكان قد هم بنشره في جريدة الصباح سنة 1922، ونظراً لحرص دار وحي القلم في عملها على تأكيد الصلة بين ارثنا الحضاري الإنساني والحداثة بما حملته من تغيرات مؤثرة في المستويات كافة... كانت لديهم تلك الرغبة في إخراج "مدامع العشاق" بحلّة جديدة؛ إذ أنه نقطة النقاء الماضي مع الحاضر في عالم سيوده الحبّ، ويحكمه الحنين، فيه صدى معاناة العاشقين ويوحهم وإنكسارهم، سطّر بدموعهم تلك اللحظات التي كانوا ينعمون منها بعذابات الحب.
عسى أن يكون هذا الكتاب روضة من رياض الحب يجد فيه القارئ ما يهوّن على نفسه ضنك الحياة وما تكدّر من صغرها إلى تلك اللحظات التي يطيب فيها ذرف الدموع...نبذة الناشر:بدموعٍ من ماء القصائد الشعرية يصف الكاتب قضية الحب الأزلية في وجدان الإنسانية، ويبرهن الكاتب على أنَّ من الصبابة والجنون تتفجر منابع الفنون؛ فمن مدامع العشَّاق تفرعت ضروب النسيب الواصفة لحرارة الأشواق؛ فأنتجت إرثًا شعريًّا صنعته صَبَوَاتُ العاشقين. وَمَنْ يتأمل موضوعات هذا الكتاب يجد أنَّ قضية الحب هي المُؤَلفةِ لنسيجِ بنائه الناطقة بلغة إبداعه؛ فقد تفنن الكاتب في وصف مذاهب النَّسيب التي تصف شقاء العاشقين عبْرَ صبواتِ الهوى، وتناول أشعار الشعراء الذين تغنوا في أشعارهم بوَجْدِ الحُبِّ وآلام الفراق؛ فلا عجب أن تأتلف من حروف كلمة مذاهب الحب الشعري، ودموع الوَجْدِ الإنساني. إقرأ المزيد