لمحات إجتماعية من تاريخ العراق الحديث
(0)    
المرتبة: 137,553
تاريخ النشر: 01/01/2005
الناشر: خاص - علي الوردي
نبذة نيل وفرات:تأتي هذه السلسلة والتي تضمنت الأعمال الكاملة لعالم الإجتماع د. علي الوردي مشتملة على مجموعتين و (15) كتابٌ جاءت الأولى منهجاً تحت عنوان "لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث" وشملت (8) كتب.
أما المجموعة الثانية فقد اشتملت على (7) وجاءت تحت عناوين متفرقة، ومواضيع اجتماعية متباينة، أما بالنسبة للمجموعة الاولى، ...فإن فهم المجتمع في وضعه الراهن يستلزم فهم الأحداث التي مرت في عهوده الماضية، فكل حدث من تلك الأحداث لا بد أن يكون له شيء من التأثير قليلاً أو كثيراً في سلوك الناس في وضعهم الراهن وفي تفكيرهم.
من هنا أدرك المؤلف عالم الإجتماع العراقي علي الوردي أنه لا بد له من دراسة للأحداث التاريخية، وصولاً إلى فهم المجتمع العراقي وتقديم دراسة علمية موضوعية تحليلية اجتماعية على ضوء تلك الأحداث التاريخية.
وقد استوعب ذلك سبعة كتب، تناول في كل واحد منها جانباً من جوانب الأحداث التاريخية التي كان لها تأثيرها على السلوك الإجتماعية العراقي، ففي الكتاب الأول اقتصر فيه المؤلف على دراسة الأحداث التاريخية التي وقعت في العهد العثماني وما كان عليه العراق في هذا العهد من وضع اجتماعي عام حيث يجد القارئ على الرغم من السمة التاريخية لهذه الدراسة، كثيراً من التحليل الإجتماعية، وما انطوت عليه الأحداث من دلالة فكرية واجتماعية، بالدرجة الأولى، أما الإستقراء التاريخي فيأتي من أهمية بالدرجة الثانية.
أما الكتاب الثاني فهو يختلف عن سابقه من ناحيتين أولاهما أن الكتاب الأول كاد يستوعب أحداث ثلاثة قرون، أما الكتاب الثاني فلم يستوعب في دراسة للأحداث التاريخية في العهد العثماني سوى أحداث نصف قرن، وذلك من بداية ولاية على رضا باشا عام 1831م إلى نهاية ولاية مدحت باشا سنة 1872، والناحية الثانية هي أن الكتاب الأول اهتم كثيراً بأحداث إيران لما كان لها من علاقة وثيقة بأحداث العراق.
أما الكتاب الثاني فقد اهتم بأحداث مصر والشام أكثر من اهتمامه بأحداث إيران، ويذكر المؤلف أن هذا إنما يعود إلى أن المجتمع العراقي أخذ منذ القرن التاسع يتحول في إتجاهاته الإجتماعية والفكرية من الشرق إلى الغرب، وبعبارة أخرى من الوعي الطائفي إلى الوعي القومي، وهذا ما شكل محور دراسة السلوك الإجتماعي في المجتمع العراقي في تلك الفترة.
أما الكتاب الثالث فقد تناول تلك اللمحات الإجتماعية من تاريخ العراق الحديث على ضوء دراسة الأحداث التاريخية التي امتدت من سنة 1876 - إلى سنة 1914، اي ما يقارب الثمانية والثلاثين عاماً، أي من حين تسنم السلطان عبد الحميد عرش آل عثمان إلى حين إعلان الحرب العالمية الأولى سنة 1914، وهي فترة مهمة جداً من الناحية الإجتماعية حيث يسلط المؤلف الضوء على موضوع تعرض العراق في تلك الفترة لتيار الأفكار والمخترعات والنظم الأوروبية الحديثة، مبيناً أن ذلك كان له تأثيره المباشر على حياة السكان المعنوية والمادية، مما أدى إلى تغيّر ملحوظ في منظومة الحياة الإجتماعية في المجتمع العراقي في تلك الفترة.
وبالنسبة للكتاب الرابع، فقد تمحورت الدراسة فيه حول أحداث العراق التي وقعت خلال سنوات الحرب العالمية الأولى أي من عام 1914 حتى 1918، حيث كان لتلك الأحداث التاريخية وقعها المباشر، وتأثيرها البالغ على المجتمع العراقي، فكانت إيذاناً ببدء مرحلة انتقال اجتماعية كبرى عاشها المجتمع العراقي ولا يزال يعيشها إلى الآن وإلى فترة لا يعرف مداها، حيث يكتفي المؤلف في هذا الكتاب بدراسة الأحداث التي وقعت خلال سنوات الحرب الأربع وتأثيرها الآني (في حينها) في المجتمع العراقي، مخصصاً الفصلين الأول والثاني لدراسة بعض ما جرى من أحداث هامة في تركيا (أي الدولة العثمانية) والشام والحجاز لما لها من علاقة مباشرة وغير مباشرة بأحداث العراق.
وأما بالنسبة للكتاب الخامس، فهو يبحث في الثورة العراقية التي حدثت في عام 1920، وهي التي سميت "بثورة العشرين"، وإن المنهج الذي سار عليه في هذا الكتاب هو نفسه الذي سار عليه في الكتب السابقة، كما في كتبه اللاحقة، وهو ذكر الأحداث كما وقعت دون تحيّز لها، أو عليها، مع أخذه بالإعتبار طبيعة المجتمع الذي وقعت فيه تلك الأحداث.
وتجدر الإشارة إلى أن دراسة ثورة العشرين اشتملت على قسمين استوعبت الكتاب الخامس والكتاب السادس من هذه المجموعة، أما الكتاب السابع، فقد اشتمل على دراسة حول الأحداث التاريخية على مدى أربعة أعوام ما بين 1920 و 1924، حيث كانت تلك الفترة ذات أهمية بالغة في تاريخ العراق الحديث لأنها الفترة التي تأسست فيها الحكومة العراقية، واستقرت قواعد الحكم فيها على نمط معين، والمؤلف هنا ليس بمؤرخ لذا فقد جاءت دراسة الأحداث التاريخية وصولاً إلى دراسة خصائص المرحلة الإجتماعية التي مرّ بها العراق، حيث يلاحظ القارئ في هذا الكتاب كثيراً من التفاصيل الجزئية التي لا يهتم بذكرها المؤرخون عادة، غير أنها من الناحية الإجتماعية ذات أهمية لا يستهان بها لأنها تكشف عن طبيعة القيم والعادات السائدة في فترة معينة من الزمن، وعن مستوى التفكير الذي كان عليه الناس حينذاك.
وتجدر الإشارة إلى أن هذا الكتاب السابع مثل جزءاً أولاً استتبع بجزء ثانٍ هو الكتاب الثامن في هذه المجموعة ضم ملحقاً ووضعه المؤلف، وجاء بمثابة بحث حول أحداث وقعت في الحجاز ونجد وسوريا، وهي كلها ذات صلة وثيقة بالمجتمع العراقي وأحداث ابتداء من النزاع الصفوي العثماني حتى ثورة الرابع عشر من تموز، حيث تلقي هذه الأحداث ضوءاً غير قليل على أحداث العراق وتساعد على فهمها، كما أنها تساعد القارئ على فهم بعض خفايا الطبيعة البشرية وعُقَدها ومشاكلها بصورة عامة هذا بالنسبة للمجموعة الأولى من هذه السلسلة.
أما المجموعة الثانية في هذه السلسلة وقد تضمنت كتباً ذات مواضيع متفرقة... فقد استلهمت بالكتاب التاسع وقد حمل عنوان "دراسة في طبيعة المجتمع العراق"، والذي اشتمل على دراسة جاءت بمثابة محاولة تمهيدية لدراسة المجتمع العرقي الأكبر في ضوء علم الإجتماع الحديث، وهي خلاصة دراسة طويلة وشاقة بدأت بدراسة المؤلف للمجتمع العراقي على مدى عشرين عام لتزداد تركيزاً منذ عام 1950 وما بعده.
وحمل الكتاب العاشر عنوان "أسطورة الأدب الرفيع" والذي تضمن مجموعة من المقالات كتبها الدكتور الوردي ردّاً على منتقديه الذين هاجموه على مقالات نعى فيها على الأدباء تمسكهم بالتقاليد الأدبية القديمة وقلة اهتمامهم بما يحدث في تلك الفترة من انقلاب اجتماعي وفكري عظيم، وجاء الكتاب الحادي عشر، وقد اشتمل على بحث صريح لإنفاق فيه حول طبيعة الإنسان، تضمن رأياً صريحاً في تاريخ الفكر الإسلامي في ضوء المنطق الحديث.
وفي الكتاب الثاني عشر (12) قدم المؤلف للقارئ العربي بحثاً يبين فيه أن كثيراً من أسباب النجاح آتية من استلهام اللاشعور والإصغاء إلى وحيه الآني، فإذا تعجل المرء أمراً وأراده وأجهد نفسه في سبيله قمع بذلك وحي اللاشعور، وسار في طريق الفشل، دون استصغاره بأهمية الإرادة والجهد والسعي، ودون إنكار أثرها في نجاح الفرد، وإنما الهدف تعيين حدّ لهذه الأمور الذي تقف فيها عنده.
أما الكتاب الثالث عشر والذي تحت عنوان "منطق ابن خلدون في ضوء حضارته وشخصيته" فقد تضمن بحثاً حول ابن خلدون دار حول ناحيتين من نظرية ابن خلدون، الأولى دراسة المنطق الذي جرى عليه تفكير ابن خلدون عند إنشاء نظريته، والثانية دراسة العوامل الفكرية واللافكرية التي ساعدته على إنشائها، وحول "الأحلام بين العلم والعقيدة" جاء الكتاب الرابع عشر، وهو لم يكتب فيه عن الأحلام على منوال ما كتب عنها علماء النفس، بل منوال عالم الإجتماع الذي رأى أن للأفلام صلة وثيقة بالمواضيع الإجتماعية.
وليأتي أخيراً الكتاب الخامس عشر الذي تضمن بحثاً مثل محاولة في نقد منظومة المنطق القديم، ويشير المؤلف بأن الكتاب يضم فصولاً ليست بموضوع واحد قد يؤلف بيتها أنها كتبت تحت أثير الضجة التي قامت حول كتابه "وعّاظ السلاطين". إقرأ المزيد