تاريخ النشر: 22/07/2020
الناشر: دار خطوط وظلال للنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة الناشر:لغةٌ تثملُ باللغة، فيضيَّةٌ، توليديَّةٌ، شهويَّةٌ، تحويليَّة؛ لا تخرِقُ فحسب، بل تُزعزع، ولا تُزعزع فحسب، بل تُفجِّرُ وتُشعِل، تبدأ مع الرَّمز، ولا تنتهي مع المجاز، اللغة الصُّوفيَّة، بما هي صَدْمٌ في اللغة، تطلبُ ليلَ اللغة، لُجَّةَ أسرارِها، وجُبَّ طواسينِها، تعملُ عملّها في الأصول، في جذمورٍ الكلام بأزليَّتهِ الأولى، بعنصرِه الطبيعيَّ ...الأوَّل، تعملُ فيه تلييناً وتذويباً، ثمَّ إلهاباً وتفويراً، حتَّى يُسمَعَ للنُّسغِ الصَّاعدِ دبيبُ نار، ولاهبةً تخرج إذَّاكَ ثمارُ اللامرئيَّ على أبنوسةٍ الشُّمول، خفيفةً بإبهاماتها، ثقيلةً بمواجيدِها، ترتجفُ حيرةً وعشقاً من ذلك الإرتماء الحارِّ واللامُنتظَر في طراوةٍ العالَم.
النُّسغ المُهتاج هو العِشق، هو اللزوجةُ الحارقة التي حلَّت في النَّاي، والنَّايُ، في عُلّوِه وإطلاقِه، هو تمثُّلاً، مكانُ نفخِ الوجود، فضاءُ الدَّفق الطَّلعي، جوفُ الملاقاةِ الليليَّةِ بين "طس" العاشق و"طس" المعشوق، إلى هناك، حيث اللغة ليست بعدُ نظاماً متجانساً، تمضي اللغة الصُّوفيَّة، وتُقيِمُ جسدّها في ذلك السَّائل الدَّاخليِّ نفسِه، لتقدَّمَ لنا فكرتَها اللامألوفة عن اللغة.
العشقُ واللغةُ الصُّوفيَّةُ، إذاً، حلَّا في النَّاي نفسِه؛ تجدَّلاً وتلاحماً معاً، حتَّى أصبحا المحرِّكَ الوجوديَّ نفسَه، وكلُّ ما يصدرُ عن ذلك النَّاي مِن حيٍّ ومتحرّكٍ إنَّما هو، في آنٍ واحدٍ، صدى ذلك العشق ولهيبُ تلك اللغة. إقرأ المزيد