المنتقى من المصادر المعاصرة في القرآن الكريم وعلومه
(0)    
المرتبة: 384,618
تاريخ النشر: 01/01/2018
الناشر: دار الكمال المتحدة
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:قال العلامة اللغوي المحدث المرتضى الزبيدي في أوائل معلمته - الناطقة الشاهدة على فضل المتأخرين: "والمعنى أن تقدم الزمان وتأخره ليست له فضيلة في نفسه؛ لأن الأزمان كلها متساوية، وأن المعتبر الرجال الموجودون في تلك الأزمان، فالمصيب في رأيه ونقله ونقده لا يضرُه بآخر زمانه الذي أظهره الله فيه، ...والمخطئ الفاسد الرأي الفاسد الفهم لا ينفعه تقدّم زمانه، وإنما المعاصرة - كما قيل - حجاب، والتقليد المحض وبالٌ على صاحبه وعذاب...
والمراد من ذلك كله، النظر بعين الإنصاف من المعاصرين وغيرهم؛ فإن الإخلاص والإنصاف هو المقصود من العلم". وشيء آخر دفع إلى التوجه إلى تآليف المعاصرين وما نهروا به وتصدّوا له: إن أئمة العلوم والفنون ومن المتقدمين والمتأخرين المبرّزين فيها قد قامت حوله وحول ما تميز من تصانيفهم وكان له موقعه وأثره في تاريخ العلوم التي تناولوها - دراسات وبحوث وملتقيات ومؤتمرات كادت أن تأتي على جلّتهم، وهذه التآليف والدراسات التي تناولتهم - وبالمنهجية العالية التي اتصف بها بعضها - مما تميّز فيه المعاصرون واستقلّوا به. وبتلك الأعمال تمّ تقويم التصانيف وأصحابها ومعرفة مجالها وآثارها في تاريخ العلوم والفنون والنهوض بها. أما المعاصرون الذين أعطوا وبذلوا، شيّدوا وبنوا، دفعوا وأعلو، عانوا وتحققوا، وتميّزوا وتفرّدوا - فلم توفّ في الأغلب حقوقهم، ولم ينزّلوا وآثارهم المنازل التي هم لها أهل، ولم ترفع الأمة رأسها - كما ينبغي أن ترفعه - بهم، ولم يُدْرك - كما يجب محلّهم في تاريخ العلوم والفنون ونهضة الأمة ورقيّها وسلامة فكرها وصحّته، وحراسة الدين بمنظومته - عقيدة وشريعة وأخلاقاً - والحفاظ على القيم الإنسانية العليا!!
من هذا المنطلق جاء جهد الباحث في هذا "المنتقى"، الذي كان من مقاصده قضاء بعض حقوق هؤلاء المؤلفين المعاصرين الذين أتحفوا الأمة بقرائح عقولهم، وغزير علومهم، ودقائق فكرهم، وعالي تحقيقاتهم، وجميل رصفهم، وصادق عاطفتهم وغيرتهم، وتجذّر انتمائهم إلى هذا الدين ورسالته، وإلى هذه الأمة والإيمان بغيريّتها. ومن تلك المقاصد أيضاً بث الهمم وشحذها، والدعوة إلى تعشق العلم، والتشوق إلى طلب المزيد، والإخلاص فيه، والصبر عليه، والنبوغ فيه، والسير على منهج أهله وحملته، مع الإكبار والإعظام لهم دون إفراط أو تفريط، أو غُلُوِّ أو جفاء. وقد ضمّ هذا "المنتقى" بعض المصنفات المتميزة لشباب العلماء والباحثين، لموقعهم في العلم، ولما حملته تلك المصنفات من إضافة وحِدَّة، ولما تحقق فيها - غالباً وبتفاوت - مما تحقق في مؤلفات أسلافهم من المعاصرين الكبار - مما ذكر في هذا "المنتقى" أو غيره - من غزارة العلم، ونصاعة الفهم، وسعة الاطلاع وبعد النظر، ودقّة الترجيح، وصواب الاختيار.
وتجدر الإشارة إلى أن "المنتقى" يعود أصله إلى مشروع واسع يتناول جمهرة العلوم الإسلامية وقاعدتها، وهي: (القرآن الكريم وعلومه، السنّة النبوية وعلومها، السيرة النبوية، الفقه الإسلامي، أصول الفقه، مقاصد الشريعة، السياسة الشرعية، الفتوى وفقه المستجدات، الاقتصاد الإسلامي، العقيدة الإسلامية، الأديان، الفِرَقْ، المذاهب المعاصرة، الفلسفة الإسلامية، الفكر الإسلامي، الحضارة الإسلامية، التربية الإسلامية، الدعوة الإسلامية، التاريخ الإسلامي، اللغة العربية وآدابها). وكان الابتداء المبارك بـ "المنتقى من المصادر المعاصرة في القرآن الكريم وعلومه"؛ لأنه وبإيجاز لا يوجد جزء من معارف الأمة ألا وهو وسيلة من أجل القرآن الكريم، ومن وجه مقابل كان القرآن الكريم هو المصدر الأول للعلوم كلها. أما الغاية من هذا العمل فهو التوجه به إلى عموم المهتمين بالدراسات الإسلامية والعربية - والقرآنية - على وجه الخصوص، وبالأخص طلبة الدراسات العليا، كما إلى عموم المثقفين الذين لهم حظّ مرضيٌّ من العلم والاهتمام والإقبال. أما أهل الاختصاص، فينتفعون منه - أو من بعضه - من أوجه غير خافية، وأهل العلم يكمّل بعضهم بعضاً، أما ما يتعلق بترتيب الكتب المختارة في هذا "المنتقى"، فقد روعي وحدة الموضوع، فضمّ النظير إلى النظير والشبيه إلى الشبيه، مع التسلسل المنطقي لمنظومة هذا العلم والإفادة منه. وأما المنهج الذي روعي في عرض هذه الكتب المنتخبة فهو: بيان قيمة الكتاب، وكشف حقيقته، وإبراز مضامينه؛ حتى يكون القارئ على بصيرة منه قبل الشروع في قراءته، فإذا ما قرأه ارتقى بنفسه وارتفع إلى الحقائق والمطالب التي فيه، والتي تعمل عملها في إيمانه وعاطفته وعلمه وفكره وتصوراته وسلوكه وفؤاده وضميره. إقرأ المزيد