جواهر كنوز الفتوحات المكية
(0)    
المرتبة: 19,970
تاريخ النشر: 01/01/2018
الناشر: شركة الأعلمي للمطبوعات
نبذة الناشر:يقول الشيخ الأكبر محيي الدين إبن عربي في مستهل فتوحاته المكية في معرفة الحروف ومراتبها والحركات وهي الحروف الصغار وما لها من الأسماء الإلهية، يقول في ذكر مراتب الحروف: إشارة إلى التوحيد والميم للملك الذي لا يهلك واللام بينهما واسطة لتكون رابطة بينهما فإنظر إلى السطر الذي يقع عليه الخط ...من اللام فتجد الألف إليه ينتهي أصلها، وتجد الميم منه يبتدئ نشوؤها ثم تنزل من أحسن تقويم وهو السطر إلى أسفل سافلين فتنتهى تعريف الميم قال تعالى: (لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم، ثم رددناه أسفل سافلين) [التين/54-5] ونزول الألف إلى السطر مثل قوله: (ينزل ربنا إلى السماء الدنيا) وهو أول عالم التركيب لأنه سماء آدم عليه السلام، ويليه ملك النار، فلذلك نزل إلى أول السطر، فإنه نزل من مقام الأحدية إلى مقام إيجاد الخليقة نزول تقديس وتنزيه لا تزول تمثيل وتشبيه وكانت اللام واسطة وهي نائية مناب المكون والكون فهي القدرة التي عنها وجد العالم فإشبتهت الألف في النزول إلى أول السطر...
وهكذا يتابع إبن عربي مراتب الحروف (آلم ميم) بما جاء الخالق عليه من فتوحات لا تنتهي منتقلاً إلى بيان مراتب حروف (ذلك الكتاب لا ريب فيه) فيقول: بعد قوله (آلم) أشار إلى موجود بعيد أن - فيه بعداً وسبب البعد لما أشار إلى الكتاب، وهو المفرق محل التفصيل وأدخل حرف اللام في ذلك فهي تؤذن بالعد في هذا المقام والإشارة نداء على رأس البعد عن أصل الله ولأنها أعني اللام من العالم الوسط فهي محل الصفة إذ بالصفة يتميز المحدث من القديم، وخصّ خطاب المفرد بالكاف مفردة لئلا يقع الإشتراك بين المعبدعات وقد إستبقنا القول في هذا الفصل على قوله تعالى (فإخلع نعليك ) [طه /12] من كتاب الجمع والتفصيل، أي أخلع اللام والميم تبق الألف منزهة عن الصفات ثم حال بين الذال الذي هو الكتاب محل الفرق الثاني وبين اللام التي هي الصفة محل الفرق... وهكذا ليصل الى ذكر مرتبة حرف الألف بقوله: فمهما نظرت في الوجود جمعاً وتفصيلاً وجدت التوحيد يصحبه لا يفارقه صحبة الواحد الأعداد، فإن الإثنين لا توجد أبداً ما لم اضيف إلى الواحد مثله ولا تصح الثلاثة ما لم تزد واحداً على الأثنين وهكذا... هذا غيض من فيض ما جاء عند إبن عربي في فتوحات ربانية وفيوضات وجدانية إستكشف مجموعة من أهل العلم هذه الجواهر من كنوز الفتوحات المكية... هي بين يدي القارئ والذي تأخذه إلى حيث ينعم بما خص الله به هذا القطب من فهم لمعانٍ . إقرأ المزيد