اللسانيات واللغة العربية ؛ نماذج تركيبية ودلالية - شاموا
(0)    
المرتبة: 67,854
تاريخ النشر: 19/05/2021
الناشر: دار كنوز المعرفة العلمية
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة الناشر:كلّ متكلّم لِلُغة طبيعيّة قد قرّ قرارُه على مخزون ذاكريّ غيرِ واعٍ يُجلي معرفته للّغةِ وملكتِه، فيها، مصدرُ بنائه "عضوّ ذهنيّ" حاسوبيّ، يؤلف الأبجديّات والمفردات في بنى متوالدة عديدة، بل غير محدودة.
وعليه، تكون معرفة اللغة أساساً "توليديّة"، وفي نفس الوقت "إبداعيّة"، ويتزود كل متعلّم للغة، عادة، بأدوات لغويّة صناعيّة، ضمنها ...قاموس يُعينه على تمثل معاني المفردات وصيغها وأصواتها، وكذلك كتاب قواعد نحويّة وصرفيّة تعيد إلى ذهنه طرق تأليف الوحدات المُعجميّة.
ودور اللسانيّ أن يبحث في خصائص اللغات، ومقارنتها، وطرق إكتساب الطفل لها، حتى يصفها، ويفسّر سمات التماثل والتباين بينها، محدّداً بذلك ما يندرج ضمن "الكليّات اللغويّة"، التي تكوّن العضو الذهنيّ البشريّ الذي يتيح "اللغو"، وما يندرج ضمن "الوسائط"، التي قد تختلف اللغات في تثبيت قيمها.
ودورُ اللسانيّ كذلك أن يوفر الأدوات التي تساعد مُستعمل اللغة على الإنتقال من معرفة غير واعية للغة إلى معرفة واعية.
ويعمل على تجديدها، لتظل كافية وصفياً وفنياً ومنهجياً، وما يلفت النظر في وضع اللغة العربيّة أن الأدوات الأساسيّة لتعلُّمها وتيسير إستعمالها والتفقه فيها لم تحظ بالتجديد الذي حظيت به مثيلاتها من اللغات الأخرى، بل ما زال القاموس هو قاموس القرن الثاني الهجريّ (أو الرابع في أحسن الأحوال) تصوراً وتأليفاً ومادةً، وما زالت قواعد اللغة في جوهرها هي قواعد نحاة القرن الثاني، فليس همُّ اللسانيّ العربيّ أن يعيد النظر في تصُّور طبيعة اللغة العربيّة وخصائصها والمناهج الكفيلة بمعالجتها وحسب، بل هو مُطالب، إستعجالاً كذلك، برسم الأدوات اللائقة بتنمية طاقة المُستعمل، وبالبحث في وسائل تطويع اللغة لجعلها لغةً تامة الوظيفيّة.
لقد مر على صدور الطبعة الأولى من هذا الكتاب (سنة 1985) ما يقرب من ثلاثة عقود ونصف، وظهر منه ما لا يقل عن ست طبعات، وهو رقم قياسيّ بالنظر إلى كون الكتاب مختصاً، لا يُنَزَّل منزلة الكتاب - المَدْخَل، بل إن المؤلف يراكم نتائج أعمال توليديّة كثيرة سابقة، بما فيها أعمال الكاتب نفسه.
ولأن البحث اللسانيّ العام يتطور بسرعة، كان من المفروض أن يسايره البحث اللساني العربيّ المراكمة، ووصف ظواهر جديدة، وإقتراح تحاليل جديدة، وتجاوز الإشكالات المنهجيّة والنظرية التي مهد لها هذا البحث بصفة إجماليّة، وراد طرحها.
إلا أن الكثير من مكونات البرنامج التوليديّ العربيّ ما زال عالقاً (رغم بعض التقدم الحاصل)، وما زالت عدد من الدراسات العربيّة تعاني من المعضلات التي كانت قائمة وقته.
وما زال الخلط قائماً بين النشاط التحليليّ للسانيّ العصريّ في الإطار المقارن والنظريّ الجديد وبين الخطابات التقليديّة أو العفويّة حول اللغة، التي لا يؤطرها منهج أو نظريّة أو تصور علميّ مقبول للمعرفة اللغويّة.
ومن هذا المنطلق، يظل هذا العمل صرحاً منهجياً ونظرياً لم يُتجاوَز بعد، وراهنياً غنياً بالقضايا والأدوات والآليّات التي يوفرها. إقرأ المزيد