تاريخ النشر: 01/01/1986
الناشر: عويدات للنشر والطباعة
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:كل متكلم للغة طبيعية قد قرّ قراره على مخزون ذاكري غير واع يجلي معرفته لتلك اللغة وملكته فيها. وهذا المخزون عبارة عن معجم ذهني يمثل الثروة المفرداتية المخزنة، وجهاز قواعد نشيط يرسم أسس تأليف هذه الأبجدية. وكل متعلم للغة يتزود، عادة، بأدوات لغوية صناعية ضمنها قاموس يعينه على تمثيل ...معاني المفردات وصيغها وأصواتها، وكذلك كتاب قواعد نحوية وصرفية تعيد إلى ذهنه طرق تأليف الوحدات المعجمية. ودور اللساني أن يبحث في خصائص اللغات وطرق اكتساب الطفل لها، حتى يصفها ويفسر سمات التماثل بينها، والتباين عن بعضها البعض، محدداً بذلك ما يندرج ضمن الكليات اللغوية التي تكون "العضو الذهني" البشري الذي يتيح اللغو، وما يندرج ضمن البرامترات التي قد تختلف اللغات في تثبيت قيمها. ودور اللساني كذلك أن يوفر الأدوات التي تساعد مستعمل اللغة على الانتقال من معرفة غير واعية للغة إلى معرفة واعية ويعمل على تجديدها حتى تظل كافية وصفياً وفنياً ومنهجياً.
وما يلفت النظر في وضع اللغة العربية أن الأدوات الأساسية لتقلها وتيسير استعمالها والتفقه فيها لم تحظ بالتجديد الذي حظيت به مثيلاتها من اللغات الأخرى، بل ما زال القاموس هو قاموس القرن الثاني الهجري (أو الرابع في أحسن الأحوال) صدراً وتأليفاً ومادة، وما زالت قواعد اللغة هي قواعد نحاة القرن الثاني. فليس هم اللساني العربي فقط أن يعيد الظر في تصور طبيعة اللغة العربية وخصائصها والمناهج الكفيلة بمعالجتها، بل هو مطالب، استعجالاً كذلك، برسم الأدوات اللائقة بتنمية طاقة المستعمل، علاوة على أنه مطالب بالبحث في وسائل تطويع اللغة لجعلها لغة وظيفية، ومن شأن هذا البحث في اللسانيات واللغة العربية في هذا الكتاب، أن يلقي الضوء على اللغة العربية في واقعها النظري والعملي، في جوانب تخفى تركيبها ومعجمها، وأساليب تنميتها. إقرأ المزيد