تاريخ النشر: 01/01/1977
الناشر: وكالة المطبوعات
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:لم يعرف العرب أفلوطين بالإسم الصريح أفلوطين أو أفلوطينوس، وإن أمكن إستشفافه في إثبات "أسماء فلاسفة طبيعيين (كما ورد في الفهرست لابن النديم، ص 357 س 15 طبع مصر هكذا فلوطينس)، ولكن دون إيضاح آخر، بل عرفوه بكنية هي "الشيخ اليوناني"، وكان أول من تنبه إلى أن "الشيخ اليوناني" ...أفلوطين هو هار بريكر في تعليقاته على ترجمته الألمانية لكتاب "الملل والنحل" للشهرستاني، ووافقه على هذا الرأي رينان، مع شيء من التحفظ، وريتريصي بغير تردد، وأخيراً روزنتال في مقالات له في مجلة "أورينتاليا".
أما الذين ذكروه من المؤرخين العرب بهذا الإسم الوصفي "الشيخ اليوناني" فهم: أبو سليمان السجستاني في كتاب "صوان الحكمة"، والشهرستاني في "الملل والنحل"، ومسكريه في "جاويدان خرد / الحكمة الخالدة"، ثم خصوصاً في مخطوط مجهول المؤلف، ثم خلطوا مع ذلك أخباره فجعلوه صاحباً لذيوجانس الكلبي ("صوان الحكمة")، ولم يذكروا شيئاً عن حياته، على الرغم من عاداتهم في التوسع في الحكايات والأخبار عن الحكماء اليونانيين، فلم عجباً أن تظل شخصية "الشيخ اليوناني" غامضة كل الغموض لا تكاد تبرز لها في أذهان العرب أدنى صورة: من هو، وفي أي عصر عاش، وإلى أية مدرسة فلسفية ينتسب، وهم من ناحية أخرى لم يعرفوا له كتاباً فيذكروه.
فكتابه "التساعات" قد لُخِّص - مع تغيير في الترتيب وتوسع في النص إبتغاء الإيضاح - منه أجزاء من "التساعات" الرابعة والخامسة والسادسة، وتألف من هذه الخلاصة الممزوجة كتاب اطلق عليه اسم "أثولوجيا أرسطاطاليس"، ومن هذا يبدو أنه نسب إلى ارسطوطاليس، لا إلى صاحبه الأصلي أفلوطين، كما انتزع منه فصول أخرى أصبحت باسم: "رسالة في العلم الإلهي الفارابي"، أي أنه نسب إلى الفارابي، مع أنه في الواقع مستخلص من "التساع" الخامس من "تساعات" أفلوطين والشذرات الأخرى وضعت باسم "الشيخ اليوناني" كما في الشهرستاني وفي المخطوط المجهول المؤلف.
وكل هذا زاد من خفاء معالم أفلوطين، مع أن أثره في الفكر الإسلامي عامة لا يقل أبداً عن أثر أرسطو، بل يزيد في تشعبه، إذ شمل الفلسفة والمذاهب الدينية ذوات النزعات الروحية الفنوصية، وتغلغل في ضمائر المفكرين المسلمين بطريقة لا شعورية كانت أعمق نفوذاً من ذلك المذهب المنطقي الجاف الظاهري الذي كان لأرسطوطاليس، ولكن الباحثين الأوروبيين ومنذ النصف الثاني من القرن الماضي قد تولوا هذه النواحي الغامضة في أفلوطين عند العرب بالإيضاح.
ومن خلال هذا الكتاب يستعرض د.عبد الرحمن البدوي ما جاء عند الباحثين الغربيين في هذا المجال، وذلك من خلال عرضهم لما جاء عند العلماء المسلمين في مؤلفاتهم من قضايا وأفكار نجمت عن تأثرهم بفكر أفلوطين الفلسفي، فعمد البدوي أولاً إلى ذكر رؤوس المسائل التي وعد الحكيم بالإبانة عنها في كتاب "أثولوجيا" وكانت على النحو التالي: في النفس (كلام له يشبه رمزاً في النفس الكلية)، في شرف عالم العقل وحسنه، في ذكر الباري وإبداعه ما أبدع وحال الأشياء عنده وهو القول في الكواكب، في النفس الشريفة، في صفة النار، في القوة والفعل، في النفس الناطقة وأنها لا تموت، في الليلة الأولى والأشياء التي ابتدعت عنها، في الإنسان العقلي والإنسان الحسي، في العالم العقلي.
ثم ليعرف د. البدوي مقتطفات لأفلوطين في العربية وهي: رسالة في العالم الإلهي (منسوبة إلى الفارابي)، نصوص متفرقة لأفلوطين، الفصول الأخيرة من "ما بعد الطبيعة" لعبد اللطيف البغدادي في أثولوجيا المواضع المتناظرة بين "أثولوجيا" و"تساعات أفلوطين"، وليقدم من ثم بإستعراض معجمين أحدهما معجم بالمصطلحات العربية واليونانية الواردة في "أثولوجيا"، ثم معجم بالمصطلحات العربية واللاتينية الواردة في "أثولوجيا". إقرأ المزيد