تاريخ النشر: 08/12/2019
الناشر: دار المحجة البيضاء للطباعة والنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:إن المسيح الذي ذكره القرآن الكريم، وإن كان هو عينه هو المسيح الذي تحدثت عنه الأناجيل، إلا أن هناك فروقاً شاسعاً بين شخصيتيها، فمسيح القرآن الكريم إنسان وليس إلهاً، وهو بارٌّ بوالدته، وليس عاقّاً لها، وهو ليّن العريكة، وليس فظّاً، وحليم، لا غضوب، ومتواضع لا متعجرف ونرجسي، وزاهدٌ لا ...أكون ولا شرّيب خمور، أما مسيح الأناجيل (يسوع)، فهو كل ذلك وعكسه، فحيناً تجده حليماً وهادئاً، وأحياناً تجده غضوباً وإنفعالياً، ومتواضعاً في آن، ومتغطرساً وأنانياً في آونه أخرى... إلخ.
وهكذا تكاد تشعر أنك أمام شخصية مركبة لا ديون لها ولا قرار، فكلما أوغلت فيها اكتشفت أنها وهم، وكلّما حاولت تعصّي أخبارها اكتشفت أنها نسخة أخرى عن شخصية أدونيس، وزيوس، وميثرا، ومردوخ، وغيرهما من الشخصيات الأسطورية التي جرت سيرتها على ألسن الناس قديماً، من إذا ما جاء المسيحية هضمتها جميعاً.
وفي محاولة لرفع هذا الغبن الذي لحق بالمسيح عليه السلام، يضع الباحث دراسته هذه، عساه ينجح من خلاله في إلقاء الضوء على الجانب المظلم من حياة يسوع، تلك الحياة التي لم يُتِحْ الأناجيل الأربعة فرصة التعرف إلا على جزء بسيط منها لا يتعدّى مدّته الخمسين يوماً، على حدّ قول دائرة المعارف البريطانية، فعمد بادئ ذي بدء إلى إنتقاء عدد لا بأس به من المصادر والمراجع، ثم عمد في وقت لاقت إلى إستقرائها، وتحليلها وإستنباط ما أمكنه من الخلاصات والنتائج الكامنة بين ثناياها، إلى أن تكوّنت لدى الباحث فكرة وافية حول المضامين والعناوين التي ينبغي تناولها، ليزمع حينها وضع العنوان الرئيسي، وهو، يسوع الرواية الأخرى، ليشرع من ثم في تقسيم هذه الدراسة إلى فصول ومباحث وفقرات، الذي جاء أخيراً على النسق التالي: الفصل الأول: يسوع أم عيسى، وفيه أوضح الباحث الإسم الحقيقي للمسيح عليه السلام، وهو عيسى وليس يسوع كما تزعم التراجم العربية للكتاب المقدس، أو مسيحيو الشرق، ليأتي ما ذهب إليه بشكل مفصل في هذا الفصل وذلك بالإستناد إلى أدلة جاء ذكرها بالتفصيل، الفصل الثاني: طباع يسوع: حيث حاول الوقوف في هذا الفصل ما أمكن على مجمل طباع يسوع المسيح، الفصل الثالث: أخلاق يسوع: يؤكد علماء النفس والإجتماع على أن الأخلاق مختلفةٌ عن الطباع، فالأولى مكتسبة، أما الثانية فموروثة، وما دامت كذلك، فكان لزاماً على الباحث أن يفرد لها هذا الفصل الخاص بها، الذي يسلط من خلاله الضوء على بعض أخلاقيات يسوع عليه السلام المغيبة عن أسماع وأبصار العامة من المسيحيين وغيرهم. إقرأ المزيد