الكشكول السنة التاسعة عشرة - العدد 220 / 222 - تموز - أيلول 2019
تاريخ النشر: 22/10/2019
الناشر: مؤسسة الإنتشار العربي
نبذة نيل وفرات:السنة التاسعة عشرة – العدد 220 – 222 / تموز – أيلول 2019 .
الكشكول كتاب يضم في طياته ، وكما يوحي إسمه ، مختارات أدبية ، علمية ، ثقافية ، تراثية ، جغرافية ... أي يخطر ببال القارىء ... ومما لا يخطر بباله لتشكل في مجموعها باقات ...ثقافية ترضي جميع الأذواق ، والإهتمامات ، والمشارب ، وهي في الوقت نفسه يتمتع بمستوى أكاديمي ، أدبي ، لغة وأسلوباً ، وأهدافاً بأقلام لمع أصحابها كل في مجاله . في هذا العدد ، نقرأ عناوين ، تستوقف القارىء ليعود إلى قراءتها بتأنٍ ، بعد أن عمل على إلقاء نظرة عامة . إذ تنوعت المواضيع ، وكان القاسم المشترك بينها تلك الومضات ، حيث تتوقف عند أحد تلك المقالات التي جاءت تحت عنوان " ملعون كل من يكسر حجر الكودو البابلي " . جاء فيها : " أعادت الحكومة البريطانية إلى السطات العراقية أخيراً ، أثراً بابلياً يبلغ عمره أكثر من ثلاثة آلاف سنة . وفي احتفال أقيم الثلاثاء الماضي ، سلم مدير المتحف البريطاني هارتغيغ فيشر ، هذه القطعة الثمينة إلى السفير العراقي لدى بريطانيا ، صالح حسين علي . وقال في هذه المناسبة : " إنها قطعة مهمة جداً من الإرث الحضاري العراقي " ، مثمناً الجهود الإستثنائية والدؤوبة " لمسؤولي الجمارك في مطار لندن [ ... ] ويتابع الكاتب مقالته : " في العام 2012 م ضبط مسؤولو الجمارك هذه القطعة الأثرية في مطار هيثرو ، حيث قال حامله إنه حجر من تركيا ، وقيمته لا تتجاوز 330 دولاراً أميركياً . لكن تبيّن لهم أن الوثائق التي أبرزها زائفة . فاتصلوا بالمتحف البريطاني ، ونقلوا إليه الحجر ، واتضح أنه من النوع البابلي الذي يُعرف بـ " الكودورو " ، وأن قيمته تقدّر بمئات الآلاف ، وأنه قد يفقد في السوق السوداء المتخصصة في آثار الشرق الأوسط ، فصادروه ، وحجزوه في المتحف لدراسته بشكل متأنٍّ . يعتبر الكودورو شكلاً من أشكال الآثار الخاصة ببلاد ما بين النهرين ، والعقارات ، وهي على شكل أنصاب لا يزيد طولها على المتر الواحد ، تثبّت في الأرض لتعيين الحدود بين مقاطعة وأخرى ، ولها نسخة ثانية تودع في معبد المدينة ، وتمثل وثيقة لحقوق مالك الأرض الذي يدوّن فيها إسمه وإسم واهب الأرض له . من هنا يمكن القول أن الكودو هي بحسب تسميتها " الحد " إلا أنها بالدرجة الأولى تمثل سجلات خاصة بقطائع الأراضي الزراعية ... " ويتابع كانت هذه المقالة بقوله : " وصلنا من هذه الأنصاب أكثر من مئتي قطعة ، توزّعت على متاحف العالم ، منها عدد كبير خرج من مدينة سوسة التي تُعرف اليوم باسم شوشان ، وهي مدينة تاريخية كانت عاصمة الأمبراطوريات العيلامية والبارتية ، وإحدى أهم مدن الشرق الأدنى القديم ، تقع في محافظة خوزستان في إيران ، وفي أدنى جبال زافروس ، وتبعد حوالي 250 كلم شرقي نهر دجلة ، وتعتبر من أهم مدن العالم القديم . والكودو ، كتلة حجرية مستطيلة غير منتظمة الشكل ، ذات قمة مستديرة أحياناً ، يبلغ ارتفاعها قدماً إلى قدمين ، تحمل رموز الآلية التي منحت الأرض أو وضعت الحدود تحت حمايتها ، كما تحمل أحياناً صورة الحاكم الذي قدم المنحة . تنتصب هذه الكتلة في وضع قاتم كمسلة ، وتحوي في القسم الأعلى طائفة من النقوش تمثل الآلهة التي غالباً ما استعيض عنها برموزها ، ومنها قرص الشمس الذي يرمز للإله شمس ، والهلال الذي يرمز للإله سن ، والمحرفة التي ترمز للإله مردوخ . تحلّ الكتابة المسمارية في القسم الأسفل من كودورو ، كما في ظهره ، وهي أشبه بنص قانوني مطوّل يحمل إسم صاحب القطعة والإمتيازات الممنوحة له ، ويحدّد مساحة الأرض الخاصة به ، وأسماء الشهود ، ولعنات الآلهة التي تأتي في الختام ، وتنصبّ على من يكشر الحجر أو يحوّر نصه ... في الخلاصة ، يعود هذا الكودورو إلى زمن نبوخذنصر الأول ، ومصدره الأصلي على الأرجح مدينة نيبور ، أو نواحيها ، كما يرى الخبير في المتحف البريطاني جون سمبسون ، وهو أثر فني مهم ، كما هو أثر تاريخي يشهد لفصل من فصول تاريخ بلاد الرافدين الموغل في القِدَم [ ... ] . وكما يجد القارىء منحى ثقافياً تراثياً ممتعاً في هذه المقالة ، كذلك يجد مناحي ثقافية ممتعة في باقي المقالات التي جاءت مواضيعها على النحو التالي : 1- اليهود العرب وفنون الغناء والموسيقى . 2- أكيتو عيد الربيع ورمز التاريخ والحضارة . 3- الفن القصصي في القرآن الكريم ، ثالث عناوين الضجة في النصف الأول من القرن العشرين . 4- اللص القوي خير من اللص الضعيف . 5- تاريخ المسيحية والإسلام كتاريخ لجدل الأفكار . 6- تجارب الحروب في منطقة الشرق الأوسط . 7- حسن الصباح قائد ثوري أم إرهابي قاتل . 8- دواعش الفلسفة . 9- سقوط شعار – حجابي عفّتي . 10- عن تحديث الخطاب الديني ... وغيرها من المقالات ذات المواضيع التي يجيد فيها القارىء الثقافة والمتعة بأقلام مفكرين ذوي باعٍ طويل . إقرأ المزيد