دراسات في اللسانيات العربية ؛ المشاكلة - التنغيم - رؤى تحليلية
تاريخ النشر: 01/01/2020
الناشر: دار الحامد للنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:ينتظم هذا الكتاب دراسات في اللسانيات العربية، تنوعت مواضيعها، وتفرقت مواطن كتابتها بسبب مسيرة صاحبها الشائكة ورحلته الأكاديمية في أقطار شتى من العالم العربي، وقد نشرت في دوريات محكمة، ولكن جامعاً يجمعها في الغاية، ذلك أنها تعالج ظواهر مختلفة من ظواهر اللسانيات العربية في مستويات لسانية متنوعة.
وفي سبيل تحقيق ...هذه الغاية حدد صاحبها ثلاثة مصادر يصدر عنها في هذه المعالجة، أولها: يستكنه أنظار النحاة القدامى، وما قدموه من تحليلات هادية في دراسة الظاهرة النحوية على إختلاف مستوياتها وأبعادها التركيبية والدلالية والتداولية. ثانيها: يتوقف عند أعمال البلاغيين، وبخاصة علماء المعاني، وأعمال المفسرين المرتبطة بالتراكيب النحوية فهماً وتحليلاً. وثالثها: ينتفع بالأنظار اللسانية الحديثة، بمعطياتها وأدواتها في الكشف عن أسرار الظاهرة اللسانية. ويمكن تبين ذلك من خلال ما عرضته هذا الدراسات.
فالدراسة الأولى: تتناول ظاهرة المشاكلة، حيث حاولت أن ترسم صورة لهذه الظاهرة في اللغة العربية، وقد سلكت لهذه الغاية سبلاً متعددة، تمثلت في معالجة هذه الظاهرة على المستوى الصوتي والنحوي والدلالي، وفي ظل هذه المعالجة إستطاعت الدراسة أن تُفسر كثيراً من الظواهر اللغوية، كظاهرات: الإبدال، والإدغام والإمالة، وحركات الإتباع والمجاورة ومشاكله المعنى للمعنى ومشاكله اللفظ للمعنى. والدراسة الثانية: تتناول ظاهرة التنغيم ودوره في التحليل اللغوي، من خلال تحديد مفهوم النبرة والنغمة والتنغيم بإعتبارها ظواهر صوتية تزدوج مع البنية اللغوية للتركيب، فتساعد على فهم قيم التراكيب ودلالتها في مختلف اللغات. والعربية كغيرها من اللغات، يؤدي فيها التنغيم دوراً مهماً في التحليل اللغوي، فقد أشارت الدراسة إلى إسهام علماء القراءات في تقديم منهج متكامل للأداء القرآني يتصف بخصائص صوتية إنفردت بها التلاوة، ومن ذلك ظاهرة الوقف والإبتداء والسكت والقطع، وكلها تقوم بما يقوم به التنغيم في الكلام، فتؤدي وظائف دلالية ونحوية.
وقد إنتهت الدراسة إلى بيان دور التنغيم وأثره في التحليل اللغوي من حيث تفسير الظواهر النحوية المختلفة، وتحديد العناصر اللغوية المكونة للجملة، ومسألتا عدد الوجود الإعرابية والغموض التركيبي، وعرض أمثلة كثيرة كان للتنغيم دور حاسم في محاكمتها وتحقيقها، مما يقدم دليلاً على أن التنغيم جزء لا يتجزأ من النحو. والدراسة الثالثة: تتناول أبا حيان وبحره المحيط "التفسير الكبير"، فتعرض مضمون البحر ومنهجه وأهميته، ومذهب أبي حيان النحوي الذي يقوم على إلتزامه بظاهر النص وبالصناعة النحوية، ثم تعرض لمسائل النحو في البحر والأصول والضوابط التي أقام عليها أبو حيان تشكل الوجه النحوي منتهية إلى بيان خصائصه المنهجية وملامح نحو النص عنده من خلال هذا التفسير الكبير. والدراسة الرابعة: تعالج التحليل النحوي عند إبن هشام الأنصاري من خلال كتابه "مغني اللبيب" حيث ناقشت الدارسات الجملة عنده، ثم حاولت بيان الأصول والمبادئ التي صدر عنها إبن هشام في التحليل النحوي، مبنية أنه كان يصدر في ذلك عن أصول النحاة التي جاءت مبعثرة في ثناياها محاكمتهم التراكيب اللغوية، وقد قابلت الدراسة هذه الأصول بما يناظر عند التحويليين، إيماناً بأن هذه المقابلة تهيئ مجالاً جديداً وحصاداً خصيباً يعين على فهم الظاهرة اللسانية. إقرأ المزيد