روائع إبن خلدون " سيرته وحياته " - ويليها حكمه وأقواله
(0)    
المرتبة: 216,910
تاريخ النشر: 17/09/2019
الناشر: كتابنا للنشر
نبذة نيل وفرات:ابن خلدون هو ولي الدين عبد الرحمن بن محمد بن خلدون الحضرمي، كنتيته (أبو زيد)، المفكر العربي الإسلامي الشموليّ، والمنظّر الأول لأحوال المجتمع الدولي والعمران، والذي استحق أن يكون المؤسس الحقيقي لعلم الإجتماع في العالم بأسره، بفضل تلك العبقرية الفذّة في التوصيف والتحليل والإستنتاج والنقد.
ولد ابن خلدون في تونس ...عام 1332م / رمضان عام 732هـ، لأسرة تنحدر من أصول يمنية، كان لها الكثير من النفوذ في إشبيلية ببلاد الأندلس، وقد هاجرت الأسرة مع بداية سقوط الأندلس إلى تونس، وقضى ابن خلدون معظم حياته بين شمال أفريقيا، وأرض الحجاز.
عدّ ابن خلدون التاريخ فرعاً من فروع المعرفة يُعنى بمجالات الظواهر الإجتماعية للتاريخ الفعلي، ولم يكن مجرد تسجيل للحوادث، بل جعله وصفاً للعلاقات الإجتماعية، وقد كان المؤرخون قبل ابن خلدون يهتمون بنقل الأخبار والروايات القديمة بدقة وأمانة، غير أن ابن خلدون قد أضاف إلى كل هذا رؤية تحليلية ناقدة تجاوز بها من سبقه، من خلال تفريقه بين التأريخ وفلسفة التاريخ، أو التاريخ التحليلي.
ومن خلال محاولة الوصول إلى إجابات، ومن خلال تساؤله الدائم عن علل الحوادث والوقائع وأسبابها المنطقية مستمدة من معرفته، فابن خلدون وضع من خلال مقدمته وضع معايير في معالجة الوقائع التاريخية، تسمح للمؤرخ بالتمييز بين الأخبار الصحيحة والمغلوطة، كما سعى إلى الكشف عن القوانين الإجتماعية العامة، لكي يجعل منها معياراً صحيحاً يتحرى به المؤرخون طريق الصدق والصواب فيما ينقلونه، حيث كان أهل الحديث يركزون جهودهم على النقد الذاتي، فقد اكتشف ابن خلدون أهمية النقد الوطني، وقد أولى مسار التطور التاريخي للحياة الإجتماعية عناية فائقة، جعلته يتفوق على جميع المؤرخون.
من هنا، فإن وقوف عند حدود عالمٍ وفيلسوف ومؤرخ كابن خلدون لا يخلو من مهابة ووجل... كما لا يخلو من مغامرة شائقة؛ حيث هو الولوج إلى مساحات بعيدة المرامي، في كل صعيد منها يجد القارئ، ما يأخذ بالتلابيب أخذاً شديداً، ويستبد الدوافع به للتزيّد من شوارده وموارده، فيعيش في عالم ابن خلدون المترف، وفي حواصل الفكر الباذخ توقّداً وتجدّداً.
ولعل الباحث في بحثه هذا يجنح إلى الإنتقاد والإختيار، جامعاً قطوفاً نافعة من خير ما صنعه ابن خلدون وسطّره، ليكون أقرب إلى من طلب الإجمال والإقتضاب، واستهل الفنون والمسائل بتبويبها وترتيبها، واضعاً بين يدي القارئ خلاصة ماتعة من نتاج ابن خلدون، لا سيما مقدمته ذائعة الصيت، والتي أسس منها للعالم علماً فذّاً نال فيه قصب السبق، هو علم الإجتماع.
لذلك، وبعناية غير قليلة، قام الباحث بإستعراض أقواله المميزة في شتى المجالات والموضوعات، عامداً إلى ترتيبها وفق عناوين مستقلة مفهرسة ومصنّفة، مسهلاً بذلك مهمة إطلاع الدارس والباحث والقارئ عليها، والإفادة منها، تيسيراً للمعرفة، ثم في قسم آخر فضّل الباحث عرض بعض القضايا والموضوعات بإسهاب، كما وضعها ابن خلدون، لأن فيها الكثير من التحليل والتقنين لأمور لا يسعها الإيجاز ولا يغني فيها المرور العاجل.
وفيما قبل هذا وذاك قام بذكر شيء من تاريخ ابن خلدون الشخصي وحياته الحافلة بالعمل والترحّل والتنقل في البلاد؛ بين المغرب والأندلس والجزة ومصر، وما أصاب من مخالطة الناس والأمراء والعلماء.
كما عمد الباحث أيضاً إلى التنويه بمنهج ابن خلدون العلمي في التاريخ والبحث القائم على المنطق والواقعية وقوانين الإستدلال والإستنتاج، ليقدم بذلك للمكتبة العربية كتاباً يسهم في رفدها بالنافع المفيد. إقرأ المزيد