اللطف ؛ من أصغر الأشياء وأكثرها أهمية
(0)    
المرتبة: 36,710
تاريخ النشر: 01/04/2019
الناشر: شركة دار الخيال
نبذة نيل وفرات:تقول المؤلفة في مقدمة كتابها في محاولة لبيان كيف انبثقت لديها هذه المزيّة "اللطف" لتكون ظاهرة تشمل المجتمع: (مطلوب سجّادات بشكل عاجل)، تلك كانت الرسالة التي بدا بها كل شيء.
كنت أبحث في "الإنترنت" عن أثاث مستعمل عندما صادفت طلب المساعدة هذا، كان هذا موضوعاً ومطلوباً من امرأة يائسة، راسلتها ...وكنت محطمة القلب بما عرفت.
لقد كانت المرأة بحاجة إلى هذه السجّادات لتغطي الأرضية المنكسرة عندها، بحيث لا تنجرح أقدام أطفالها، كانت أمّاً وحيدة هربت من وضع منزليّ مرعب، بدأتُ بكل شيء من الصفر، أردت أن أساعدها وكنت واثقة بأن لآخرين سيمّدون لها يد العون إذا عرفوا بذلك، لذا نشرت الخبر بين أصدقائي وعائلتي، فبدأت المساعدات المنزلية بالوصول، سلمتها كل شيء وذات مساء، أكواماً من الفرش والأثاث وأدوات المطبخ والملابس والألعاب وبعض إيصالات الهدايا، لن أنسى تلك النظرة على وجهها عندما فتحت باب، كانت في ذهول تام عندما عرفت أن أشخاصاً... كانت هذه المرأة بأمسّ الحاجة إلى اللطف، وقد أشعرها هؤلاء الغرباء بالحبّ عندما كانت بأمسّ الحاجة إليه، أردت أن أعمل المزيد، أن أقوم بهذا العمل كل أسبوع، وهكذا وُلِدَتْ صفحة "الحيوات الــ 52" على موقع "فيس بوك"، وجَمعُت أصدقاءً وأهلاً استطاعوا مساعدة الناس، ولكن مع الأسابيع والشهور والسنوات تحوّلت إلى جمعية عالمية من الناس هدفها نشر اللطف ومساعدة الناس...
فاللطف هو الغراء الذي يحافظ على روابط المجتمع، إنه جوهر الجمال، فيرسم البسمة على الوجوه، ويخفف أعباءنا، ويبني الصداقات، ويغيّر الناس ويحسّن أوضاعهم المالية والنفسية والإجتماعية...
اللطف يحدث فرقاً في حياة الكثير من الأشخاص، فالبهجة القلبية تكون بطريقتين: الأولى، هي ذلك الإحساس الذي يجعلنا نشعر بالسموّ والإلهام، والثانية؛ في ملاحظة ومعرفة أن اللطف يخلق إحساساً دافئاً في القلب، اللطف يفرز مادتي الــ "الأوكسيتوسين" و"النيترك أوكسيد" اللتان تؤثران مباشرة على شراييننا، فتوسعها وتجعلها مرنة، وبالتالي ينخفض ضغط الدم وتتحرر الشرايين من الجذور الحرّة، ما يسمح بزيادة تدفق الدم إلى القلب.
إنه جزء مما يسميه عالم النفس "جوناثان هايدت" بــ "السموّ" الذي نشعر به عندما نكون لطفاء، عندما نتلقى اللطف أو عندما نشهده، هذا يلهمنا لأن ندفع باللطف إلى الأمام، وهذا بدوره يحرك التأثير المتموج للّطف، حيث يلامس الكثير من حياة الآخرين أكثر مما يفعله المتلقي الأصلي وحده.
إننا محكومون بان نكون لطفاء، فاللطف موجود في أعماق طبيعتنا، ومورّثاته هي الأقدم في العرق البشري، وتعود إلى أكثر من (500) مليون سنة.
فالإهتمام بالآخرين هو طبيعة بشرية، ويعدّ القيام بعمل ما أو أي شيء لمساعدة شخص ما يغير العالم، لذا ملأت الكاتبة بــ 52 فكرة لدمج المزيد من اللطف في عالم القارئ، لأنه أساسي من أجل سعادتنا الجماعية، على أمل أن يجعل هذا الكتاب القارئ بشعر بالدفء، بالتالي يجعله على إستعداد لأن يدفئ لقلوب الآخرين بلطفه... فاللطف هو من أهم الطرق التي يمكنها تغيير العالم نحو الأفضل. إقرأ المزيد