تاريخ النشر: 18/03/2019
الناشر: دار الولاء للطباعة والنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:التدقيق اللغوي هو عملية عرض النص المكتوب أو المنطوق على أصول العربية في النحو والصرف والنظم والرسم والمعنى والدلالة، مع الإلتفات إلى ما أجازه مجمع اللغة العربية حديثاً، فما وافق الأصول كان صواباً، وما خالفها كان لحناً، أو خطأً، وجب تصويبه وإعادة كتابته وفق أصول العربية، التي تشكل منظومة ...معايير التصويب والتخطئة.
ومما لا شك فيه أن العرب التفتوا منذ حداثة التصنيف إلى الكتابة في هذا الموضوع، فعملوا على تصنيف الكتب التي تبيّن الصواب من الخطأ في المكتوب والمنطوق، ولا يزالون إلى يومنا هذا يصنفون في الموضوع ذاته ويحللون أسبابه ومظاهره.
من هذا المنطلق، يأتي هذا الكتاب الذي يحاول الباحث من خلاله نظم المعايير التي تعين في معرفة اللحن، وتمكين الكاتب أو الناطق من تشيخصه أولاً ثم الركون إلى معايير واضحة ومفصلة في تصويبه وفق ضوابط تمنع من الوقوع في الخلل الذي وقع به الغير، وفق معايير التصويب والخطأ، أ- معايير التصويب: ويقصد بها، الأصول والقواعد والضوابط التي يمكن الباحث واللغوي من تشخيص اللحن في المكتوب أو المنطوق، وفي الوقت عينه من تصويبه ليكون موافقاً لما جرت عليه العربية قبل تساوها، ما يعني أن الباحث لا يهدف من بحثه هذا إلا دراسة الكتب المصنفة في هذا المجال، ومناهجها المتبعة، وأين أصاب مصنفوها، وأين أخطأوا، لكن عمله ينصب على عرض هذه المعايير، وشرحها ليتمكن الموثق من أنه يقوم بمهمته بحسبها والتي من أهمها: ١- الأصول التي قام عليها النحو العربي ومنها: - القياس - السماع (القرآن الكريم، أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، لغة العرب، لغة الفصحاء من العرب، الشعر العربي...) - الإجماع ٢- القواعد النحوية، ٣- القواعد الصرفية، ٤- التعريب، ٥- معاجم اللغة، ٦- أصول الرسم الإملائي، ٧- قرارات مجمع اللغة العربية، فيما له ارتباط باللحن والصواب، وإجازة ما لم يرد، ب- معايير الخطأ، والخطأ هو ما جاء مخالفاً لهذه الأصول والقواعد والضوابط، وبالتالي فإن الباحث يشير إلى أن التصويب يكمن في مراعاة هذه المعايير، والخطأ يكمن في مخالفتها، وهو يركن إليها في الحالتين (أي إلى معايير الخطأ والتصويب)، على أن الآلية التي اعتمدها في عرض اللفظ عليها التالي؛ فما وافقها عُمِل به وكان صواباً، وما خالفها أُهْمِل؛ لأنه لحن موصوف، لذلك فإن عمله البحثي سينصبّ على تبين هذه المعايير كل واحد على حدة.
وتجدير الإشارة إلى أن الباحث حاول في عمله هذا أن يأتي جهده مرتباً، واضحاً يسهل التعامل معه، وقد عمل على نظم المعايير التي تعين في معرفة اللحن ثم الركون إلى معايير واضحة ومفصلة في تصويبه، وفق ضوابط تمنعه من وقوعه في الخلل الذي وقع به غيره وإنما الهدف تمهيد لمجموعة من المبادئ أو الأصول التي تشكل معايير التدقيق اللغوي، تمكن المدقق اللغوي من أن ينظم أدواته، ويرجع إلى كتاب جامع في ذلك يوفرّ عليه الرجوع إليها في مظانها متفرقة، وما حثّه على ذلك تدريسه هذه المادة في صفوف الماجيستير في الجامعة اللبنانية.
ولذلك جاء الكتاب مراعياً للمنهجية المتّبعة في التدريس؛ ومنها جاذبية الموضوع، لجهة جمعه بين بحوث مختلفة، علماً بأنه اعتمد في بعض الدروس إلى أعمال أدوات البحث مع طرح الإشكاليات، والأسئلة المفترضة، وسوق الآراء المختلفة، مع تفنيدها والخلوص إلى رأي فيها، مورداً الشواهد في مختلفها، والتطبيقات، مع استراحات لا تخلو من نكات.
مشيراً إلى أن انتقائه الدروس النحوية والصرفية والإملائية وغيرها، جاء انطلاقاً من أثرها، وذلك بحسب استقراء أنواع اللحن في النصوص المختلفة.
وإلى ذلك كله وجد أن تصنيف كتاب كهذا في التدقيق اللغوي ومعايير التخطئة والصواب، هو محل طلب وحاجة وفائدة، بوصف أمثال هذه الكتب غير متوفرة بشكل تراعي فيه العملية التعليمية.نبذة الناشر:إن اللغة مرآة حياة الأمة، وعلاقة أي منّا بها هي علاقة بالهوية العميقة، فكيف إن كانت كاللغة العربية، بها نزل الكتاب المعجز "القرآن الكريم"، وهي التي تمثل شعائر الأمة، وحكمتها، وحافظة تراثها وأمجادها، وخزانة حكمتها، وحاضنة مستقبلها، لذلك ولغيره، نانا نجلٍّ حروفها، وندني قطوفّها، فتزيننا شفوفها، يرنّمنا لفظها، فيستدعينا حفظُها.
وأنا أعترف بأنّني لم أفتح مدينة، ولم أرسم أفقاً بشمس جديدة، كل ما حاولت أن أرسمه هو هيكل ببنية منتظمة تمكّن المدقق اللغوي، أو من هو على هذا الدرب، من أن ينظّم أدواته، ويرجع إلى كتاب جامع في ذلك، لا يتقرّى المباحث متفرقً في المظان.
المؤلف إقرأ المزيد