إلى ولدي حيث لا حيث ولا عنوان
(0)    
المرتبة: 478,846
تاريخ النشر: 01/01/1994
الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر
نبذة نيل وفرات:يعرض الكتاب في محاولات تحليل فكرته الرئيسية في كتابه-إلى تقديم التصورات العلمية لتطور الكون ومفاهيمنا عنه، وتطور الكرة الرضية، وتطور الحياة على الأرض، وتقديم موجز تام عن مجرتنا "درب التبانة"، ويتناول أشكال التطور ويبسط الترابط الوثيق بين تطور الوعي والمادة، ثم يلون شجرة الحياة بقوس قزح الوجود.. وخلال هذا ...العرض الشمولي، يقف الكاتب عند جملة من المواضيع الأساسية في العلم والعالم: الموت، التضاد، الحركة، قوانين الكون والطبيعة، ومسار التاريخ البشري، العقل والوعي وأنماط الحياة في طرز الكائنات الحية، العرب حضارتهم الماضية وواقعهم المعاصر، الديمقراطية روح الحضارة المعاصرة، سيكولوجيا الأخلاق، تحول أم تطور.. وما إلى ذلك مما يشابه هذه المواضيع.
وإن كان الفواخيري يورد صورة الكون في تطوره، والمادة حركتها، والإنسان في وعيه-فإنه يتساءل: هل الكون وسيلة أم غاية؟.. وهو تساؤل يطرحه في موضع آخر من سلسلة مواضيع الكتاب، إذ يقول: هل "أنا" الإنسان المتميز والمتحيز في الزمان والمكان (غاية) في هذا الكون السرمدي أم أنا فيه (وسيلة)؟ فإن كنت وسيلة لتحقيق غاية كونية تطورية أرقى وأسمى من "الذات" الإنسانية، ففصل "الأنا" عن "الأنت" لا يترك منفذاً تتسرب منه الحالة الغائبة، لأن السلوك البشري لا يبشر بدلائل تدلل على أن الإنسان "غاية كونية"، بل أنه يدل على أن الإنسان "جزئية) من مفردات الكون الكلي، جزئية، لأن السلوك البشري لا يبشر بدلائل تدلل على أن الإنسان "غاية كونية"، بل أنه يدل على أن الإنسان "جزئية" من مفردات الكون الكلي، جزئية لها خصائصها في نطاق الوحدة الكونية، لأن البشرية بسلوكها "الهمجي" وكأنها تقاوم وبكل ما أوتيت من قوة، تيار الترابط الكوني الوثيق من ذراته إلى مجراته-أن فصل الأنا عن الأنت عملية ضد تيار الطبيعة الكونية، فالذرة لبنة جميع عناصر الوجود اللامتناهي في الحدود.
وهذه خطوط عامة لرؤية الأستاذ، مصطفى الفواخيري الجديدة، التي يقتفي ملامحها هنا، وقام بتقديم رؤيته الأوضح لها في كتابه "الحركة العقلية: شواهد تاريخية ومؤشرات بيوسيكلوجية" والذي صدر متزامناً مع صدور هذا الكتاب الذي بين أيدينا والذي نطالعه.
الميزة الأصلية لكتاب الفواخيري، ذلك الحماس الذي يبديه المؤلف مدللاً على صدق معاناته فيما يكشفه وعلى عمق ما يعنيه من مفاهيم، وأسلوبه يمتزج فيه الأدبي بالعملي بالفكري والتبسيط في عرضه لا يكون على حساب العمق، هو أسلوب يذكرني بأسلوب الدكتور عبد المحسن صالح في كتاباته العلمية المختصة كيف استطاع أن يبسطها للقارئ العادي دون المساس بقيمتها العلمية... وكذلك فقد راعى المؤلف في كتابه عنصر التشويق، بحيث يخدم عرضه في استثارة اهتمام القارئ بالانجذاب إلى طروحاته والتفاعل معها بخبراته في الحياة التي يوقظها ويستدعيها المؤلف في عملية جدلية بينه وبين القارئ... والكتاب فزق ذلك غمس نصاً وروحاً بوتر نفس معتقة بالألم النبيل المشبع بالشوق الصادق في التساؤل عن المصير الإنساني ومعنى وجودنا وغاية حياتنا.. وأرادتنا في تحمل ما نكابده من شقاء.. كل ذلك دون الالتجاء إلى الميلودر أما المسطحة، أنه ينطلق إلى الإمام بشجاعة لا ينتظر الرجاء والأمل إلا من قلب الإنسان الذي يتجاوز ضعفه، يحطم أنانيته ويفجر نبع سره الكبير. إقرأ المزيد