تاريخ النشر: 04/01/2019
الناشر: ثقافة للنشر والتوزيع
حمّل iKitab (أجهزة لوحية وهواتف ذكية)


نبذة الناشر:وعي المرأة لاضطهادها كـ "أنثى" ضعيفة وتابعة، وثورتها على اضطهادها كجنسٍ تجاه الجنس الأول "الذكر" ومحاولة البحث عن ذاتها خارج حدود المكان والزمان هو المجال الذي تدور حوله رواية «ملاذ» للكاتبة رجاء عبد الهادي بحثاً عن أحلام ضائعة وحقيقة هاربة، تحاول الإمساك بها خوفاً من إفلاتها. وهذا الخوف ينبثق من ...قلق السؤال الاستفهامي: من نحن؟ هل حقاً نحن أحرار؟ وهل يملك البشر إرادة حرة؟ هل صحيح أن الإنسان يختار قدره بنفسه؟... وغيرها من أسئلة. ليأتي الجواب الأكثر غرابة عن طريق "آنجيلا" بطلة هذه الرواية التي تبدأ بسرد حياة لم تستطع أن تنلها بكاملها. لقد كانت تشبه الحياة!
هي "آنجيلا" امرأة مثقفة، مختلفة، تحمل قلق السؤال عن كل ما يدور حولها في هذا العالم الواسع نشأت في بيئة تقليدية، تعرضت للتعنيف بسبب أفكارها، ما يشقيها هو وعيها، هي تدرك أن الأسئلة وحدها لا تجعل من الإنسان شقيا، بل أن تكون الأجوبة مغيبة؟ ما يعني أن شخصية المرأة في هذه الرواية مأخوذة من واقع معيش، برموزه وأنماط تفكيره وتعالقاته، ما يجعلنا أمام أنثى حائرة، ويجعل من سلوكها يتخذ منعرجات عديدة في عمليات السرد، ولذلك كان الصراع الذي تعيشه "آنجيلا" صراعاً وجودياً مع المجتمع فهي على الرغم من عملها ضمن فريق متكامل مختص في القروض وتقديم الخدمات، إلا أن أحلامها كانت تسير في اتجاه آخر غذتها كتباً فلسفية ممنوعة في بلدها كانت تطلبها عبر حسابها الإلكتروني... حتى جاء ذلك اليوم الذي تعرفت فيه إلى "آدم" الهارب من وطن تستوطنه الفوضى والحرب، وبعد تقارب أفكارهما اقنعها بالهروب سوياً إلى خارج البلاد ووافقت بحثاً عن ملاذ يحتوي روحها الضائعة. فغادرت "يامن" الذي عشقها، والدتها وحرصها المبالغ فيه، أختها "سيرين" وخجلها، وأخيها "مصعب" وعنفه اتجاهها، وكل هذا أملاً في الحصول على لعقة واحدة من شهد الحرية. ولم تكن "آنجيلا" تدرك أن في هروبها هذا ابتعدت عن الوطن لتجد نفسها اقتربت من غريب يحاول أن يهرب من العالم بأسره... لتنتهي وحيدة تجد في الكتابة خلاصها. فكتبت روايتها بعد أن اختارت لأول فصولها عنوان "آنجيلا ما بعد الموت" وآخر فصولها "آدم بعد الموت".
من أجواء الرواية نقرأ:
"لكل تلك البدايات ذكريات فريدة تحفر في الذاكرة بتفاصيلها الدقيقة. ذكرى عبور المطار والفرار من مكان قد ولدت فيه ونشأت وقالوا بأذني (هذا الوطن)، رددنا مرارا النشيد الوطني وعلى مدار اثنتي عشرة سنة صباحا في الطابور المدرسي. ذكرى الوصول إلى الملاذ الأخير، صعوبات في النوم حتى ساعة متأخرة من الليل ثم الاستيقاظ في اليوم التالي من الهروب في أرض لم تألفني بعد لأشعر بأني عضو دخيل على جسد ينتظر من الجهاز المناعي أن يهدأ. هي ليلة لا تشبه جميع الليالي القادمة في حياتي، لا الوقت هو الوقت ولا حتى البشر، شعرت أثناء هروبي بأن الجميع يشفقون على حالي ويقدمون على مساعدتي للتخلص من جلدي السابق، أرى في تلك النظرات العفوية نظرة ألم وحسرة على ما أقدم عليه، حتى الظروف باتت مغايرة. لم أصدق بأني عبرت إلى مقصورة الطائرة بنجاح وبسلام حينها تبادرت إلى ذهني فكرة نومهم جميعا في غرفهم باطمئنان، تذكرت وجه أمي ومن سيكون الأول في اكتشاف غيابي". إقرأ المزيد