تاريخ النشر: 04/01/2019
الناشر: دار الغوثاني للدراسات القرآنية
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:إن الإهتمام بالقرآن الكريم شرف يتسابق إليه المسلمون، ومطلب يقصده العلماء العاملون، وفيه يتنافس المتنافسون، ولقد بَذَلَ الصحابة الكرام رضي الله عنهم قُصارى جُهدهم في نقل هذا الكتاب كما تلقوه من فم رسول الله صلى الله عليه وسلم وحفظوه وأتقنوا قراءاته، ونقلت عنهم جيلاً عن جيل.
فتلقت الأمة هذه القراءات ...بالقبول والرضا، ثم بادر العلماء في التأليف في علم القراءات وانصبت عنايتهم على التصحيح منها، كونها مقروءاً بها ومتعبداً بتلاوتها، ويرجع الفضل في ذلك إلى الإمام أبي بكر بن مجاهد البغدادي (ت 324هـ) رحمه الله الذي لمَّ شعث هذه الأمة بعد أن كادت تعيش في فوضى الخلاف، فاختار سبعة من أئمة القراءات شهدت لهم الأمة في شواذ القرارات لم يصل إلينا، ولكن أصوله حفظت من خلال كتاب (المحتسب في تبيين وجوه شواذ القراءات والإيضاح عنها) للإمام أبي الفتح ابن (جني (ت 392هـ) رحمه الله الذي اعتمد عليه في بيان وجوه القراءات وعللها كمصدر أساس مع جملة مصادر، إلا أن القارئ يكاد يُضَيِّع كتاب الشواذ بإستطرادات ابن جني في التعليل والتوجيه.
وقد شهدت السنوات الأخيرة إهتماماً واضحاً من قبل الباحثين في الجامعات العربية بتحقيق كتب القراءات، وقد استشارني الأخ الشيخ أحمد حاتم أحمد السامرائي في موضوعٍ لرسالته للماجستير، فأشرتُ عليه جمع نصوص كتاب الشواذ لابن مجاهد من كتاب المحتسب، ودراستها وتحقيقها، ليضع لنا كتاباً أقرب ما يكون لصنيع ابن مجاهد إلى أن يمن الله تعالى علينا فتكشف لنا الأيام عن نسخته الخطية، ويكتمل بذلك البدران، كتاب السبعة وكتاب الشواذ، فشرح الله تعالى صدره لذلك وسجل الموضوع، ولمست منه همة عالية وعزيمة رابية، فحَمِدتُ له حرصه وإجتهاده، كيف لا وهو من أهل القرآن الكريم، ومن بيت علم وفضل وإحسان.
وتوج هذا الجهد الذي جاوز السنة من البحث والتنقيب والتحقيق والتدقيق بمناقشة علمية رصينة من أساتذة أفاضل من أهل الإختصاص، أحمد الله تعالى أني كنتُ أحدهم، وقد أبدينا إعجابنا بالرسالة فمُنِحَتْ درجة الإمتياز، وهي تستحق ذلك، وسوف يلمس القارئ مقدار الجهد الذي بذله الباحث في إخراج هذا العمل وهو في أول مشواره العلمي. إقرأ المزيد