خطب القرآن الكريم - دراسة في الأساليب والمضامين
تاريخ النشر: 01/01/2019
الناشر: صفحات للدراسات والنشر
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة الناشر:الخَطَابَة ليستْ فَنَّاً من الفُنُون التي نتلقَّاها، فتمنحُنَا جمالاً، أو تزوِّدُنا بالمُتْعَةِ فقط، وإنَّما تكمُنُ غايتُها في الفَنِّ والمنفعةِ معاً، فليسَ بمقدُوْرها أداءُ رسالَتِهِ دونَما فَنٍّ، ولا تقِفُ رسالتُها عَنْد حُدودِ الفَنِّ والجَمَال، فالفَنُّ والمنفعةُ يشتركانِ معاً لبُلوغ الغاية التي ينشُدُها فنُّ الخَطَابَة. وليسَ غريبَاً أنْ نَبْحَثَ عَنِ الخُطْبَة في ...القُرآنِ الكَريْمِ، على الرَّغْم من شُيُوعِها اصطلاحَاً بأنَّها: (فَنٌّ نثريٌّ أدبيٌّ)؛ فقدْ سَبَقَنَا مَنْ دَرَسَ الأمثالَ في القُرآنِ الكَريْمِ، والقِصَّةَ في القُرآنِ الكَريْمِ، وهي فنونٌ أدبيَّةٌ معروفَةٌ، فالمَحذورُ بحثُهُ في القُرآنِ الكَريْمِ من هذه الفُنُونِ الأدبيَّةِ هُوَ الشِّعْرُ؛ وقد نَفَى اللهُ (I) أنْ يكونَ قرآنُه شِعْراً، وخُطَبُ القرآن غالِبَاً ما تدخُلُ ضِمْنَ القِصَّةِ القُرآنيَّةِ، أو تكونُ بَعْدَ حِوارٍ، ولكنْ حَسْبَ اطِّلاعِنَا لم نَجِدْ من سَبَقَنَا لدراسَةِ خُطَبِ القُرْآنِ بصُورَةٍ مُنْفَردَةٍ، وإن كانوا قد تناولوها في دراساتٍ قرآنية أُخرى، مثلَ القِصَّةِ القُرْآنيَّةِ، أو في الدِّرَاسات الَّتي تناوَلَتِ الشَّخْصياتِ القرآنيَّةَ، أو تلك التي تحدَّثَتْ عن مشاهِدِ القرآن، أو التي تناولت الحِوَار في القُرْآن، وهي كثيرَةٌ، أكثَرَ مِنْ أنْ تُجْمَلَ في هذا المَوْضِعِ. ما أهمُّ هذه الشَّخْصيَّاتِ التي جاءت (خُطَبُ القُرآنِ الكَريْمِ) على ألسنَتِها، فهي شَخْصيَّاتُ الأنْبِيَاءِ (عَلَيْهُمُ السَّلَاْمُ): (نَوْحٌ، وإبراهيمُ، ولُوْطٌ، ويُوْسُفُ، وشُعَيْبُ، وهودٌ، وصالِحٌ، وعِيْسَى)، ومن هذه الشَّخْصيَّات كذلِكَ بعضُ الصَّالحين الَّذِيْنَ كانَت لهم قَدَمُ صِدْقٍ في الإيمانِ البُطُوْلَةِ، فخلَّدَ القُرآنُ خِطَابَهم، وهم: (السَّحَرَة، ومُؤْمِنُ آل فِرْعَون، وصاحِبُ أنطاكية)، بل لا تَقْتصِرُ (خُطَبُ القُرآنِ الكَريْم) على النماذِجِ البَشريَّة من الأنْبِيَاء والصالحين، وإنما أوْرَدَ لنا القُرآنُ الكَريْمُ خُطَبَاً لغيْرِ البَشَرِ، لنموذَجَيْنِ من الصَّالحين: (الهُدْهُدُ، والجِنُّ)، ولنموذَجٍ من العاصين المعذَّبين: (الشَّيْطَان)، فهذا التنوُّعُ في شَخْصيَّات (خُطَبِ القُرآنِ) وَسَمَ العَمَلَ بالتنوُّع في الدِّلالات والمفاهيْمِ والمشاهد والمَواقِف والأحْدَاثِ، حَسْبَ تنوُّعِ الشَّخْصيَّات ومجرياتِ الأحْدَاث التي مرَّتْ بها. إقرأ المزيد