رسالة في الكذب ؛ في الإصلاح
(0)    
المرتبة: 143,185
تاريخ النشر: 01/01/2017
الناشر: دار العلوم للتحقيق والطباعة والنشر
نبذة نيل وفرات:البحث في هذه الرسالة التي تضمنها هذا الكتاب، يدور حول (الكذب في الإصلاح)، وإنه هل هو جائز مطلقاً؟ أو لدى الضرورة فقط؟ وهل هو من مستثنيات الكذب مطلقاً أو في الجملة؟ والمراد من (الإصلاح): إصلاح ذات البين، وليس مطلق إصلاح ما فسد من الأمور، وإن كانت بعض الادلة تشمل ...ذلك أيضاً، إلا أن معقد المسألة في هذه الرسالة هو الإصلاح بالمعنى الأخص.
وأما الكذب فقد جرى تعريفه وحده في كتاب (المعاريض والتوريه) وكتاب [التورية موضوعاً وحكماً] وغيرهما، استهل السيد مرتضى رسالته ببيان معقد المسألة (أي مسألة الإصلاح)، فقال: لعله يتوهم بالنظر اليدوي (بداية): إن الإصلاح أهم، فيدخل في باب التزاحم فيحكم بأن الكذب في الإصلاح جائز، أو يناط بأنواع الكذب ودرجات الإصلاح فيقدم الأهم منهما، لكن ذلك ليس معقد المسألة، وإن صح بوجهٍ كما سيأتي، فإن ما ذُكر يندرج في كبرى أن كل عنوان محرم لو زاحمه عنوان واجب، وكذا كل محرم لو زاحمه عنوان محرم آخر، فإنه يجب أن يقدم ويرجح الأقل مفسدة أو ضرراً، فلو دار أمر شخص بين شرب الخمر وبين الكذب على من يريد إكراهه على شربها بأن لديه قرحة في معدته مثلاً، وجب أن يكذب؛ لأنه الأقل ضرراً والأخف حرمة...
ويمضي السيد مرتضى في تبيان معقد مسألة الإصلاح... ولكن الكلام ليس في صورة التزاحم، وأنا الكلام حول عنوان الكذب في الإصلاح في حدّ ذاته وكعنوان مستقل، فهل دلّ الدليل على إستثنائه من الكذب؛ وغن كان الإستصلاح إستحبابياً كما لو لم يترتب على النزاع مفسدة أو ترتبت مفسدة قليلة جداً مما لا تشملها أدلة الحرمة فرضاً، وقد يمثل لذلك بشخصين تدابرا مع فرض عدم وجود أية مفسدة أو محذور خارجي؛ فإن الإصلاح هنا يكون مستحباً؛ فهل يجوز الإصلاح بالكذب في مورد كهذا؟... ولا يتوهم هنا بأن الكذب في الإصلاح المستحب ليس بجائز؛ لأن الإقتضائي لا يعارضه اللاإقتضائي، فكيف يجوز المستحب الحرام؟ إذ الجواب هو: إن الإصلاح المستحب وإن كان مستحباً، إلا أن الدليل الخاص، كما قيل، وسيأتي في ثنايا هذه الرسالة، قد دلّ على جواز الكذب في الإصلاح، فخرج البحث عن كليّ الإقتضائي واللااقتضائي، وسيتم إيراد تفصيل حول ذلك أيضاً في هذه الرسالة.
وعليه، فإن هذه المسألة (الكذب في الإصلاح) تستبطن أو تستلزم البحث عن مسائل متعددة تندرج تحت هذا العنوان والعناوين المقاربة له، وسيجد القارئ والباحث أن كثيراً من هذه المسائل هي مورد إبتدلاء شديد جداً، ومع ذلك قلّ طرحها وعبثها.
من هنا، تأتي أهمية هذه الرسالة التي تضمنت هذه المسائل التي طرحها السيّد مرتضى، والتي جاءت على النحو التالي: 1-هل الإصلاح واجب أو مستحب؟، 2-هل الكذب في الإصلاح جائز؟، 3-هل يفرق في هذا الكذب بين كاذبٍ وآخر، 4-الإصلاح بين متباغضين، أو مبغض ومحب، 5-هل الكذب للتحبيب جائز أو لا؟، 6-هل الكذب لجلب النفع للإخوان جائز أو لا؟، 7-إن ملاك الإستثناء (الإصلاح) أو (المصلحة)؟...
هذا وتجدر الإشارة إلى أن هذه الرسالة في الكذب والإصلاح تأتي ضمن مباحث الكذب ومستثنياته، والتي ألقاها السعيد مرتضى الحسيني الشيرازي ضمن أبحاثه في المكاسب المحرمة للسنة الدراسية (1434- 1435) في الحوزة العلمية في النجف الأشرف، وقد تم إفرادها بالذكر، وتخصيص هذا الكتاب لمباحثها نظراً لأهميتها وحيويتها، وكونها مثلى بها في المجتمعات عموماً. إقرأ المزيد