خوف ترامب في البيت الأبيض

هذه الشخصية المتناقضة ..العاجزة والقادرة ..السلبية والإيجابية ...الخيرة والشريرة ..العصية والطيعة، سوف تلفت إنتباهك بأهوائها المتقلبة وجهلها النسبي وخطورة منطقها الفكري. إذا ما تم التنبيش أولاً وهو ملم يسرده الكتاب عن ماضي الرئيس ترامب في بداياته سوف تخلص إلى أنها شخصية إنتهازية ونرجسية لا تفهم في عوالمها إلا لغة المال والسايكو باثية من خلال الإعتقاد بأنها مركز العالم الذي لا يهزم.تلك الإمبراطورية المالية التي أقامها من خلال الإتكاء على هضم حقوق الضعفاء وإستجداء وإبتزاز الأقوياء بديون إستند بها للنهوض بأبراجه التي كانت تحمل إسمه وتلك النوادي التي أساسها إدارة المال من خلال المقامرة والجنس. أما الكتاب فهي تلك الفترة التي ومن خلالها إستطاع هذا الشخص المهووس بلغة المال إعتلاء سدة الهرم في أقوى بلد إقتصادي في العالم والكيفية التي أدار بها هذا الإعتلاء مشحونة بمن حوله من أنتهازيين ومنافقين وقتلة. كتاب بوب يبشور وودورد الذي جاد بعد 44 عاماً من تفجيره لقضية "ووتر غيت" التي أدت إلى تنحي الرئيس نيكسون قد يكون له تأثير قوي أيضاً لأن يحول ذلك المآل إلى هذا الرئيس الأهوج الذي لا تعتمد قراراته المفاجئة على أي إستراتيجيات واضحة بقدر ما تعتمد على المزاجية والتعنت يوضح الكاتب أيضاً الطريقة التي لعبتها المخابرات الروسية في الإنتخابات لتمضي به قدماً كي يصل وتلك الطرق المفصلة التي تم بها زجه للحصول على مواد فاضحة لاإبتزازه "أتركها لكم عند القراءة" خصوصاً إذا ما عرفنا أن الروس كان لهم هدف تقويض النظام الديموقراطي اليبرالي في الولايات المتحدة الأمريكية في الكتاب الدور الذي لعبه هذا الرئيس في حرب اليمن تم شرحه بإسهاب والدور الذي لعبته سياساته إزاء الدور السياسي في سوريا والعلاقة مع المملكة العربية السعودية أيضاً يفند الكثير من الضبابيات لدى المتسائل عن الكثير من الأمور المبهمة في فصل من الفصول يبين الكاتب العلاقة مع إيران والسبب الغير واضح لإلغاء الإتفاقية النووية معها والنص الذي أقيم على إثره هذا الإلغاء بالرغم من عدم وجود خروقات لدى الطرف الإيراني وما جابهه من إختلافات مع مستشاريه يحتوي الكتاب على إثنان وأربعون فصلاً لا مجال لذكرهم والإطناب في مداخلهم لذا أنصح بقراءته بتوسع..كتاب جيد