علم البصيرة والتنوير الروحي
(0)    
المرتبة: 19,922
تاريخ النشر: 01/01/2015
الناشر: مؤسسة الباقر للطباعة والنشر والتوزيع
حمّل iKitab (أجهزة لوحية وهواتف ذكية)


نبذة نيل وفرات:يعتبر علم البصيرة من أشرف العلوم وأرفعها ، وذلك لأنه يوصل الإنسان إلى الكمال الذي خُلق له ، ولذا جاء في النصوص الدينية التحلي بصفة " البصيرة " . فالبصيرة من مكارم الأخلاق التي ينبغي العمل للإتصاف بها ، ومن مشى بنور البصيرة وصل إلى الهدف المنشود . عن ...أبي عبد الله رضي الله عنه قال : " العامل على غير بصيرة كالسائر على السراب بقيمة لا يزيد سرعة سيره إلا بعداً " ويكفي في علم البصيرة أنه يجعل العبد يصير بما يريه رب العالمين . عن الإمام علي رضي الله عنه : " تعلموا العلم فإن تعلّمه حسنة .. لأن العلم حياة القلوب ، نور الأبصار من العمى ... " وأما لماذا علم البصيرة .. فإن الهدف المنشود من الإتصاف بـ " البصيرة " هو ما يلي : 1- كشف الحُجب عن ظواهر الأشياء حيث الإنسان يرى ببصيرته الحقائق الواقعية ، والكشف عن الأمور التي يطلبها كل إنسان بفطرته . فمن يجلس في غرفة مظلمة لن يعرف ما فيها ولو لمسه أو شحّه ، لكنه إذا كانت لديه بصيرة فسيرى الأمور واضحة كما هي . وفي دعاء الإمام زين العابدين رضي الله عنه : " سيدي لولا نعدك عميت عن الدليل ، ولولا تبصيرك ضللت عن السبيل " . قال الشيخ الري شهري : " ومن هنا نرى أولئك الذين فاضت على عيون عقولهم أمداد أنوار الهداية الإلهية ، وأشرقت بصائرهم بمصابيح الوحي وأنوار الإمام ، بدون أن يتأهلوا بالتحصيلات العالية ، قد وجدوا طريق تكامل الإنسان دقيقاً صحيحاً ، ووصلوا إلى تفسير للوجود حقيقي عميق ، حتى أنهم وصلوا إلى ما لم يصل إليه أكبر العلماء والفلاسفة المحرومون من هذه الأنوار . بينما نشاهد الفلاسفة الكبار يضعون كل يوم نظريات جديدة تنقض ما قدمه سلفهم بشأن تفسير الوجود وتكامل الإنسان ، وأنهم ما زالوا رغم القرون المتمادية في أول مراحل الطريق .. نشاهد أفراداً من استناروا بمدد الهداية الإلهية ، قد عبروا أقطار العشق السبعة ووصلوا إلى قمة الكمال واستقروا في كنف حضرة الحق : [ في مقعد صدقٍ عند مليكٍ مقتدر ] [ القمر : 55 ] . 2- الكشف عن الأنوار المعنوية والعجائب والغرائب ، فبالبصيرة يتعرف الإنسان على علم الأسرار ، والأنوار ، ويكشف الكنوز المخبوءة في النفس والكون . 3- اليقين بالسير على الطريق المستقيم ، فإن البصيرة تغير درب السالكين إلى رب العالمين ، فتعطيهم الدفع والقوة والإطمئنان بأنهم على الصراط المستقيم . فعن الإمام علي رضي الله عنه في وصف السالك إلى الله تعالى أنه قال : " قد أحيا عقله ، وأمات نفسه ، حتى دقّ جليله ولطف غليظه ، وبرق له لامع كثير البرق ، فأبان له الطريق وسلك به السبيل ، وتدافعته الأبواب إلى باب السلامة دوار الإقامة " . وقال رضي الله عنه في أحب العباد إلى الله : " قد أبصر طريقه وسلك سبيله وعرف مناره " . 4- الوصول للقاء رب العالمين ، فبالبصيرة - لا بالبصر - يرى المؤمن ربه . فمن كلام أمير المؤمنين في جواب ذعلب بعدما قال : هل رأيت ربك يا أمير المؤمنين ؟ فقال رضي الله عنه : أفأعبد ما لا أرى ؟ فقال : وكيف تراه ؟ فقال رضي الله عنه : " لا تدركه العيون بمشاهدة العيان ، ولكن تدركه القلوب بمقانق الإيمان ... كبير لا يوصف بالجفاء ، بصير لا يوصف بالحاسّه ، رحيم لا يوصف بالرقة ... " . 5- معرفة عيوب النفس : عن أبي عبد الله رضي الله عنه قال : " .. وكيف يبصر عيب وجهه من لا ينظر في المرآة ؟ .. " قال أمير المؤمنين رضي الله عنه : " أعقل الناس من كان بعيبه بصيراً وعن عيب غيره ضريراً " . 6- اليقين بالدين الصحيح ، فإن البصيرة هي نور يرشد الإنسان . 7- الوقوف على الحق في الشبهات والفتن ، فإن الإنسان قد يضيع في خضم الشبهات وخصوصاً الدينية ، فمن كانت لديه بصيرة عرف أين يضع نفسه ... وهكذا فإن المستبصرون هم الذين استبصرت قلوبهم ، فعرفوا الله تعالى وأوليائه حق المعرفة . [ ... ] وهكذا يمضي المؤلف في بيان علم البصيرة وصولاً إلى التنوير الروحي ، فبعد أن تحدث عن الهدف من علم البصيرة بين أين موقع البصيرة ، ثم الخطوات التي تؤدي إلى فتحها ، ليحكي بعدها قصص الذين فتحت بصيرتهم متوقفاً عن موضوع هو من الأهمية بمكان وهو كيفية بناء الشخصية الروحية خلال أربعين يوماً ، ويمثل هذا الموضوع مدخلاً للكتاب الثاني ، والذي يتضمن برنامجاً عملياً لتزكية النفس والإرتقاء الروحي مع تجارب وقصص أهل السِير والسلوك .نبذة الناشر:خطوات لفتح البصيرة...
كيف تبني شخصيتك الروحية...
خلال أربعين يوماً...
قصص أهل البصائر...
القوانين الإلهية والسعادة...
الإنسانية... إقرأ المزيد