تاريخ النشر: 04/07/2018
الناشر: دار سطور للنشر والتوزيع
نبذة الناشر:كان في طريقه إلى المطبخ، حين سمع جلبة في الغرفة على يساره، حيث تقع غرفته. هرع إلى هناك، وبدا أثناء ذلك كما لو أنه يتحاشى سماع خطواته، رأى الباب مواربًا إلى حد يتيح للمرء النفاذ إلى الداخل من دون أن يلفت انتباه أحد. دخل إلى الغرفة، ووجد أمه واقفة هناك، ...ترتدي ثوبًا فضفاضًا على غير عادتها، وكنزة صوف بيضاء مفتوحة، وبدت كأنها فقدت الكثير من بدانتها. كانت قد فتحت خزانته وراحت ترتب ثيابه رغم أن كل شيء كان مرتب سلفًا من قبلها. كانت تفعل ذلك بهدوء وسكينة، بينما هي تترنم بكلمات غير مفهومة تبدو أحيانًا مثل هدهدة لطفل. كانت تضع القميص تلو الآخر على السرير، وتبدأ بطيّه بلطف ورفق بالغين كعادتها. ثم تتجه إلى أرفف الكتب على أحد الجدران، وتعيد ترتيبها بالطريقة نفسها، وتفعل ذلك مع السرير أيضًا، وبقية مقتنياته الأخرى، بما فيها صورته المعلقة على الجدار على يمين السرير، التي أنزلتها وقامت بمسحها بكم ثوبها وبكت قليلًا، ثم قبلتها، قبل أن تعيدها إلى مكانها. حينئذ، لاحظ عوف شيئًا لم يكن مألوفًا له في تلك الصورة من قبل، وهو الشريط الأسود الذي يزين الزاوية اليسرى من الأعلى.
شريط الحداد!
هنا تحديداً، تذكر عوف المقطع الشعري الذي نسيه في العراق، فراح يردد كلماته بصوت أمِل أن تسمعه أمه:
" الحنين
أسوء العذابات
كترتيب غرفة الابن الذي مات! ". إقرأ المزيد