صاحب الخبر في الدولة الأيوبية
تاريخ النشر: 26/06/2018
الناشر: عالم الكتب الحديث
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة الناشر:قال المؤرخ ابن قتيبة الدينوري في كتابه "عيون الأخبار": "قرأت في بعض كتب العجم أن ملكاً من ملوكهم سئل: أي مكائد الحرب أحزم؟ فقال: إذكاء العيون واستطلاع الأخبار وإعداد العيون على الرصد وإفشاء الغلبة وإظهار السرور والإحتراس من البطانة من غير إقصاء وحسن مجامله الظنون وإشغال الناس عما هم فيه ...من الحرب بغيره".
وهذا ما طبقه وعمل به السلطان صلاح الدين الأيوبي طوال حياته العسكرية المظفرة بالنصر، حيث ذكر المؤرخ ابن شداد في مقدمة كتابه "النوادر السلطانية والمحاسن البوسيفية" وصفاً مميزاً للسلطان صلاح الدين الأيوبي، حيث قال فيه: "فإني لما رأيت أيام مولانا السلطان الملك الناصر جامع كلمة الإيمان، ورافع علم العدل والإحسان، صلاح الدنيا والدين، سلطان الإسلام والمسلمين، منقذ بيت المقدس من أيدي المشركين، خادم الحرمين الشريفين أبي المظفر يوسف بن أيوب بن شاذي سقى الله ضريحه صوب الرضوان، وأذاقه في مقر رحمته حلاوة نتيجة الإيمان، ورأيت بالعيان من الصبر على المكاره في تقلبات الأحوال به ووقائعه وفتوحاته...".
كما قال عنه أحد المؤرخين الأوروبيين: "سيظل في الذاكرة أن الزمان الدموي والقاسي مثل ذاك الزمان، لم يتمكن من إفساد إنسان ذي سلطة عظيمة، إنه صلاح الدين".
ذكر الأساتذة الدكاترة محمد خربسات وحسن النابودة في كتابهما "صاحب الخبر في الدولة الإسلامية" أن المسلمون كغيرهم من الأمم والشعوب أولوا موضوع الإستخبارات اهتماماً كبيراً لما تتطلبه مصلحة الحفاظ على أمن وسلامة الدولة الإسلامية داخلياً وخارجياً، يشتد ويقوى هذا الاهتمام أثناء الفتن والحروب، ووفق طبيعة العلاقات السائدة بين المجتمعات البشرية عبر المراحل الزمنية المختلفة، ولعل أفضل فترات الدولة الإسلامية قوة وسيطرة وتماسكاً هي تلك الفترة التي ازدهرت فيها ونشطت أجهزة استخباراتها، ومعرفتها بكل ما يجري داخل الدولة والمناطق المحيطة بها.
كذلك ذكر الدكتور كرم حلمي فرحات في كتابه "تاريخ المخابرات الإسلامية عبر العصور" أن المخابرات في الإسلام كان لها وجود واضح، وأثر جلي عظيم، ولكن مع هذا الوجود وهذا الأثر، نجد أن الكتابة في هذا المجال قليلة ونادرة، وبخاصة التناول العلمي التأصلي، فالحديث عن المخابرات الإسلامية شذرات متناثرة في بطون الكتب هنا وهناك، فكان من الواجب أن أنقب عن هذه الشذرات المتناثرة، وأجمعها لكل أصل إلى حقيقة هؤلاء العيون العظيمة.
وعليه، ولأهمية هذا الموضوع وضرورته، فأنني قد تناولت في هذا الكتاب النهج الإستخباري لصاحب الخير والعين والجاسوس في تاريخ الدولة الأيوبية التي مارست العمل الإستخباري بطريقة أكثر مهنية، وأكثر نوعية، فلم تغفل العناية بأمر المخابرات الداخلية والخارجية، كلاً حسب ظروفه السياسية المحيطة، فمن أهم إنجازات الجهاز الإستخباراتي في الدولة الأيوبية دورهم البارز والمحوري في القضاء على الدولة الفاطمية في مصر، ومساهماتهم الحيوية والنشطة والفعالة في المواجهات العديدة مع الحملات الصليبية للمنطقة العربية الإسلامية، والتي تكللت بالنجاح الباهر والنصر المظفر في معركة حطين، وفتح بيت المقدس في عهد السلطان صلاح الدين الأيوبي، ومعركة المنصورة في نهاية الدولة الأيوبية، بالإضافة إلى إنجازات أخرى خلدها التاريخ لهم وردت في المصادر التاريخية والوثائق والمراجع الحديثة. إقرأ المزيد