موانع المعرفة وعلاجها في رؤية القرآن الكريم والسنة الشريفة
(0)    
المرتبة: 117,203
تاريخ النشر: 22/06/2018
الناشر: دار القارئ
نبذة نيل وفرات:لا شك أن للمعرفة في حياتنا دوراً أساسياً، ذلك أن الإنسان لولاهما لما استطاع الوصول إلى كثير من الأشياء، ويشير بعض الباحثين إلى أن المعرفة ظاهرة إنسانية تتعلق بالإنسان إنتاجاً وإستخداماً، وعليه فإن نوعية المعرفة ومرتبتها وقيمتها لحياة الإنسان رهنٌ بنوعية ذلك الإنسان نفسه، وما يكون عليه من قدرات ...وإمكانات تتيح له إنتاج معرفة صحيحة يعوّل عليها في تحسين حياته وإرتقاء مجتمعه.
ولهذا قام الإسلام بربط جميع الأحكام الإجتماعية له من قبيل الحقوق والإقتصاد والسياسة وأمثالها، بمعرفة الإنسان، فما لا يعرف الإنسان بوجه صحيح فإنه لا تتضح حاجاته وعلاقاته، ولا تتعين الأحكام التي لا بدّ من وضعها لعمليات التغيير الإصلاحي للمجتمع، حتى ينال كماله وسعادته في ظل العمل بها من خلال عمليات التغيير الإصلاحي للمجتمع، إذ جعل القرآن الكريم المعرفة شرطاً أساسياً لهذا التغيير، فإنه يجب المعرفة في الإنسان المسلم، ويراه غير جدير بهذه التسمية إلا أذا حصل على قسط وافر منها، نتيجة للبحث والنظر وإستثمار العقل فيما خلقه الله تعالى من أجله.
وحياة الإنسان زيادة على أنها تستند إلى دعامة العطاء، فإنها كذلك تستند إلى دعامة المعرفة، فبقدر معرفة الإنسان يكون عطاؤه، وعلى نوعية المعرفة تكون نوعية العطاء، فالمعرفة الشاملة تولّد عطاءً عالمياً، والمعرفة الناقصة تولد عطاءً سلبياً ضيقاً، والآيات الأولى من سورة الفاتحة تعطي أكبر قاعدة تقوم عليها الحياة، وترتكز عليها سائر العلاقات، وهي قاعدة معرفة الخالق هذه القاعدة التي يتبلور من خلالها الإهتداء المترشح من إكتسابها؛ وهذا الإكتساب إنما هو مسؤولية تتعلق بمصالح الإنسان العاملة والآجلة، فمن يرفض الإهتداء، ولا يتحمل مسؤوليته في الوصول إلى المعرفة؛ فإنه يظلم نفسه، ويكون مثله كمن يقفأ عينه، أو يسد أذنه، أو يبلد أحاسيسه، فيقطع عن نفسه ذلك الجسر الذي يربط ذاته بالطبيعة، فما عساه أن يفعل بعد ذلك؟... وما مبرر وجوده في الحياة؟!!!...
وإلى ذلك فإن الصعود في المستوى العلمي والمعرفي للأفراد إنما يُعدّ من العوامل التي تساعد في عملية تهذيب الأخلاق، فقد أثبتت التجربة أن الإنسان كلما ارتقى مستواه في دائرة العلوم والمعارف الإلهية، أنيعت سجاياه الإنسانية، وتفتحت فضائله الأخلاقية، والعكس صحيح، فإن الجهل وفقدان المعارف الإلهية يؤثر تأثيراً شديداً على دعامات الفضيلة وأسسها، ويهبط بالمستوى الأخلاقي للفرد في خطّ الإنحراف والباطل...
ضمن هذه المقاربات يأتي هذا البحث الذي يسلط الباحث فيه الضوء على تلك الموانع والحجب التي من شأنها عرقلة معرفة الإنسان، وليعمد من ثم إلى تحليلها من نافذة كبحها وإيقافها وبيان كيفية علاجها، وإستمرار حياة الإنسان خالية من تلك الموانع والحجب قدر الإمكان.
هذا وقد كانت الموانع التي اختيرت في البحث هي أربعة أنواع، تم ترتيبها ضمن أربعة فصول، سبق ذلك تمهيد دار حول المعرفة الإنسانية العامة وموانعها، لينتقل الباحث من ثم، وفي الفصل الأول، إلى الحديث عن الصفات التي تحول دون بحث الإنسان عن المعرفة والتي شملت: الهوى، التعصب، الغرور، الجهل، العواطف، والنفاق أو الإزدواجية.
مبيناً من ثم، وفي الفصل الثاني الأعمال التي تمنع من المعرفة من مثل: العجلة، إرتكاب الذنوب، إتباع الظن، العادة، الكفر بالله، والتقليد الأعمى، وهذه الموانع هي داخلية، أما تلك الموانع الخارجية للمعرفة فقد دار الحديث حولها في الفصل الثالث وكانت: الإعلام المضلل البيئة والمحيط، الشيطان، إتباع الأكثرية، والقيادة المنحرفة، ولعلّ للموانع العقلية دورٌ كبير يسلط الباحث الضوء عليه في الفصل الرابع وقد عدّها ضمن أربع وثلاثين مانعاً فكرياً من مثل النظرة الجزئية، التفكير المجاني، التفكير القطبي، التفكير السلبي، ملء الفراغ، المصادرة على المطلوب، الحكم المبدئي، الحكم المنادئ... المثالية في التفكير، تضمين الذات... قلب المفاهيم، التبسيط المخلّ، الخلط... الإنتقائية، عقدة أو عقيدة المؤامرة، وهم الحقيقة أو تصديق المألوف... الدفاع ودفن المنهج... إقرأ المزيد