خط وتذهيب وزخرفة القرآن الكريم حتى عصر إبن البواب
(0)    
المرتبة: 210,034
تاريخ النشر: 01/01/2013
الناشر: الدار العربية للموسوعات
نبذة نيل وفرات:يُعد فن خط المصاحف - إذا صح التعبير - من الموضوعات المهمة في مجال الآثار الإسلامية بشكل عام ، والفنون الزخرفية بشكل خاص . وعلى الرغم من أنه يشكل القاعدة الأساسية لجدراسة فنون الكتاب ؛ إلا أنه بقي موضوعاً ثانوياً ، ولم يحظَ باهتمام كبير من قبل الباحثين - ...قدامى ومحدثين - ما يتناسب وأهميته ، وفضلا ً عن ذلك فإن كثيراً من الباحثين اقتصروا دراستهم على جانب واحد من هذا الموضوع ، فجاءـ أغلب بحوثهم مركزة على موضوع الخط ، والذي لم يكن لحظ القرآن الكريم تصبيب كبير فيه . لذا وقع اختيار المؤلف على هذا الموضوع ليكون محوراً لهذه الدراسة ، محاولاً من خلال ذلك الإدلاء به بدلوٍ فيه ، لعله يقدم بحثاً مفيداً جديداً ، لا سيما وأن هذه الدراسة تتعلق بتطور الفن بأهم وأقدس كتاب عند المسلمين ، ذلك الكتاب الذي بذل الخطاطون والمذهّبون أعظم الجهود في سبيل إخراجه بحلة قشيبة جميلة تتناسب وعظمته وجلاله . إضافة إلى أن ما حفّز المؤلف على المضي في هذه الدراسة ، قناعته بعدم توافر دراسة آثارية علمية متكاملة عن فن المصاحف بالصورة التي تمت الإشارة إليها آنفاً ، وأن الدراسة الوحيدة التي تم إنجازها في هذا المجال هي التي قام بها الأستاذ رايس الخاصة بالمصحف الذي كتبه وذهّبه إبن البواب . وقد نُشرت تلك الدراسة عام نهأنه أنه أصبحت ضمن الراضسأصبالقوى والقدرات القوى1955 . وبالعودة فقد كرّس المؤلف كتابه هذا لدراسة خط وتذهيب وزخرفة المصاحف حتى عصر إبن البواب ، العصر الذي يعدّ عصر تحوّل نوعي في هذا الفن ، ومحطة انتقال نحو مرحلة جديدة لها سماتها وخصائصها المتميزة . ووفق هذا المفهوم ، تم تركيز البحث على خط القرآن منذ نزول الوحي على رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ، ومباشرته بتدوين آياته ، وحتى نهاية القرن الرابع الهجري ( العاشر الميلادي ) ، مع حرص المؤلف على ملاحقة تطور خط المصاحف خلال تلك الحقب وما رافق ذلك من تطور فني في تذهيبه وزخرفته . وقد شملت هذه الدراسة ثمانية فصول ، تم تخصيص الأول منها لدراسة تدوين القرآن الكريم على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ، وحول دراسة خط المصاحف في العصر الراشدي جاء الفصل الثاني . أما الفصل الثالث ، فقد تابع فيه الباحث دراسة خط المصاحف في العصر الأموي ، وما رافق ذلك من جهود العلماء في هذا المجال . وفي الفصل الرابع ، ناقش المؤلف الأسباب التي أدت إلى تطور الخط خلال القرن الثالث بشكل عام ، وخط المصاحف بشكل خاص خلال ذاك القرن ، مركزاً على دور خطاطي الشام ، واهتمام خلفاء بني العباس بالخط والخطاطين ورعايتهم لهم ، عارضاً لأشهر خطاطي المصاحف عصرئذ . واشتمل الفصل الخامس على دراسة أثر اثنين من كبار الفنانين المبدعين في مجال فن المصاحف ، هما : الوزير إبن مقلة وإبن البواب ، حيث تم البحث أولاً عن الأسباب التي أدت إلى ظهور أبي علي مقلة كفنان بارع في الخط بشكل عام ، وفي خط المصاحف بشكل خاص ، موضحاً طريقته في إصلاح الخط الكوفي وابتداعه للخط المنسوب ، وتعقبه لآثاره الخطية وما نُسب إليه من مصاحف ، مخصصاً من ثَمّ ما بقي من الفصل للوقوف على ما قام به إبن البواب من إصلاحات وابتكارات في خط المصاحف ، متتبعاً تلك الخطوط في أهم اثر خطي تركه إبن البواب ، وهو مصحفه الذي كتبه في بغداد سنة ( 391 ه / 1001 م ) . أما الفصل السادس ، فقد تطرق فيه المؤلف إلى الشكل والاعجام في القرآن ، حيث جعله الفصل في قسمين : تناول في الأول موضوع الشكل ، والأسباب التي قيلت في استحداثه ، ليتطرق من ثَمّ إلى أسلوب الشكل في مختلف الأمصار الإسلامية ، ثم ليعرج على طريقة الشكل عند الفراهيدي والأسباب التي دعته لابتكارها ، مع عرض لبعض المصاحف الأثرية التي ضبطت بهذه الطريقة . وتم تكريس القسم الثاني للحديث عن الإعجام . أما الفصل السابع فقد جاء بمثابة دراسة عن تذهيب المصاحف وتفضيضها ، مع توضيح مفهوم التذهيب وأصوله ، وموقف العلماء الأوائل منه ، متتبعاً المحاولات الأولى في تذهيب المصاحف وتجميلها ، ثم أهم الطرق والوسائل التي اتبعها المذهبون . أما الفصل الثامن والأخير فقد اشتمل على دراسة لزخرفة المصاحف ، ابتداءً من أقدمها ظهوراً ، وهي علامات فواصل الآيات ، عارضاً للكيفية التي جرى فيها تطور فواصل السور مع أمثلة لبعض الصفحات القرآنية التي احتوت على الفواصل ، مركزاً على أهم العناصر الزخرفية التي اعتمدها الفنانون . إقرأ المزيد