أرض ميعادي: إسرائيل النصر والمأساة
(0)    
المرتبة: 91,256
تاريخ النشر: 31/05/2018
الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر
نبذة نيل وفرات:يعرف عن آري شبيط... مؤلف الكتاب - أنه أول ما نشر في الصحافة كان مقالات في عام 1982، يناهض فيها حركة الإستيطان في الضفة وقطاع غزة، وكان آنذاك عضو في حركة "السلام الآن"، وقد استمر على هذا المنوال، وأصبح كاتباً مرموقاً ينشر في صحيفة "هاأرتز" والصحافة العالمية.
والكتاب هذا ليس ...عملاً أكاديمياً في التاريخ؛ إلا انه يمكن أن يكون مرجعاً في التاريخ، خاصة وأن آري شبيط يجمع خلاصة تجربته الصحفية على مدى أكثر من ثلاثة عقود، بما في ذلك لقاءات مع عسكريين وعلماء وتجار وسياسيين، ومن ضمنهم ضباط إسرائيليين شاركوا في مجازر الفلسطينين في اللد ودير ياسين في عام 1948، وأن يستعيد معهم ذكرياتهم لهذه المجازر.
كما استطاع أن يلتقي بفلسطينيين كانوا هم أنفسهم من ضحايا المذابح التي ارتكبت في اللد، كما قابل فلسطينيين تحولت حياتهم من ميسوري الحال إلى لاجئين في مخيمات الأنوروا، ولكن ومع أنه بحث في فترة يزعج البحث فيها الضمير الإسرائيلي؛ إلا أن هذا جزء من غرض الكتاب.
ولو تمعن القارئ بغرض إستنتاج غرض الكاتب، إضافة لهدف الكاتب إنتاج عمل ناجح وميز له، لرأى أنه طرح من خلال رحلته البحثية هذه تاريخ الحركة الصهيونية منذ نهاية القرن التاسع عشر، وتوضيح التغييرات التي طرأت على الوعي والهوية الإسرائيلية منذ أول مستوطنة أنُشئَت في عام 1890 وإلى الآن.
وذلك لتحضير القارئ الإسرائيلي للتحديات التي تواجه بلده في العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين، هذا وقد حقق كتاب آري شبيط هذا موقعاً متقدماً على قائمة الكتب الأكثر مبيعاً في العالم ولفترة طويلة، وحاز العديد من الجوائز الدولية، كما أنه واحد من أهم الكتب التي تشرح آلية نجاح الحركة الصهيونية في بناء المجتمع الإسرائيلي.
فالكتاب يقدم رؤية للبوتقة التي صهرت المكونات العرقية والثقافية المختلفة لتحولها إلى شعب، وتقيم له دولة، كما يكشف الكتاب مواطن القوة والضعف في هذه القاعدة الإجتماعية، ونظرتها إلى ماضيها وحاضرها ومستقبلها، بالإضافة إلى ذلك يبدو الكتاب، وبشكل نهائي، الوهم المسمى بعملية السلام.
فالكاتب، ورغم أنه من المحسوبين على ما يسمى بقوى السلام الإسرائيلي، يصل في نهاية كتابه إلى نتيجة مفادها أن السلام بين العرب وإسرائيل مستحيل، فقد غاب العرب عن أحداث الكتاب، واكتفوا بدور الكومبارس الذي يتحرك في خلفية الأحداث دون أن يؤثر فيها أو تؤخذ مصالحه بعين الإعتبار.
ورغم أن الكاتب من مؤيدي حلّ الدولتين، وذلك بعد أن تنسحب إسرائيل من الأراضي المحتلة عام 1967، لكنه لا يضلل القارئ بإمكانية قيام دولتين تسود بينها علاقات حسن الجوار؛ بل يرى كيانين أحدهما فلسطيني؛ يعتقد أنه سيقع بيد متطرفين دينيين أو قوميين، وكيان إسرائيلي محاط بجدار حديدي (شرعي) يجعله جزيرة التنوير المعزولة في المنطقة، وأيضاً؛ يظهر الكتاب إسرائيل كدولة تنظر إلى ما حولها بإرتياب وعدوانية.
لذلك فالكاتب يرى أن كل حروبها وعملياتها العسكرية مبررة ومشروعة لحماية وجودها، كما يرى أنه وعلى الرغم من تفوق إسرائيل على جيرانها في كل المجالات؛ إلا أن الوجود الإسرائيلي نفسه يبقى مهدداً وغريباً على تاريخ وجغرافيا المنطقة؛ ورغم الأخطار العديدة التي تحيط بإسرائيل، إلا أن الكاتب يرى أن جميع هذه الأخطار تراجعت بعد الربيع العربي الذي أضعف كل القوى الخارجية التي يمكن أن تهدد إسرائيل، وتركها أمام تحدٍّ واحد، وهو التحدي الداخلي.
فالهوية الإسرائيلية مفتتة، والكيان الصهيوني لم يعد صهيونياً كما أراده الآباء المؤسسون، وأعداد العرب في تزايد إلى درجة أنه خلال عقود يمكن أن تكون أغلبية سكان الدولة من غير اليهود.
وعليه... سيجد القارئ في الكتاب الكثير من الأمور التي ينكرها، وعبارات وأحداث تستفزه وتغضبه، لكن الكاتب لم يلجأ إلى الكذب؛ بل هو لجأ إلى التمايل على الحقيقة وإخفائها أحياناً، ومن خلال تقنية مميزة في الكتابة اكتسبها من خلفيته ككتاب صحفي في جريدة هاآرتس، استطاع صياغة الحقيقة بطريقة تجعلها تخدم أهدافه، سواء من خلال التلاعب بزمن رواية الأحداث تقديماً وتأخيراً، وإستخدام أسلوب الإسترجاع، أو بإيراد حقائق متبورة ومجتزأة خاصة عندما يتعلق الأمر بالعرب، وإعتماد الروايات الشفوية كمصادر صادقة، غير قابلة للنقاش.
لهذا كان من الضروري ترجمة هذا الكتاب لقراءته؛ لأنه أقرب إلى إسرائيل كما هي على الأرض... كيف تعمل وكيف تفكر... وكيف تُقنع نفسها بما فعلت... إقرأ المزيد