تاريخ النشر: 01/01/2017
الناشر: دار دلمون الجديدة
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:لطالما سُئلت عن معنى الزنّ، بعد أن قمت بنشر الطبعة الأولى، من ترجمتي، التي أطلقت عليها اسم "حكايا الزّن"، ولا أخفي، أنني كثيراً ما تحيّرت في الإجابة، وهذا ما حثّني على تضمين مقدمة الطبعة الثانية لشرح مقتضب، لكنه وافٍ، لفلسفة الزنّ.
ما هو الزنّ؟... الزنّ هو سلوك ذهني، وطريقة مختلفة، ...في إدراك الواقع، إنّه، أن ترى الشيء صرفاً، مجرّداً، من دون معرفة، أو تصوّر ذهني مسبق، هو تجلّي الحقيقة، دون ان تحجبها، أو دون أن تنعكس عليها، رغبات، أو مخاوف، ولا حتى "الأنا"، في مجريات أحداث الحياة اليومية، الزنّ، هو إدراك المطلق عبر التأمّل، الذي هو السبيل الوحيد، لإيقاظ البوذا، الموجود في النفس، من أجل تحقيق الذات، عبر الحياة اليومية، والعمل، وضبط النفس، والولوج إلى جوهر الأشياء بالفطرة، لا بالعقل، ومن ثم، إدراك الحقيقة الأزلية، وإعتبار أن مصدر الخلاص، هو الإستنارة الداخلية، التي تأتي في لمحة خاطفة، فجأة، مثل ما حدث لبوذا.
وأن الحقيقة الوحيدة هي طبيعة بوذا، وهو ما يمكن أن نراه بنظرة متفحصة، في داخل أنفسنا، ويمكن تلمّس هذه الإستنارة، بحسب أصحاب هذا المذهب، في ممارسة الأعمال البسيطة، كزراعة الأرض، والتجارة، وتأدية القدمات للآخرين.
يقوم أس بوذية الزنّ على التمكن، من بلوغ زاوية رؤيا جديدة للحياة وللأشياء، فإذا كنا غير راضين عن هذه الحياة لأسباب معينة، وإذا كان هناك، في طريقة عيشنا، ما يمنع عنّا الحرية، بمعناها الأكثر قداسة، فعلينا البحث عن طريقة أخرى للعيش، تعطينا الشعور بالتحقّق وبالإمتلاء.
هذا ما يقترح الزنّ تقديمه لنا، فهو يؤكد إمكانية تحقيق وجهة نظر جديدة، تتّخذ الحياة من خلالها، منحىً أكثر حيوية وأكثر عمقاً، لا شكّ أن هذا التحقيق، ليس مهمة سهلة على الإطلاق.
يدعى هذا الوصول إلى وجهة النظر الجديدة في علاقتنا مع الحياة، والعالم، بشكل عام عند زنّ اليابانيين بالساتوري...
إن التحقّق أو تفتّح الساتوري هو التجديد الحقيقي للحياة نفسها، وعندما يكون أصيلاً، فلا بد أن يقود للنقاء، الذي تنعكس آثاره على الحياة الروحية والأخلاقية. إقرأ المزيد