ماهية الجمال في فضاء القصيدة القبانية ( بحث في علم الجمال النصي )
(0)    
المرتبة: 205,745
تاريخ النشر: 03/04/2018
الناشر: المعتز للنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:إنَّ الجمال إحساس قبل أن يكون خلقاً؛ أو إبتكاراً؛ أو ممارسة؛ إنَّه ذروة الإبداع؛ وحصيلته؛ ورأس سنامه، وقمة هرمه؛ وهو جوهر الإبداع أيَّاً كان شكله؛ وماهيته الوجوديَّة؛ وآليات تحقُّقِه، وتجذره الفنّيّ؛ وعلى هذا؛ فالنصَّ الإبداعيّ ليس إشارات آليَّة تكون فيها الألفاظ وعاءً لتفجُّر الوجدانات، وخلوده من تركيبه وقيمته؛ ذلك ...أن المحتوى ليس مقاساً للشعر؛ تضبط به حركيته؛ بل إنَّه تركيب لغويّ وكلامُ مُخيَّل؛ يعلو على لغة الخطاب اليومي.
ومن هذا المنظور؛ فالنصّ الشعريّ الجماليّ هو خطاب إبداعيّ يستعلي فيه المبدع رؤية، وتشكيلاً، ونبضاً شعوريّاً، وصدىً تأمليّاً عمَّا سواه؛ هو إفراز جماليّ من الداخل النصّيّ؛ وليس من خارجه فحسب؛ ومن البدهي أن يستعلي - كذلك - على لغة الخطاب اليوميّ المباشر أو المتداول؛ وإنني كنتُ دائماً أسائل نفسي: مَنْ أكثر خلقاً إبداعيّاً وإحساساً بالجمال [المبدع ذاته] خالق النصّ؛ ومُنْتِجِه الأول أم القارئ الجمالي [الخالق الثاني] ومنتجه الآخر؛ الذي يستجلي معالمه، وينفث فيه روح الجمال وإشراقه من جديد؟!...
وكانت تتردد في أخيلتي أصداء لإجابات؛ وهواجس، وتأملات إلى أنْ أدركتْ بظني الحدسيّ النقديّ المتواضع؛ أنَّ القارئ الجمالي الذي يملك خبرة معرفيَّة، وحسّاً جماليّاً مرهفاً؛ ومهارة فائقة في ترجمة الإحساس الإبداعي في النصّ؛ قد يكون أكثر إبداعاً وإحساساً بالجمال من المبدع ذاته؛ ولا يعني ذلك ثقيلاً من شأن المبدع؛ ولكن تأكيداً على دور الناقد الجماليّ الذي يستولد النصّ؛ ويتسجلي معالمه؛ ويثري رؤاه وتطلعاته؛ ودليلنا على ذلك أنَّ المبدع ينقل لنا حساسيته الشعوريَّة وإحساسه الجماليّ من خلال عملية آنيَّة، تحدث تحت وقع اللحظة الشعوريَّة الضاغطة التي ولّدت الإبداع؛ ونقلته عبر القناة النصّيّة؛ وفور إكتمال النصّ، وتفريغ زخم اللحظة الشعوريَّة الضاغطة بإكتمال النصّ فضاءً لغويّاً نسقياً جديداً؛ ينتهي دوره الإبداعي؛ ينتهي دوره الإبداعي؛ وينتهي، ومن ثم؛ إحساسه الجماليّ الآنيّ إزاء هذا العمل بالتحديد.
وهنا؛ يأتي دور القارئ الجماليّ وجهده المضاعف؛ الذي عليه يقع عبء ترجمة النصّ شعوريّاً وجماليّاً؛ وعبء خلقه، وإعادة بنائه من جديد؛ تبعاً لمشاعره الذاتيَّة؛ وإحساسه الداخلي. إقرأ المزيد