لقد تمت الاضافة بنجاح
تعديل العربة إتمام عملية الشراء
×
كتب ورقية
كتب الكترونية
كتب صوتية
English books
أطفال وناشئة
وسائل تعليمية
متجر الهدايا
شحن مجاني
اشتراكات
بحث متقدم
نيل وفرات
حسابك لائحة الأمنيات عربة التسوق نشرة الإصدارات
0

مدينة الله

(0)    التعليقات: 0 المرتبة: 204,248

مدينة الله
9.50$
10.00$
%5
الكمية:
مدينة الله
تاريخ النشر: 01/01/2016
الناشر: وزارة الثقافة السورية
النوع: ورقي غلاف عادي
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة الناشر:هنا، في القدس، لا تدري في أيّ وقت تتعالى التكبيرات، ودقّات النواقيس، كما لا تدري من أيّ الجهات تأتي الروائح الطيبة، ومن أين يتوافد الناس وأصحاب العربات والسلال، وكيف تجري الأسواق والحارات بعضها نحو بعض، وتتلاقى مثل السواقي، هنا تسلم روحك للشوارع فتماشيك الظلال والأنسام، وتباريك الوجوه التي تشبه أزغفة ...الخبز، ويدور بك التلفت والإنتباه والصحو كي تلفك غواية المكان وكي تظلّ على مبعدة كف من غيبوبة الإفتتان.
أصارحك بأنني مدهوش، ومسحور، أجلس وأمشي، وأنا في خدر مشتهى أتمنّى أن يطول، أشعر كأنّني أرى ولا أرى، وأحس بأن ضباباً أبيض فضياً أو يكاد يغشى المدينة، فتستدير الهالات هنا وهناك، وتتعالى في أرجحة كأنها مشدودة إلى حبال خفية تحجبها الغيوم.
هنا، لا تدري من بلّل يديك ووجهك بالرذاذ النثيث، ومن منح هذه الوجوه الطالعة من كلّ الأمكنة نثار الضوء، ومن حباها بالبهجة الحالمة، ومن أطلق طيور الحمام المتفلتة من أقفاص الهواء، مثل الفلاحات، لتمنح الدروب والبيوت والساحات والحقول والأشجار والمفارق والشبابيك نعمة النشور.
هنا، تشعر بأنك كائن أثيري تمشي وراء حواسك مندفعاً، تماماً مثلما تمشي الأنهار في مجاريها هبوطاً نحو مصباتها الدانية.
هنا، لا شيء يفسد المكان أو الهواء أو الصفاء سوى هذه البغال السمان الّتي يعتيلها الجنود السمان الثقال، وقد أعتلتهم خوذ الحديد الشاحبة، يهزّون أيديهم بهراواتهم الغليظة وقد أغلقت وجوههم، لا شيء حولهم أو قربهم سوى الكلاب، وسيارات الجيش، وحواجز الحديد، ولا شيء يلفهم سوى النظرات الكارهة... يبدون مثل كتابة بالفحم آيتها السواد... تمر بلوحة زاهرة الألوان، لا شيء يضيع إيقاع الخطأ والشوارع والحارات الحانية والأشجار ووداعة الطيور سوى نخر البغال السمان، ونهر من اعتلوها.
بلى، يبدون، في هذا المشهد الرائق، مثل نقطة سوداء حائرة.

إقرأ المزيد
مدينة الله
مدينة الله
(0)    التعليقات: 0 المرتبة: 204,248

تاريخ النشر: 01/01/2016
الناشر: وزارة الثقافة السورية
النوع: ورقي غلاف عادي
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة الناشر:هنا، في القدس، لا تدري في أيّ وقت تتعالى التكبيرات، ودقّات النواقيس، كما لا تدري من أيّ الجهات تأتي الروائح الطيبة، ومن أين يتوافد الناس وأصحاب العربات والسلال، وكيف تجري الأسواق والحارات بعضها نحو بعض، وتتلاقى مثل السواقي، هنا تسلم روحك للشوارع فتماشيك الظلال والأنسام، وتباريك الوجوه التي تشبه أزغفة ...الخبز، ويدور بك التلفت والإنتباه والصحو كي تلفك غواية المكان وكي تظلّ على مبعدة كف من غيبوبة الإفتتان.
أصارحك بأنني مدهوش، ومسحور، أجلس وأمشي، وأنا في خدر مشتهى أتمنّى أن يطول، أشعر كأنّني أرى ولا أرى، وأحس بأن ضباباً أبيض فضياً أو يكاد يغشى المدينة، فتستدير الهالات هنا وهناك، وتتعالى في أرجحة كأنها مشدودة إلى حبال خفية تحجبها الغيوم.
هنا، لا تدري من بلّل يديك ووجهك بالرذاذ النثيث، ومن منح هذه الوجوه الطالعة من كلّ الأمكنة نثار الضوء، ومن حباها بالبهجة الحالمة، ومن أطلق طيور الحمام المتفلتة من أقفاص الهواء، مثل الفلاحات، لتمنح الدروب والبيوت والساحات والحقول والأشجار والمفارق والشبابيك نعمة النشور.
هنا، تشعر بأنك كائن أثيري تمشي وراء حواسك مندفعاً، تماماً مثلما تمشي الأنهار في مجاريها هبوطاً نحو مصباتها الدانية.
هنا، لا شيء يفسد المكان أو الهواء أو الصفاء سوى هذه البغال السمان الّتي يعتيلها الجنود السمان الثقال، وقد أعتلتهم خوذ الحديد الشاحبة، يهزّون أيديهم بهراواتهم الغليظة وقد أغلقت وجوههم، لا شيء حولهم أو قربهم سوى الكلاب، وسيارات الجيش، وحواجز الحديد، ولا شيء يلفهم سوى النظرات الكارهة... يبدون مثل كتابة بالفحم آيتها السواد... تمر بلوحة زاهرة الألوان، لا شيء يضيع إيقاع الخطأ والشوارع والحارات الحانية والأشجار ووداعة الطيور سوى نخر البغال السمان، ونهر من اعتلوها.
بلى، يبدون، في هذا المشهد الرائق، مثل نقطة سوداء حائرة.

إقرأ المزيد
9.50$
10.00$
%5
الكمية:
مدينة الله

  • الزبائن الذين اشتروا هذا البند اشتروا أيضاً
  • الزبائن الذين شاهدوا هذا البند شاهدوا أيضاً

معلومات إضافية عن الكتاب

لغة: عربي
طبعة: 1
حجم: 21×14
عدد الصفحات: 573
مجلدات: 1

أبرز التعليقات
أكتب تعليقاتك وشارك أراءك مع الأخرين