تاريخ النشر: 27/02/2018
الناشر: دار القارئ
نبذة نيل وفرات:تعتبر العاطفة ثروة للإنسان ، يتفاعل بها مع الأشياء من حوله ، فيحب ويكره ، ويرضى ويغضب ، ويرغب في شيء أو ينفر منه ، فالعاطفة والإحساس كلاهما ثروة مهمة إذا عرف الإنسان كيف يستثمرهما في حياته . فالإنسان يحتاج في جميع مراحل العمر إلى أن يرى صورة جميلة ...لذاته ، تنعكس في عيون من يحب ، وهي حاجة فطرية تولد مع الطفل . ولكن ، ومع التقدّم المادي والتكنولوجي ، أصبحت الكثير من الأسر اليوم تتجاهل العاطفة وتبخل بها ، وربما بسبب الإنشغال وكثرة المسؤوليات ، وربما بسبب الإعتقاد الخاطئ أن ذلك من أصول التربية الحازمة ، فينشأ الشاب أو الفتاة في حالة حرمان الحب والإهتمام والتقدير ، وهو يرى لنفسه صورة سلبية سيئة في عيون من حوله ، لا أحد يقول له أنت مميز في كذا ، ولا أحد يرشده ويأخذ بيده ليكون متميزاً ، في الوقت الذي يرى الحب على الشاشة ، أو على مواقع التواصل الإجتماعي ، فينظر إلى تغريدات تويتر ، مليئة بكلمات الحب والغرام والعاطفة الجياشة ، في حين افتقاده لها في حياته الأسرية ، وحال الفتاة تكون اسوأ ، وذلك يعود إلى تكوينها العاطفي ، ورغبتها في التوق إلى الإحساس بمن يقدرها ويمنحها مشاعر الحنو التي تفتقدها من أسرتها ، ومع ضعف الوازع الديني ، تحاول أن تجدها أنّى لاح لها ذلك ، ولو عبر وسائل أو من خلال أشخاص يدفعونها إلى ما لا تحمد عقباه . لذا ، وبناء على ذلك كله تشهد مجتمعاتنا كثير من الإنحرافات تنوء بحملها الأسر ، إنحرافات شباب ، وانحرافات فتيات . وفي مجتمعاتنا ، فإن شريحة الفتيات التي تشكل الحلقة المهمة في المجتمع ، إلا أنها مهملة أو مهمشة ، ولا تعطى الإعتبار المطلوب والإهتمام اللازم ، على الرغم من أننا وكمجتمع إسلامي لنا في التربية النبوية المعين والمنقذ ، وكيف لا وقد حثّ الرسول صلى الله عليه وسلم على رعايتها ، وفي ذلك يقول " ساووا بين أولادكم في العطيّة فلو كنت مفضلاً أحداً لفضلت النساء " . وما ذلك إلا لأن الإهتمام بالفتيات هو على قدر كبير من الأهمية ، إذ تعتبر شريحة الفتيات من الشرائح الإجتماعية المهمة والتي لها دور كبير وأواجه معاناة ومتاعب الحياة ، ابتداءً من المراهقة وحتى مرحلة الشباب ، حتى النضوج العقلي والجسمي ، فنتعامل مع واقعها وفقاً للمذاهب والطاقات التي تنطوي عليها شخصياً والتي تبقى بحاجة إلى صقل وتوجيه وإرشاد . وعليه ، فإن إعداد شخصية الفتاة إنما يمثل إعداداً لجيل مستقبلي ، يُعتمد عليه في تحمل الصعاب ومواجهة المستقل ؛ فضلاً عن فهم الواقع الشائك والتعامل معه بكل أزماته وتطوراته ؛ إذ لم تعد النساء على هامش الحياة ؛ بل لقد اصبحت تقف بقوة إلى جانب الرجل في صناعة مستقبل واعد ، قوامه مجتمع الفضيلة والإيمان والتطلع إلى مواكبة حركة وتطورات العالم المعاصر . من هنا كانت الضرورة ملحّة لصناعة مدرسة متكاملة ، بإمكانها أن تخرّج أجيالاً قادرة على صناعة الحياة والأرقى . من هنا تأتي أهمية هذا الكتاب الموجه إلى شريحة الشباب والفتيات ليكون بمثابة عون لهم من خلال الإرشادات التي قدمها المؤلف إلى تلك الشريحة . وذلك عبر موضوعات تم طرحها في هذا الإطار . وهذه بعض عناوين هذه الموضوعات : أولوية الفتاة ، العاطفة كنز الإنسان ، أرجوك أنقذني ، الدور العاطفي للأسرة ، إشكالية الفراغ العاطفي ، الحب داء أم دواء ، المراهقة وأزمة الجسد ، الإنفلات الفطري للغرائز ، لا تخدعي نفسك ، أزمات الفتاة إلى متى ؟ لماذا العزلة والحزن ، الإصغاء .. خطوة أولى ؟ متى حدثت المشلكة ، المراهقة وهوية الفتاة ، المراهقة ليست أزمة ، ... حرية اختيار الزوج ، مؤثرات المحيط العائلي ، الجامعة ... مزايا ومحاذير ، دوافع العلاقة العاطفية ، .. والذي تريده الفتاة ، لا غنى عن الصداقة ، صداقات الكترونية ، طرق نحو التغيير ... إلى ما هنالك من مواضيع تنير عقول الفتيات والشبان ، وتضيء دروبهم بهدى الوعي الإسلامي ، مما يساعدهم على اجتياز مصاعب الحياة بحكمة ، وسلوك دروبها نحو غدٍ مشرق تتحقق فيه آمالهم وأحلامهم ، فيغدو فعلياً أمل أسرهم وأمتهم على السواء . وتجدر الإشارة إلى أن هذه المادة التربوية ، وتلك المواضيع إنما جاءت قبلاً في إطار برنامج تلفزيوني تم عرضه على شاشات بعض القنوات الفضائية ، وتعميماً للفائدة ، تم نشر تلك المادة في هذا الكتاب . إقرأ المزيد