لقد تمت الاضافة بنجاح
تعديل العربة إتمام عملية الشراء
×
كتب ورقية
كتب الكترونية
كتب صوتية
English books
أطفال وناشئة
وسائل تعليمية
متجر الهدايا
شحن مجاني
اشتراكات
بحث متقدم
نيل وفرات
حسابك لائحة الأمنيات عربة التسوق نشرة الإصدارات
0

تانغو - قصص قصيرة

(0)    التعليقات: 0 المرتبة: 437,349

تانغو - قصص قصيرة
11.05$
13.00$
%15
الكمية:
تانغو - قصص قصيرة
تاريخ النشر: 27/02/2018
الناشر: دار المؤلف للطباعة والنشر والتوزيع
النوع: ورقي غلاف عادي
نبذة نيل وفرات:" عبر الزمن تتوحد الأشياء في لحظة يعيش فيها الإنسان ذروة تآلفه مع محيطه وانسجامه مع ذاته ، وتتشرد في لحظة أخرى ناسجة خيوطاً بألوان الغربة والضياع . وبعد أيها الأصدقاء إلى متى سنبقى ننتظر رؤية أفق للإغتراب : ظلّ يردد تلك الكلمات التي أنهى فيها البطل العرض المسرحي ...، عاشها من البداية حتى النهاية وحلّق بأفكارها عالياً بعيداً عن الجميع . ابتعد عن صالة العرض وقفل راجعاً إلى البيت مضطرباً بهواجس وتساؤلات لا حصر لها ، وفي خضم انشطاره وتركيزه ، دخل أحد الشوارع القديمة المنسية . تابع المشي ببطء ، وخياله يخطف منه الإحساس بالأشياء المحيطة به ، موسيقى عذبة آتية من بعيد اقتحمت عالمه فجأة وأرغمته على التوقف لتحديد مصدرها . تلفت حوله فاستغرب المكان الموحش ، وبدا الظلام مخيفاً عدا مصابيح قلّة من السهارى ما زالوا يحاورون الليل . من أين تأتي تلك الموسيقى ؟ قفز إلى رصيف آخر ، واقترب من منزل قديم مهجور . في بادىء الأمر لم يشعر بوجود إنسان داخله ، ولكن عندما سمع العزف من جديد تبددت شكوكه نهائياً . كان سور المنزل عالياً ، لذا فضل أن يتسلق شجرة ضخمة امتدت أغصانها إلى داخل المنزل . في منتصف الحديقة جلس رجل في أواخر الأربعينيات من العمر وقبالته كرسي فارغ ، وضع آلة الكمان على كتفه ثم رفع القوس وعاود العزف . تغلغلت الموسيقى في مسامه ، ومنحته شعوراً بالحنين والدفء انسحبت إحدى الغيمات سامحة لضوء القمر أن يتسرب موضحاً معالم وجه الرجل . مع كل جملة موسيقية كانت عيناه ترنوان للطرف الآخر المقابل بشيء من الألم والوجع ، وجع قديم ... قدم البشرية . السهرة مستمرة والمتفرج الوحيد يعيش حالة من التوحد في المشاعر مع العازف ، وما يحسّ به . ويتخيل بطل المسرحية وقد خرج فجأة من خلال الأشجار مكملاً دوره على الخشبة ، والعازف يتابع عزفه ، تعتصره الأوتار ثم تتصاعد النغمات الموسيقية ، ليكتمل المشهد ، وبعدها يُسدل الستار . أنهى عزفه ونهض من مكانه داخلاً المنزل ، بعد ذلك نزل الشاب من على الغصن وصمم على معرفة حقيقة العازف . في اليوم الثاني تحرّى عنه : ( منذ أكثر من عشرين عاماً فقد زوجته وهي في ريعان شبابها . ابتعد عن الجميع وقرر أن يعيش بقية حياته منعزلاً في المنزل الذي جمعهما سوياً لفترة قصيرة من الزمن ، أصبحت قراءته لتفاصيل الحياة مختلفة عن الآخرين تماماً ) . بعد عدة أيام من ترقب صامت كان قد امتلأ بالفضول والرغبة في سماع تلك الموسيقى التي لامست شفاف قلبه . أتى إلى المكان بنفسه فوجده هادئاً كالعادة ، اقترب من المنزل فلم يسمع غير مواء قطة عبثاً تحاول تسلّق السور . تسلق الشجرة ثم جلس على الغصن ورأى الرجل جالساً والكمان بين رقبته وكتفه ، ويداه متدليتان نحو الأرض دون حراك . بدأت الشكوك تراوده ، انتظر لحظات مراقباً حركة الرجل لكنه لم يحرك ساكناً ، وضع حداً لأسئلته وقفز إلى الحديقة ثم اقترب منه . كان وجه الرجل شاحباً وليس ما يدل على أنه حي ، تلمّسه برفق فشعر ببرودة قاتلة ، حسّ نبضه ثم ادرك أنه ميت ، جلس مأخوذاً على الكرسي المقابل وراقب صفاء السماء . أغمض عينيه فتذكر إحدى جمل المسرحية : ( عندما يهرب المرء من حقيقة غربته فإنه بذلك يغلّف عالمه بطبقة من الزيف والوهم ، ولكنه عندما يصرّ على الإعتراف بحتمية تلك الحقيقة أمام نفسه ، عند ذلك فقط يكون قد تلمّس بصيص النور لأول مرة ) . أخذ آلة الكمان وتناول القوس عن الأرض ثم وقف مودّعاً العازف بصمت تختلج في باطنه كلمات آتية من عبق الروح . ( إن توأم موسيقانا وغربتنا هو واحد ، ولكن يبقى أنك أبحرت بعيداً ... بعيداً نحو الأفق ) " تبقى كينونة الإنسان ذاك السر الغريب الذي ما فتئ ييجرِ وراء الأسماء والأشياء ... وراء الغياب باحثاً عن كنهها ... هي تلك ما تحكيه تلك الحكايا المترعة بشوق غريب إلى شيء يفتقده الإنسان ... ربما كان جاداً في البحث عن عاطفة افتقدها دون أن يدري .. ربما عن ماضٍ حلّل له ذكرى أشخاص .. وجوه .. فطفق يعزف له ألحاناً شجية ... فيفتح خزانته على كل ما غاب في أحضانه .. حكايا منسوجة بالكثير من الشجن .. وكأنك تسمع كلماتها ألحاناً تتسلل إلى نفسك .. فتوصّل معها بعيداً وراء معانٍ غريبة كغربة روحك المتوثبة نحو عالم الغياب .

إقرأ المزيد
تانغو - قصص قصيرة
تانغو - قصص قصيرة
(0)    التعليقات: 0 المرتبة: 437,349

تاريخ النشر: 27/02/2018
الناشر: دار المؤلف للطباعة والنشر والتوزيع
النوع: ورقي غلاف عادي
نبذة نيل وفرات:" عبر الزمن تتوحد الأشياء في لحظة يعيش فيها الإنسان ذروة تآلفه مع محيطه وانسجامه مع ذاته ، وتتشرد في لحظة أخرى ناسجة خيوطاً بألوان الغربة والضياع . وبعد أيها الأصدقاء إلى متى سنبقى ننتظر رؤية أفق للإغتراب : ظلّ يردد تلك الكلمات التي أنهى فيها البطل العرض المسرحي ...، عاشها من البداية حتى النهاية وحلّق بأفكارها عالياً بعيداً عن الجميع . ابتعد عن صالة العرض وقفل راجعاً إلى البيت مضطرباً بهواجس وتساؤلات لا حصر لها ، وفي خضم انشطاره وتركيزه ، دخل أحد الشوارع القديمة المنسية . تابع المشي ببطء ، وخياله يخطف منه الإحساس بالأشياء المحيطة به ، موسيقى عذبة آتية من بعيد اقتحمت عالمه فجأة وأرغمته على التوقف لتحديد مصدرها . تلفت حوله فاستغرب المكان الموحش ، وبدا الظلام مخيفاً عدا مصابيح قلّة من السهارى ما زالوا يحاورون الليل . من أين تأتي تلك الموسيقى ؟ قفز إلى رصيف آخر ، واقترب من منزل قديم مهجور . في بادىء الأمر لم يشعر بوجود إنسان داخله ، ولكن عندما سمع العزف من جديد تبددت شكوكه نهائياً . كان سور المنزل عالياً ، لذا فضل أن يتسلق شجرة ضخمة امتدت أغصانها إلى داخل المنزل . في منتصف الحديقة جلس رجل في أواخر الأربعينيات من العمر وقبالته كرسي فارغ ، وضع آلة الكمان على كتفه ثم رفع القوس وعاود العزف . تغلغلت الموسيقى في مسامه ، ومنحته شعوراً بالحنين والدفء انسحبت إحدى الغيمات سامحة لضوء القمر أن يتسرب موضحاً معالم وجه الرجل . مع كل جملة موسيقية كانت عيناه ترنوان للطرف الآخر المقابل بشيء من الألم والوجع ، وجع قديم ... قدم البشرية . السهرة مستمرة والمتفرج الوحيد يعيش حالة من التوحد في المشاعر مع العازف ، وما يحسّ به . ويتخيل بطل المسرحية وقد خرج فجأة من خلال الأشجار مكملاً دوره على الخشبة ، والعازف يتابع عزفه ، تعتصره الأوتار ثم تتصاعد النغمات الموسيقية ، ليكتمل المشهد ، وبعدها يُسدل الستار . أنهى عزفه ونهض من مكانه داخلاً المنزل ، بعد ذلك نزل الشاب من على الغصن وصمم على معرفة حقيقة العازف . في اليوم الثاني تحرّى عنه : ( منذ أكثر من عشرين عاماً فقد زوجته وهي في ريعان شبابها . ابتعد عن الجميع وقرر أن يعيش بقية حياته منعزلاً في المنزل الذي جمعهما سوياً لفترة قصيرة من الزمن ، أصبحت قراءته لتفاصيل الحياة مختلفة عن الآخرين تماماً ) . بعد عدة أيام من ترقب صامت كان قد امتلأ بالفضول والرغبة في سماع تلك الموسيقى التي لامست شفاف قلبه . أتى إلى المكان بنفسه فوجده هادئاً كالعادة ، اقترب من المنزل فلم يسمع غير مواء قطة عبثاً تحاول تسلّق السور . تسلق الشجرة ثم جلس على الغصن ورأى الرجل جالساً والكمان بين رقبته وكتفه ، ويداه متدليتان نحو الأرض دون حراك . بدأت الشكوك تراوده ، انتظر لحظات مراقباً حركة الرجل لكنه لم يحرك ساكناً ، وضع حداً لأسئلته وقفز إلى الحديقة ثم اقترب منه . كان وجه الرجل شاحباً وليس ما يدل على أنه حي ، تلمّسه برفق فشعر ببرودة قاتلة ، حسّ نبضه ثم ادرك أنه ميت ، جلس مأخوذاً على الكرسي المقابل وراقب صفاء السماء . أغمض عينيه فتذكر إحدى جمل المسرحية : ( عندما يهرب المرء من حقيقة غربته فإنه بذلك يغلّف عالمه بطبقة من الزيف والوهم ، ولكنه عندما يصرّ على الإعتراف بحتمية تلك الحقيقة أمام نفسه ، عند ذلك فقط يكون قد تلمّس بصيص النور لأول مرة ) . أخذ آلة الكمان وتناول القوس عن الأرض ثم وقف مودّعاً العازف بصمت تختلج في باطنه كلمات آتية من عبق الروح . ( إن توأم موسيقانا وغربتنا هو واحد ، ولكن يبقى أنك أبحرت بعيداً ... بعيداً نحو الأفق ) " تبقى كينونة الإنسان ذاك السر الغريب الذي ما فتئ ييجرِ وراء الأسماء والأشياء ... وراء الغياب باحثاً عن كنهها ... هي تلك ما تحكيه تلك الحكايا المترعة بشوق غريب إلى شيء يفتقده الإنسان ... ربما كان جاداً في البحث عن عاطفة افتقدها دون أن يدري .. ربما عن ماضٍ حلّل له ذكرى أشخاص .. وجوه .. فطفق يعزف له ألحاناً شجية ... فيفتح خزانته على كل ما غاب في أحضانه .. حكايا منسوجة بالكثير من الشجن .. وكأنك تسمع كلماتها ألحاناً تتسلل إلى نفسك .. فتوصّل معها بعيداً وراء معانٍ غريبة كغربة روحك المتوثبة نحو عالم الغياب .

إقرأ المزيد
11.05$
13.00$
%15
الكمية:
تانغو - قصص قصيرة

  • الزبائن الذين اشتروا هذا البند اشتروا أيضاً
  • الزبائن الذين شاهدوا هذا البند شاهدوا أيضاً

معلومات إضافية عن الكتاب

لغة: عربي
طبعة: 1
حجم: 21×14
عدد الصفحات: 182
مجلدات: 1
ردمك: 9786144560594

أبرز التعليقات
أكتب تعليقاتك وشارك أراءك مع الأخرين