على وتر واحد التربية المتكاملة ركن الانماء المتكامل
(0)    
المرتبة: 240,544
تاريخ النشر: 01/01/1969
الناشر: مكتبة لبنان ناشرون
نبذة المؤلف:إن المبادئ التربوية والثقافية التي تنطوي عليها هذه الفصول القصار، لا تعدو أن تكون بعض ما تصفي في ذات نفسي على السنين، مما تلقيته على معلمي دراسة وقدوة، في المدرسة والجامعة ومعترك الحياة، ومما طالعته للحكماء، أو حاولت أن أبثه مدرساً ومحرراً ومحاضراً ومذيعاً، أو أن أمارسه يوماً بعد يوم. ...ولعل أن يجد فيه القارئ ما قد يطلق عليه وصف "النزعة العلمية الإنسانية الجديدة" التي تأخذ بلباب الأصول الفكرية والخلقية للحياة والعمران، وتشرئب في الوقت ذاته إلى العلوم الحديثة، للقبض على أزمتها، أسلوباً وقيمة وقدرة، ثم تصوغ منها نهجاً تربوياً مبدؤه ومعاده النفس المثقفة، والعقل الباني، والتبعة الاجتماعية، والإنماء الإنساني المتكامل. "فالغرض الذي ينبغي أن تتوخاه التربية في هذا العصر ذو شقين، أما الأول، فهو أن يربي الطالب على اخذ العقل أخذا عسيراً بأساليب المعرفة الدقيقة، وتدريب الذهن المشوق على التفكير المحكم، المستقل، الباني فيصير بذلك إنساناً أقدر وأجدى، في وسعه أن يتحكم بالموارد والقوى التي تتيحها الطبيعة أو يخلقها هو، تحكم إنسان وهبه الله قبساً من قدراته، وأما الثاني فأن تمهر نفسه بمهر التقدير والتوقير للأساس الخلقي للحياة، فيتسنى له أن يستجيب للتحدي الروحي المنطوي في القدرة التي قبض على زمامها، فيسيرها في عنان الخير والحق والخدمة العامة... فإن لم يكن ذلك "فلن يكون في طوقنا أن ندرك الحكمة ولا أن نبني المدينة الفاضلة".
وقد جعلت هذه الفصول أربعة أبواب أولها-"موعد مع الرجاء"، يتعلق بالناحية الثقافية من الحياة، ومعظم محتوياته أحاديث أذيعت من الإذاعة اللبنانية بعنوان "من وحي بيت الحكمة" يستثنى منها حديث واحد-"روح الصومعة"-عزيز علي، ألقيته من فيض الخاطر عام 1934 في حفل أقيم في نابلس ثم دونته ونشرته، وقد ضممته إليها، لأنه منسجم معها. ويشمل البابان اللذان يليانه خطباً ألقيت في معاهد التربية في لبنان، مجموعتها الأولى ألقيت في الجامعة الأمريكية (الحفلات السنوية لتوزيع الشهادات والدرجات العلمية في أعوام 1953 و1959 و1966، وكذلك حفل ذكر المؤسسين عام 1968 وفي اجتماعات أخرى) ومجموعتها الثانية ألقيت في معاهد التربية في لبنان-في الشويفات وطرابلس وبرمانا وصيدا وسوق الغرب وعاليه وزحله والحدث وبشامون وبيروت (كلية بيروت للبنات، مدرسة المقاصد الخيرية الإسلامية وغيرهما)-عند الاحتفال بتخرج طلابها وطالباتها عام بعد عام. وأما الباب في مجملها وأن تخطاها الزمن في بعض نواحيها ذات صلة وثيقة بالواقع التربوي والعلمي الذي نعانيه. إقرأ المزيد