إتحاف الإنس في العلمين واسم الجنس
تاريخ النشر: 01/01/2012
الناشر: دار الحديث الكتانية
نبذة نيل وفرات:علم الجنس ما وضع للماهية المستحضرة في الذهن، واسم الجنس ما وضع للماهية من حيث هي، وإن قلت لا يتأتى الوضع لشيء إلا إذا استحضر؛ فإن الوضع للمجهول لا يمكن، فحينئذ الإستحضار لا بد منه فيهما، ولا يظهر فرق بينهما؛ قلت يُجاب عن ذلك بأوجه: منها الإستحضار في علم ...الجنس؛ أي شطر: أي جزء من الموضوع له، وفي اسم الجنس شرط في الوضع خارج عن الموضوع له.
وإن قلت يلزم أن معنى "أسامة" ماهية وإستحضار ولا صحة له، قلت: لم يعتبر الإستحضار جزءاً مستقلاً يتركب منه مع الماهية مجموع؛ بل اعتبر صفة للماهية بمعنى أن الوضع للماهية المستحضرة من حيث استحضارها فليتأمل ومنها أن الإستحضار في علم الجنس حاصل مقصود، وفي اسم الجنس حاصل غير مقصود: فوزان علم الجنس وزان "زيدٌ في قولك: (هذا زيد فأكرمه)، ووزان اسم الجنس، وزان رجل في قولك: (هذا رجل فأكرمه) فإن تعيين المشار إليه حاصل معهما؛ لكن فرق بين الحاصل المعتبر والحاصل غير المعتبر.
إن قلت ما الدليل على إعتبار هذه الأمور حال الوضع؟ قلت: إن قلنا الواضع غير الله سبحانه وتعالى؛ فلا يبعد نقل هذه الإعتبارات عنه، وإن قلنا هو الله تعالى؛ فيمكن أنه اطلع عليها بوحي أو إلهام على إعتبار الإستحضار في علم الجنس على ما سبق له علامات: منها منع دخول (ال) عليه؛ حيث كان بذاته يفيد التعيين فهو غني عنها؛ بخلاف اسم الجنس فتدخل عليه فيطرأ له ما هو أصل في علم الجنس من التعيين ومنعه من الصرف، لعلة غير العلمية؛ كتأنيث "أسامة" وجواز الإبتداء به ومجيء الحال منه بلا مسوّغ، وما الجملة تحري عليه أحكام المعارف بخلاف اسم الجنس المجرد من (أل) في ذلك كله...
ويتعلم الإمام العلامة السنباوي الإجابة عن الأسئلة المطروحة عليه فيما يتعلق على العلمين واسم الجنس، مبيناً الفرق بينهما، وموضحاً ما جنح ابن مالك في ألفيه، ومختتماً رسالته هذه الحديث عن الماهية والحقيقة والهوية.
وأخيراً يمكن القول بأن الإمام العلامة ألف هذه الرسالة لبيان الفرق الدقيق بين اسم الجنس وعلم الشخص وعلم الجنس، وتجدر الإشارة بأن هذه الرسالة تمثل الجزء الثاني في سلسلة النفائس المصورة، في مجال العلوم العقلية. إقرأ المزيد