الرسالة الحاكمة في مسألة الإيمان اللازمة
(0)    
المرتبة: 414,613
تاريخ النشر: 01/01/2015
الناشر: دار الحديث الكتانية
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:إن الفقه الإسلامي هو زبدة العلوم الإسلامية ، وقطب رحاها : بل غايتها ومنتهاها ، فمعظم العلوم الإسلامية تهدف إما إلى الوثوق من ثبوت النص الشرعي ، وهو علم الحديث . أو استثمار الحكم منه وفق المراد الإلهي ، ثم تنزيله على واقع الحياة ؛ وهذا هو الفقه ، ...الضابط لأفعال المكلفين ، الجالب للسعادة في الدارين . هذا وإن لعلماء المغرب الأقصى باع طويل في هذا العلم الشريف ، فقد شهدت كتب التراجم والإثبات بهذا الإسهام المتميّز ؛ وخير دليل على ذلك ما تزخر به مكتبات العالم الخاصة والعامة من مخطوطات نفيسة في مختلف مباحث هذا الفن . وقد تنوعت مناهجهم في التأليف في هذا العلم ، فمنها تواليف مستقلة محررة ، مطوّلة أو مختصرة ، ومنها متون علمية ، نثرية أو شعرية ، ومنها شروح لمتون ، ومنها حواشي على شروح ، وتقييدات ، وأجوبة ، ومسائل . والغرض من هذا كله تقريب الفقه وتيسيره لعموم الناس ، وإن ممن أبلى البلاء الحسن في هذا العلم ، وشهد له بطول الباع وسعة الإطلاع فيه ؛ الإمام الحافظ القاضي أبو بكر إبن العربي المعافري ، له مؤلفات عديدة : قسم منها مطبوع ، لا تخلو مكتبة طالب علم منها ، وقسم آخر مفقود ، أو لا يعلم عنه شيء الآن ، وقسم ثالث مخطوط ، وهذا الجزء من هذا الأخير ( أي المخطوط ) الذي تضمنه هذا الكتاب ، وقد صدر محققاً ، وهو في الأصل جواب عن سؤال في " الأَيْمَان اللازمة " ، فانتظم جوابه في أربعة أقطاب مهمة . ولما كان موضوع هذا الجزء مهماً في بابه ، ذا قيمة علمية ، ولكونه لا يزال بكراً ، على شكل مخطوط ، لم يحقق بعد ، قام المحقق بالإعتناء به ، معتمداً في عمله هذا على ثلاث نسخ خطية ، إحداها استخرجت من متبيضّة الأصل ، والتي جاء في مقدمتها ، بخط مؤلفها الإمام الحافظ أبو بكر إبن العربي : " ... هذا ، على تكرر السؤال وكثرة الإهتبال بمسألة الإيمان اللازمة ، لبيان ما فيها من الإشكال ، وتبيين الحق من الوجوه التي يتطرق إليها من الإحتمال ، ولولا تعيين المفترض بإيضاح الغرض ، لفُقدت المعارف بموت العارف ، لا مسكن عليها من وجهين : أحدهما : أن علماءنا المتقدمين لم يُرْوَ عنهم فيها ذكر . الثاني : أن من ذكرها منهم إنما ذكر المقالة عارية عن البرهان والدلالة . وهي مسألة متشعبة الطرق لتعلّقها باللغة والأصول والفقه ، فيحق أن يضيق عنها عطن الفقيه ، ويتحرز فيها الفطين النبيه . بيد أنه لإلحاح رغبتكم ، تعيّن إنجاح طلبتكم ، فقرعت بالفكر بابها ، وهتكت بالبيان حجابها .. وخرجت فيها لكم عن نكتٍ يعز وجودها ، ويعسُرُ دركها .. وسميتها " الرسالة الحاكمة في مسألة الإيمان اللازمة " . وهذه شذرات من ترجمة الإمام الحافظ إبن العربي . فهو أبو بكر محمد بن عبد الله إبن محمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن عبد الله المعروف بإبن العربي المعافري ؛ نسبة إلى معافر بن يعفر بن مالك بن الحارث بن مرة ، ينتهي نسبه إلى قحطان . فهو عربي من قبيلة معارف القحطانية ، وأندلسي من مدينة اشبيلية . ولد في مدينة أشبيلية ، كبريات عواصم الأندلس ، وفي بيت من أكبر بيوتها وكان مولده 468 ه غرس فيه والده حب العلم والمعرفة ، وأخذ عنه تعليمه الأولى ، وعيّن له ثلاثة معلمين ، فحفظ القرآن وهو إبن تسع سنين ، ولم يبلغ السادسة عشرة من عمره حتى أصبح متقناً للقراءات العشر ، وجمع فنوناً من العربية ، وتمرن على الأدب والشعر . كانت له رحلة في طلب العلم ، وعاد إلى اشبيلية بألوان الفنون والمعلومات يدرس ويحرر ، وينتج الفقه المالكي بتحقيقه لمناط الحكم ، ونظره في أدلتها ، ونقضه على الفقهاء ما كانوا يفتون تقليداً أو عن ضعف دليل . وأول ما لفت أنظار الناس إليه ، وجمعه بين طريقتي النقل والعقل . كما أنه اهتم بتدريس الأصول ، وذلك لتمهيد طريق النظر الفقهي على قواعد الأصول ، فأصبح ابن عربي علماً مفرداً في الجمع بين الفنون وسهولة هضمها ، وبذلك علت سمعته ، وصدرت كتبه الكثيرة في التفسير والكلام والأصول والفقه والنحو والأدب . وقد تقلّد مناصب مهمة في الدولة ، فقد اختاره الأمير للشورى بين يديه ، وهو منصب عالٍ لا يرقى إليه إلا الصفوة المختارة من رجالات الفكر ، وأئمة الفقهاء ، يجعلهم في مناصف الوزراء ، وكبراء رجال الدول ، ومن هنا لقبه معاصروه بلقب الوزير . ولم تكن أعماله الإدارية لتعوقه عن مهامه العلمية ومن بحث وتأليف وتدريس ووعظ . وفي سنة 528 ه أصدر يوسف بن تاشفين مرسوماً بتولية أبي بكر بن العربي قضاء أشبيلية . كانت وفاته سنة 543 ه يوسف بن تاشفين مرسوماً بتولية ابي بكر بن العربي قضاء أشبيلية . كانت وفاته سنة 543 ه مخلفاً مؤلفات ما زالت تتناقلها أيدي العلماء والطلاب إلى يومنا هنا . إقرأ المزيد