جزيء من فهرسة أبي محمد عبد الله الحجري السبتي
(0)    
المرتبة: 105,238
تاريخ النشر: 01/01/2015
الناشر: دار الحديث الكتانية
نبذة نيل وفرات:هذا جُزَيْء من فهرسة أبي محمد عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عبيد الله الحجري ، المروي ، السني ، كان مولده ببلدة قنجاير سنة 505 ه . نشأ بالمرية ، وقرأ على من كان عليها ، واختلف إليهم ، وانتقى في الأخذ ، وكان ...لا يرضى الأخذ إلا عن ذوي الجلالة والشهرة بالعدالة . وقد جعل أمر الصلاة في الجامع الأعظم بالمرية له ، كما ولي الخطابة بالجامع الأعظم بسببه. تلقى أبو محمد الجعبري تكويناً كتابياً وديوانياً ، وقد ذكر الذين ترجموا له أنه أنشأ رسالة بيعة أهل سبتة وجهاتها ، وفيها اشهادهم على أنفسهم بخطوط أيديهم ، وبمحضر حاكمها آنذاك ، فحملها وفدها إلى الخليفة إبن عبد المؤمن المنصور الموحدي ، ويرجع تاريخ كتابتها إلى جمادى الأولى سنة 580 ه . كما تحدثت المصادر أن الأمير عبد الله محمد بن سعد الجزامي إبن مَرّدَنيش أمير شرق الأندلس المتوفي سنة 567 ه . استدعى أبا محمد الجعبري إلى سلك كتاب ديوانه سنة 542 ه ، فأبى وامتنع من ذلك . تولى تدريس حديث النبي صلى الله عليه وسلم بجامع القصبة بمراكش سنة 591 ه قبل جوازه إلى الأندلس . كما استدعاه المنصور إلى مراكش وأجلسه بجامعها الأعظم لسماع الحديث ، وذلك قبل وفاته بيسير . أما مؤلفاته وأعماله فقد ضاعت وقال أبو الحسن علي بن عتيق بن مؤمن القرطبي المتوفي سنة 598 ه في كتابه " بغية الراغب ومنية الطالب " في ذكر شيخه أبي محمد الجعبري : " وروايته واسعة جداً ، غير أن كتبه ضاعت في كائنة المرية ... لكنه يحفظ كثيراً ويذكر من أسماء الرجال وأخبارهم ، ومن متون الأحاديث وأسانيدها ، ومن أسانيد الكتب وغير ذلك ... وأما ما يحفظه من الآداب واللغات والغريب والأمثال فمعجز ، وهو من أفضل أهل زمانه ، وأكثرهم عدالة وثقة وعفافاً وتواضعاً وفضلاً " . كانت وفاته بسبته سنة 591 ه . وبالعودة ، فإن هذا الجزئي من فهرسة أبي محمد الجعبري ، وقد قال عنها أبو بكر إبن محرز البلنسي : وفهرست إبن عبيد الذي به جاءت فجادت بصوب الصواب . ووصفها إبن رشد السبتي بأنها فهرسة جامعة ، فقال : " وقد جمع برنامجاً لأَسْمِعَتيه جامعاً ، فأغنى عن تفسير سائر رواياته ، والإكثار من ذكر مشايخه " . ونظراً لأهمية هذه الفهرسة اهتماماً وإقبالاً على قراءتها وروايتها ونسخها ومقابلتها منذ القرن السادس حتى القرن الرابع عشر الهجري . وقد شكّل هذا الأمر دافعاً لاعتناء المحقق بها ، معتمداً في تحقيق هذا الجُزَئي من فهرسة أبي محمد الحجري ، على نسخة خطية وحيدة لها في العالم ، لم يبقَ منها سوى أوراق متفرقة وجدها في مجموعة الخروم أو الدشت legajas لمكتبة دير الاسكوريال بإسبانيا والتي تحمل الرقم 1942 . وتبدأ هذه الفهرسة بذكر الموطآت وما يتصل بها ، وتنتهي بذكر المصنفات المتضمنة للسنن . وقد ذكر فيها المؤلف ما وقع له عالياً من الأسانيد في عيون المكتبة الحديثية التي رواها عن شيوخه الأئمة الجلّة الأعلام بالأندلس والمشرق ، على اختلاف رواياتها وتنوع علومها ، وتشبه هذه الفهرسة في منحاها برنامج أبي ذرّ مصعب بن محمد بن مسعود الخُشني الجباني ( ت 604 ه ) ، فهرسة صاحب أبي بكر محمد بن خير الأموي الأشبيلي ( ت 575 ه ) . وقد احتوت على (70) عنواناً تنتمي جميعها إلى كتب الحديث وعلومه . ومما يتعين التنبيه إليه أن لهذه الفهرسة : قيمة بيبليوغرافية واضحة ، إذ أنها تمثل سجلاً شاملاً لذخائر المكتبة العربية الإسلامية المروية بالأندلس في القرن ( السادس ) الهجري ، كما أنها تطلع الباحث على اتصال الأسانيد العلمية التي ظل أهل الأندلس محافظين عليها إلى آخر أيامهم ، كما تدل على أن التواصل العلمي بين المغاربة والمشارقة لم ينقطع أبداً في يوم من الأيام . هذا وقد اعتمد المحقق في تحقيق هذا الجزئ من فهرسة أبي محمد الحجيري السبتي على نسخة خطية وحيدة ، كما تمت الإشارة إلى ذلك آنفاً، كتبت بخط أندلسي دقيق بقلم تلميذه أبي بكر إبن محرز الزّهريّ البلنسيّ المتوفي سنة 655 ه ، فهي إذن نسخة نقلت من أصل مؤلفها ، وعورضت وقوبلت به ، وجميع ألفاظها مشكوكة بحركات الإعراب باستيفاء تام ، واستعمل فيها الناسخ اللون الأحمر لعناوين الكتب الصحاح على حسب اختلاف رواياتها ، كما استخدم دوائر صغيرة تتوسطها نقطة للإشارة إلى أن النسخة مقابلة بنسخة أو نسخ أخرى . ويبدأ هذا الجزئ الذي بين يدي القارئ بذكر الموطآت ، وما يتصل بها ، وتنتهي بذكر المصنفات المتضمنة للسنن . إقرأ المزيد