تاريخ النشر: 01/01/2012
الناشر: خاص-غازي مكداشي
حمّل iKitab (أجهزة لوحية وهواتف ذكية)


نبذة نيل وفرات:يتناول هذا البحث جمالية الفنون الإسلامية، إضافة إلى العلاقة الجوهرية التي تربط بينها وبين الخلفية الفلسفية التي تقوم عليها وتوحدها. ذلك أن اهتمام المؤلف بهذه الفنون ينصب على شخصيتها المميزة، مسقطاً من الحسبان الحديث عن بعض التيارات الفنية الجديدة والتي برزت خلال القرنين الماضيين، وخصوصاً تلك التي حملت الكثير ...من الملامح الغربية في هذا المجال. ومركز هذا البحث على الفنون الثلاثة: العمارة والخط والموسيقى. ويعود ذلك لعدة أسباب أهمها: خبرة المؤلف العلمية والميدانية التي تتمحور حولها وتكمن فيها بالدرجة الأولى. كما أن لهذا الاختيار سببه المهم الآخر، وهو أن كلاً من هذه الفنون الثلاثة ينتمي إلى ميدان مختلف كل الاختلافات عن الآخر في وسيلته التعبيرية.
ففن العمارة قائم على أبعاد الفضاء الثلاثة، وفن الخط يقوم على بُعديْ المساحة، أما الموسيقى فهي فن يقوم لعى بُعد واحد وهو الزمن. ومما لا شك فيه أنه لا خلاف حول أهمية هذه الفنون الثلاثة، وذلك قياساً على سائر الفنون الإسلامية الأخرى. إن كل تلك الأسباب تعطي لاختيار المؤلف المبرر المطلوب. خاصة أن الفنون التي يتناولها بحثه هذا تتشابه مع بقية الفنون الإسلامية في جوانب أسلوبية كثيرة، والتي من أهمها على الإطلاق فن الزخرفة، والذي يلتقي وفن الخط في كثير من مجالات وسائل التعبير لدرجة التداخل معه.
أما فن العمارة الإسلامية فقد حصر الحديث عنه في البحث بعمارة "المسجد" كما حصر الحديث عن الموسيقى بفن "التجويد القرآني" وذل بهدف التركيز على دورهما الريادي في تحديد الهوية الإسلامية لكل من فن العمارة والموسيقى عموما. ولأن البحث يتناول جماليات الفنون الإسلامية والخلفية القائمة عليها؛ فهو بالتالي يكون قد أخذ منحى معيناً، وركز على علم الجمال بالدرجة الأولى. وعلى هذا الأساس فإن المنهجية التي اتبعها المؤلف في دراسته جماليات الفنون الإسلامية، هي في البحث عن النصوص والتي تتلاءم مع تجربته الجمالية، وهي المعبر عنها كما هو سائد بعبارة "من الأسفل إلى العلى" ويعني ذلك الانطلاق من واقع الفنون كما تبدو وتظهر، صعوداً إلى فكرها الفلسفي النابع من بيئتها الإسلامية الصرفة.
أما عن سبب اعتماده على مقارنة الفن "الدرامي" بالفن الإسلامي في بعض فصول البحث، فمرده إلى حقيقة التجاور الجغرافي فيما بين الحضارتين الإسلامية والغربية، كما أن المقارنة في بعض الأحيان تعمل على زيادة إيضاح شخصية الفن الإسلامي، خاصة أن القارئ أو المتلقي العربي والمسلم يعيش ازدواجية نتاج الحضارتين. إقرأ المزيد