بعيداً عن العلمانية والإسلامانية - روح الإسلام ومقتضيات الدولة الراشدة
(0)    
المرتبة: 127,000
تاريخ النشر: 12/12/2017
الناشر: المؤسسة العربية للفكر والإبداع
نبذة الناشر:يسْتطيعُ المرّءُ أن يتبيّنّن - على مُسْتوى ما يُعْرض - مُنْذ عُقود خلتْ، من أصناف الخطاب بمجال التَّداوُل الإسلامي العربي - أنّ المُطالبة كانتْ (ولا تزال) تُقام إمّا "بِاسْم الإسلام" كتدَّبيرِ دينيَّ يُؤّتى أساساً بمقاصد أُخْرويّة، وإمّا "بإسْم العلّمانيّة" كتدَّبيرٍ يبدو غير دينيّ ويُخاض حصّراً بمقاصد دُنِّيويّة؛ حيث إنّ "الدّين" ...يُنْظر إليه، في الحالة الأولى، كأساسِ مُحدِّدِ للحياة العُمُوميّة أوْ يُنْظر إليه، في الحالة الأخرى، كأساسٍ مُحدِّدٍ فقط للحياة الخاصّة بالأفراد.
وينّبغي ألاّ يخْفى أنّ المُشْكِلة - في تبْنك الحالتيْن كِلّتيّهما - تتعلّقُ بمدى إِمّكان تحْدِيد رُوح "الإسلام / الدِّين، وحقيقة "الدّوّلة الرّاشدة" بعيداً عن كُلِّ الأغْراض والإكّراهات التي تتحكّمُ، عادةً، في أفكارِ مُحّترفي الخطاب و، أيضاً، في أفعالهم، ومعنى هذا أنّ هُناك دوّماً إطاراً ظاهراً أو خفِيّاً يُوجِّهُ الخطاب المعّرُوض والحامل لمُخّتلِف أنواع المُطالبة، وهو إطارٌ فِكّريٌّ وعقديٌّ يُنْسى - في الغالب - أنّه بمثابة "فِكّري" يتداخلُ فيها "الواقعيٌّ" و"الوهّميُّ"، كما يصّعُب الفصْلُ ضمنها بين "النّظريّ" و"العمليّ".
ومن ثمّ، إذا صحَّ أنّنا بصدد نزْعتيْن مُتطرّفتيّن في تصوُّر كيّفيّة تدّبير مُشّكِلة "الحياة الطّبِّية" (كيّفيّة العمل وفّق "مبادئ" مُوجَّهة وبمُراعاةِ "غايات" أو "مقاصد" مُعيّنة)، فإنّه يلّزمُ الإبتعادُ عمّا يُمثّلِ سندهُما المُشْترك الذي ليس سوى افَّتراض التَّضادّ بين البُعْد الفرّديّ (أو الخُصُوصيّ) والبُعّد الجمّعيّ (أو العُمُوميّ)؛ وذلك بالشّكِّل الذي يُتيحُ إعادة النّظر في مُشّكِلةِ تأسيس "الدّوّلة الرّاشدة" باعتبارها تنّدرج في إِطار سيّرُورةٍ عامةٍ ودائمةٍ "التّرّشِيد" تشارّكاً وتنافّساً في العمل المعْقُول والتّدْبِير المسّؤُول. إقرأ المزيد