تاريخ النشر: 07/12/2017
الناشر: دار الولاء للطباعة والنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:الولاية مشتقة من الولي؛ أي القرب؛ واصطلاحاً يسمّو من الولاية بـ: القرب إلى الحق، "الولاية بفتح الواد بمعنى النصرة وبكسرها بمعنى الأمارة والربوبية والمحبة أيضاً، ولكن الولي على ما صرح به بعض الأعاظم على وزن مفعيل بمعنى الفاعل الذي يتولى عبادة الله ويراعي طاعته وحقوقه على الدوام، وجاءت ولي ...بمعنى فعيل وبمعنى المفعول أيضاً كما قال الله تعالى: (وهو يتولى الصالحين)... [سورة الأعراف: الآية 196]، والولي له معنيان: "أحدهما فعيل بمعنى مفعول؛ وهو من يتولى الله سبحانه أمره، قال الله تعالى: (... وهو يتولى الصالحين)... [سورة الأعراف: الآية 196]، فلا يكله إلى نفسه لحظة بل يتولى الحق سبحانه ورعايته، والثاني مفيل من الفاعل، وهو الذي يتولى عبادة الله وطاعته، فعبادته تجري على التوالي من غير أن يتخللها عصيان، وكلا الوصفين واجب حتى يكون الولي وليّاً يحب قيامه بحقوق الله تعالى على الإستقصاء ودوام حفظ الله تعالى إياه في السراء والضراء، والقرب والبعد هما معنيان تسبيان، تتصف الأجسام بهما نسبةً إلى المكان، نقول الشيء الفلاني قريبٌ هنا، وذاك الآخر أبعد منه عنّا، ولكن قد تُوُسّعَ في استخدامها، إذ يستفاد منهما في الزمان وغيره أيضاً... بل إن هذين المعنيين اتسع مجال استخدامهما فتجاوز الأجسام والجسمانيان، وقد اتصفت الحقائق بهما أيضاً... وحتى كلمة القرب إذا نسبت إلى الله تعالى يستفاد منها إحاطته بكل شيء يقول تعالى: (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب...) [سورة البقرة: الآية 186]، وقال: (ونحن أقرب إليه من حبل الوريد)... [سورة ق الآية 16].
من الموارد التي استخدم فيها القرب في مجال الأمور المعنوية، مورد العباد الذين يمارسون العبودية؛ ولأن قرب العبد إلى الله تعالى هو أمر اكتسابي يحصل من خلال العبادة والقيام بمواسم العبودية، فقد استفادوا أن كلمة القرب هنا بمعنى التقرب؛ لأن التقرب هو أن يقترب شخص إلى شيء أو إلى شخص آخر، عبد الله يريد بأعماله الصالحة أن يقترب من الله تعالى وهذا القرب هو عبارة عن الوقوع في معرض شمول الرحمات الإلهية، وفي ذلك المعرض تبعده تلك الرحمات الإلهية عن أسباب الشرّ وعوامل الشقاوة والحرمان، وهو أيضاً أن: يدني الله تعالى عبده إليه ويعني ذلك أنه: يجعله في منزلةٍ من خصائصها الوصول إلى السعادة، وفي غير تلك المنزلة لا يصل إلى السعادة، تلك السعادة هي عبارة عن: إكرام الله تعالى ومغفرته ورحمته، كما قال الله تعالى (كتابٌ مرقوم، يشهده المقربون)... [سورة المطففين، الآية 20 - 21]، (والسابقون السابقون أولئك المقربون)... [سورة الواقعة: الآية 10 - 11] ولا تحصل هذه المرتبة لأحد إلا عن طريق العبودية والوصول إلى حدّ كماله.
ولا تكمل العبودية إلا حينما يكون العبد تابعاً محضاً ويتبع إرادته وعمله إرادة مولاه، لا يريد أي شيء ولا يعمل أي عمل إلا على وفق إرادة مولاه وهذا هو بذاته الدخول تحت ولاية الله.
بناءً عليه هؤلاء الأشخاص هم أولياء الله تعالى أيضاً وفقط أولياء الله عزّ وجلّ هم نفس تلك الطائفة والأولياء الذين يكونون في جنة النعيم، ولكلٍّ منهم جنة أيضاً: (في جنّات ونعيم)... [سورة الواقعة: الآية 12].
والنعيم هو عبارة عن الولاية، وجنة النعيم هي عبارة عن جنة الولاية... وهو بذاته الدخول في ولاية الله [...] هو ذاك هو الولي في مرآة العرفان الذي يقف المؤلف على مقربة منه.. متابعاً صفاته وأحواله... حاله ومآ له... بداية من قبوله كوليّ وصولاً إلى طريق سلوكه وكيفيتها... وانتهاء بالإنعام عليه بنعمة الإتصال.
من أجل ذلك كان لا بد للمؤلف من البحث في ما يلي: بدءاً معنى الولاية، ثم قرب العبد إلى الحق ودرجات ذلك القرب التي يمكن أن يكون قرب النوافل، ثم قرب الحق إلى العهد الذي هو مشروط بالفناء وطهارة القلب وبمتابعة النبي يبلغ الإنسان الولاية: (يصل الولي المجذوب إلى مرتبة من القرب ترتفع فيها الأتنينية، يبلغ به الأمر أن يتحد المحب والمحبوب في الخلوة حيث ليس هنالك من سبيل أو مكان للأجانب... محبة الله نار تُحرق حطب الغيرية ونور يعاين الحقيقة... حب الله نار لا يمر على شيء إلا احترق، ونور لا يطلع على شيء إلا أضاء، ويحظى العبد بذلك من خلال أسفار أربعة بينها المؤلف، متنقلاً من ثم إلى بيان الولاية من منظار ابن عربي، وتقسيم الولاية إلى عامة وخاصة، ثم بيان عبارة آية الله زاده آملي، ثم الولاية في نظر العارف محمد رضا قمشة أي تقسيم الولاية الخاصة إلى الولاية المجتّية والولاية المحبوبية وبيان علامات المحبة وعلامات الولي.
وأخيراً ليسترسل في توصيف الأولياء وقد بلغت تلك الأوصاف التي يتصف بها الولي أربعة وعشرون صفة، يسردها بالتفصيل.نبذة الناشر:عن أمير المؤمنين عليه السلام: "إنَّ لله تعالى شراباً لأوليائه، إذا شربوا منه سكروا، وإذا سكروا طربوا، وإذا طربوا طابوا، وإذا طابوا ذابوا، وإذا ذابوا خلصوا، وإذا خلصوا طلبوا، وإذا طلبوا وجدوا، وإذا وجدوا وصلوا، وإذا وصلوا اتصلوا، وإذا اتصلوا لا فرق بينهم وبين حبيبهم". إقرأ المزيد